فتاة تصرخ .. أنقذوني من براثن أبي
--------------------------------------------------------------------------------
نعم .. هذه الصرخة انطلقت من فتاة بعمر الزهور ، لم تكمل السبعة عشر ربيعًا وأيّ ربيعٍ فالأصحّ بأن نقول جحيمًا التقيتها أثناء قيامي بالبحث الجامعي حيث أنني أدرس علم النّفس، وإليكم ما جرى على لسان الفتاة كما قالته لي حرفيّا:
أنا فتاةٌ امتحنتني الهموم ومرمرتني الحياة منذ أن كنت في الخامسة من عمري ، فبعد طلاق أبي من أمي ذهبت للعيشِ معها لأنني في نظر القانون لا أزال في سنّ الحضانة الذي ينتهي عند بلوغي السّابعة أحسنت أمي إليّ وكانت تعملُ نهارًا وتتفرغ لرعايتي ليلا ، أولكنّ قدر الله فوق مشيئة العباد فلقد انتقلت أمّي إلى رحمة الله بعد ذلك بعام أي عندما أصبحت في السادسة فانتقلت الحضانة إلى جدّتي التي كانت تنفق عليّ من راتب جدّي التقاعديّ الذي بالكاد يكفي لسدّ رمقنا وذلك بعدَ تخلّي أبي عن مسؤوليتي وذلك بطلبٍ من أمّي التي لا تعرف إن كان ماله حرامًا أم حلالاً، كبرتُ وأصبحتُ في الرّابعة عشرَ من عمري متفوّقة في دراستي وذات جمالٍ أخّاذٍ ، فلقد حباني الله عينين واسعتين وشعرًا طويلا ناعمًا كما أنني كنت رشيقة القوام ومعتدلة الطول ، لذلك كنت كثيرًا ما أتعرّضُ للمضايقات من الشّباب وقد دقّ الكثير منهم بابنا منذ أن كنتُ في الثالثة عشر وكان الردّ دائمًا من جدتي : : البنت لازالت صغيرة، المهم .. كنتُ يومًا قد خرجتُ من بابِ المدرسةِ مع إحدى صديقاتي القلائل وكان والدها ينتظرها في السيارة فاصطحبتني لتعرّفني به لأنها كانت كثيًرا ما تتحدث عنّي أمامه مما دفع بهِ الفضول لمعرفتي ورؤيتي فوجدته يحدّق بس مليًّا ثمّ سألني عن اسمي فقلت: .. فلانة بنت فلان .. فإذا بهِ يقول: سبحان الله .. (عنده هالكنز الثمين ولا داري فيه) فاستغربتُ من قولهِ واحترتُ فيما يعنيه وانصرفت عائدةً إلى البيت وأنا أفكّر فيما قال ، وفي اليوم التالي الذي كان يصادف يوم الخميس، سمعنا طرقًا على الباب فذهبت جدّتي لتفتحه وصعقت عندما وجدت أبي يقف عند الباب ، فقال لها : جئت لأزور ابنتي فأنا مشتاقٌ لرؤيتها ، فقالت له : بعد ماذا ؟؟ على كلِّ تفضّل في الصالة فأنا لا أستطيع منعك من رؤيتها ، في هذا الوقت كنت أجلس في غرفتي أذاكر دروسي فنادتني جدتي وأخبرتني بأنّ هنالك ضيفًا ، تساءلت في نفسي من قد يكون هذا الضيف وذهبت لأراه وفوجئتُ بهِ ، كما تفاجأ وقام ينظرُ إليّ كما ينظر جامع التحف إلى تحفةٍ أعجبته يقلبها ويتفحّصها ودعاني إلى حضنه فذهبت وعانقته وأنا أحسّ بعدم الرّاحة من نظراته وطريقة لمسهِ ، فقال لي أنه أتى ليصحّح الذنب القديم الذي اقترفه بحقّي وأنّه يريد إعادتي إلى بيتي على حدّ قوله ، وأنه أراد إراحة جدتي التي ما عادت قادرة على رعايتي ، فطلبت مهلة للتفكير ثم وافقت على مضض وبعد شهرٍ توفيت جدتي وأصبحت أقيم بشكلٍ كليٍّ مع أبي الذي كان يحثني دائمًا على التّزيّن والتأنّق لغايةٍ في نفسِ يعقوب..
