O o【 قسـيت علـى قلبـي يـــا بعـد هلـي 】o O
قضيه متناقضه .. نحن نناقضها .. نعايشها تاره .. و ننصدم بها تاره ..
نعايشها بكل حكايا العطاء و النقاء .. و الجمال و الخيال ..
و ننصدم بها بكل إغتراب و عذاب .. و حزن و حرمان ..
و بين هذا و ذاك تتناثر خطوات لرسم حدوده و أركانه و زواياه ..
نداء لمن غمر القلب على مر الزمان و المكان .. إيثار و مشاعر و بشائر ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
قسيت علي برغم حبي العظيم,قسيت علي وأنا اللي قهرت المستحيل وحطمت القيود وكل السدود,قسيت علي وأنا اللي ضحيت وعطيت بدون كلل وملل, قسيت علي و لو تلف الدنيا لف ما تلقى مثل إخلاصي لك,قسيت علي وأنا اللي غامرت بكل ما أملك,قسيت علي يا نور عيني وشمعة حياتي وأمل أحلامي, قسيت علي يا بعد هلي و طوايفي , قسيت و قسيت و أنا شقيت ..
كان معكم آباء وأمهات تفاقم شعورهم بـ الألم والهم والكدر والإستنكار بعدما تخلوا فلذات أكبادهم عنهم و هم في أمس الحاجه من الولايه والرعايه ..!
قسوا أبنائهم لأنهم كانوا في شبابهم يغرسونهم بالأخلاق الفضيله والمباديء النبيله والتقاليد العظيمه والعادات القيمه ولكنهم إحتلوا ثاني إهتمامهم
بعدما كان جمع المال وزيادة الممتلكات لسد الإحتياجات ولتحسين الدخل المادي والركض حول المطامح والمطامع الحاصد على الإهتمام الأول في حياتهم
نعم لقد كلفوا جهد عظيم في إدخار مال وفير لبناء مستقبل راقي و هانيء كي لا يشعروا بالنقص إتجاه مسؤليتهم المحتومه أمام أبنائهم
فلهم كل الخير و الفضل و الشكر بعد الله سبحانه و تعالى في تنشئة أسره مرموقه تعايش مجتمعها بكل سلاسه و جمال
و لكن نجد بأنهم عجزوا عن الأهم و الأغلى و الأجمل و هو الواجب الأبوي و الأموي الغريزي و الطبيعي , فـ نسوا تغريسهم بالحنان و العطف و نسوا تعليمهم عن تعظيم بر الوالدين و الإحسان إليهم قولاً و فعلاً , فتربوا أبنائهم على هذا الأساس الناقص , فباتت قلوبهم جافه و قاسيه و حياتهم عمليه لمسايرة مجريات الحياه اليوميه فقط مثل آبائهم تماماً
فكما أن الآباء إنغمسوا مع الناس في ملذات الدنيا و أهوائها دون مراعاة حق الوالدين و حث الأبناء على مدى شأنهم و تعظيم برهم
إذن فلا عجب أن نرى أبنائهم يستصعبون ساعه زمنيه لزيارة الوالدين بعدما كبرا و شاخا و تقطعت بهم حِبال القوه لأنهم من الطبيعي يقتدون في آبائهم
كي نكون خير قدوه لأبنائنا .. يجب أن نتقي الخالق في أفعالنا و أقوالنا و نقتدي برسولنا الأمين عليه أفضل الصلاة و السلام و لِـ نُحسِن بوالدينا و نرعاهم حق رعايتهم و نهتم بحاجاتهم و نقوم بنفقتهم بدون تسويف أو تأخير و ندخل السرور بقلبهم بكلمه حانيه أو زياره جميله أو مفاجأه هديه , و الإكثار لهم بالدعاء و التصدق لهم بعد مماتهم , هذا هو فرضك الدنيوي فلا حاجه لخلق أعذار بهدر وقتك الثمين أو ضغوط العمل أو متاعب الحياه أو أعذار الزوجه التي تقدم على الوالدين ...
و تذكر حديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام : " لا يدخل الجنة قاطع "
و تذكر " كما تدين تدان " فما تزرعه اليوم لوالديك ستحصده غداً في أبنائك لأن " الجزاء من جنس العمل "
أحببت أن أنسخ إليكم ببعض الأحاديث الشريفه و النماذج المشرقه من بِر الوالدين لعلها تكون تذكره طيبه
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك وقال بن شبرمة ويحيى بن أيوب حدثنا أبو زرعة مثله).
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال الوليد بن عيزار أخبرني قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول أخبرنا صاحب هذه الدار وأومأ بيده إلى دار عبد الله قال : (سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قال ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني).
كان إسماعيل -عليه السلام- غلامًا صغيرًا، يحب والديه ويطيعهما ويبرهما. وفي يوم من الأيام جاءه أبوه إبراهيم -عليه السلام- وطلب منه طلبًا عجيبًا وصعبًا؛ حيث قال له: {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى** [الصافات: 102] فرد عليه إسماعيل في ثقة المؤمن برحمة الله، والراضي بقضائه: " قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " [الصافات: 102].
وهكذا كان إسماعيل بارًّا بأبيه، مطيعًا له فيما أمره الله به، فلما أمسك إبراهيم -عليه السلام- السكين، وأراد أن يذبح ولده كما أمره الله، جاء الفرج من الله -سبحانه- فأنزل الله ملكًا من السماء، ومعه كبش عظيم فداءً لإسماعيل، قال تعالى: " وفديناه بذبح عظيم " [الصافات: 107].
يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة ثلاثة رجال اضطروا إلى أن يبيتوا ليلتهم في غارٍ، فانحدرت صخرة من الجبل؛ فسدت عليهم باب الغار، فأخذ كل واحد منهم يدعو الله ويتوسل إليه بأحسن الأعمال التي عملها في الدنيا؛ حتى يفرِّج الله عنهم ما هم فيه، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت أحضر لهما اللبن كل ليلة ليشربا قبل أن يشرب أحد من أولادي، وتأخرت عنهما ذات ليلة، فوجدتُهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما أو أعطي أحدًا من أولادي قبلهما، فظللت واقفًا -وقدح اللبن في يدي- أنتظر استيقاظهما حتى طلع الفجر، وأولادي يبكون من شدة الجوع عند قدمي حتى استيقظ والدي وشربا اللبن، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، وخرج الثلاثة من الغار
[القصة مأخوذة من حديث متفق عليه].
اللهم أعنا على بر والدينا، اللهم وفق الأحياء منهما، واعمر قلوبهما بطاعتك، ولسانهما بذكرك، واجعلهم راضين عنا، اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره، واغفر خطأه ومعصيته، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك، اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك
منقــول
مواقع النشر (المفضلة)