علمت بعدها أنّ والد صديقتي قد تحدّث معه بشأني إذ أنني اكتشفت أن والدها كان صديقه وذلك من والدي حيث استيقظت ذات ليلةٍ لأجده في غرفتي عارٍ إلا مما يستر عورته فانتابني الخوف الشديد فسألته : ماذا تريد ؟؟ فقال : أريدكِ أنت .. كم كان ذاك الوغدُ محقّا .. أين أنا عنكِ منذ زمن ؟؟ فهل من يملك كنزًا مثلكِ يمكن أن يفرّط به ؟؟.. فقلت له : أهذا يعني أنّك تريد أن.. أجابني بلهجةِ العاشق: اعلمي أنّ قلبي تعلّق بجمالكِ وبدقة تفاصيل جسمك المغري .. صرخت: ولكنّني ابنتك يا أبي ، فقال: وما المانع بأن تكوني ابنتي وعشيقتي في نفسِ الوقت؟؟اطمئني أعدكِ بأنّكِ لن تحسّي بشيء.. صرخت : سوف أصرخ وألمّ عليك زوجتك وأولادك فقال: لقد أخذتهم إلى بيتِ أهل زوجتي وذلك لكي أتفرغ لكِ يا حلوتي ..
جلست أصرخ وأصرخ وأحاول الإفلات والمقاومة كم كان المنظر بشعًا عندما تمكّن منّي ، لا إنّه ليس أبي ، إنّه وحشٌ بدون مشاعر .. تركني بعد أن أشبع رغبته مني مسجّاةً على الأرض، وقال: لنا لقاء آخر يا حلوتي الصّغيرة، نظّفي نفسكِ وما سال على الأرض قبل أن يطلع الصباح وخرج من البيت وأنا غارقةُ في البكاء بحالةٍ هستيرية ، أيعقل أن يحصل لي هذا ؟؟ وممن ؟؟ من أبي ؟؟ لم أستطع الذهاب إلى المدرسةِ لمدّةِ أسبوع كامل وقد ساعدني ذلك الحقير حيث اتّصل للمدرسة دون علمي وأخبرهم بأنني مريضة . أردت الذهاب إلى مركز الشّرطة لكي أقدّم بلاغًا ضدّه ولكنّني أخاف من الفضيحة. أصبحت أتجنّب الجميع وأحاول أن لا أبقى في مكانٍ وحدي ولكنّ القنّاص الماهر يعرف كيف يصطاد الفريسة جيّدًا وقد قام بفعلته الشّنيعةِ معي ثلاث مرّات ٍ وكم أخاف أن تأتي الرّابعة ، هو الآن مسافر وسيعود بعد أسابيع قليلة .. ولا أعلم ماذا سأفعل ، لا أحبّ أن تتكرّر المأساة معي مرّةً أخرى وأخاف من الفضيحة في الوقت نفسه ..؟؟ صدّقيني يا أخت وردة بأننّي يائسةٌ لدرجة أنني فكرت بالانتحار ولكنّني أخاف الله ، فماذا أفعل ؟؟
ليتكم رأيتموها وهي تكلّمني وترجوني أن أجد لها حلاًّ والله إن منظرها كان يقطع القلب، صحيح أنّ الجمال نعمة ولكنّه قد يكون نقمةً على صاحبه .. أعانكِ الله على ما بلاك وهو خيرُ معين.
ملاحظة: إذا كنت تملك حلاّ لهذه المشكلة فلا تتردد في كتابته لعلّ الله يريح هذه الفتاة على يديك فتكسب فيها أجرًا.
تحياتي
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)