يتعرّض الأطفال خلال مراحل نموهم المختلفة إلى بعض المشكلات
الشائعة التي من شأنها، في حال عدم معالجتها، أن تؤثر على سلوكهم.
الغضب
هو تعبير انفعالي يظهره الطفل لدى عجزه عن الحصول على ما يريده، ويظهر بعد العام الأول حتى العام الرابع أو الخامس من عمره. وتختلف تعابير الغضب من طفل إلى آخر. وعلى الأم أن تتحلّى بالمرونة والصبر إزاء هذه الحالة فتحاول إشغال ابنها بلعبة يحبها، وقد تشاركه اللعب لتصرف عنه حالة الغضب.
مصّ الأصابع
تظهر عادة مصّ الأصابع في فترة الطفولة المبكرة، وهي لا تقتصر على مصّ أصابع اليد بل انها قد تشمل أصابع القدم أيضاً! ويضع الطفل أصابعه إرادياً داخل فمه في الشهر الثالث، وعند بلوغه الشهر الخامس يلتقط الأشياء ويضعها في فمه. وتحدث عادة مصّ الأصابع عندما يشعر الطفل بالجوع أو الملل أو الخجل أو التعب، وتزداد عند بروز الأسنان، وقد تلازم الطفل حتى يبلغ سن المدرسة. ويمكن أن يقلع عنها بناءً على مجهود الوالدين، ومقدار ما يبذلانه لزوال المسبّبات النفسية أو الاجتماعية المؤدية إلى ذلك.
الخجل
تظهر أولى عوارض الخجل عندما يبلغ الطفل عامه الأول إذ يبدي خجله عندما يحادث بعض الغرباء الذين لم يألفهم من قبل، فيلجأ إلى التواري خلف أمّه أو إلى إخفاء وجهه براحتي يديه. ويجدر بالأم إتاحة الفرصة لاختلاط ابنها بالآخرين والتفاعل معهم منذ الطفولة المبكرة. ومعلوم أن منح الطفل الحب والحنان والعطف والثقة بالنفس يحدّ من خجله.
الخوف
تختلف طبيعة التأثر بالخوف من طفل إلى آخر نظراً إلى طبيعة مخاوف من يخالطهم، علماً أنّه قد تنتقل المخاوف بالتبعية إلى الطفل عن طريق الإيحاء أو التقليد. وكلّما كبر الطفل خفّت مخاوفه، ويتوقف ذلك على أسلوب معاملة الأهل له. ولذا، يجب معاملة الطفل بلطف وحنان، وتجنّب التهديد المستمر وتخويفه من الآخرين أو إيذائه بدنياً...
الكذب
لا يستطيع الأطفال التمييز بين الحقيقة والخيال قبل سن الخامسة، فعندما يروي الطفل قصة من نسج خياله، ويضيف إليها كثيراً من الأحداث اليومية يصعب على الأم تحديد أوجه الحقيقة. وفي هذه الحالة، يجب ألا تقول له إنه يكذب بل أن تجيب عليه بدعابة تجعله يدرك أنه يتخيّل. ويمكن أن تروي له قصة الطفل الذي كان يدّعي الغرق مستغيثاً حتى اكتشف الناس خداعه فانصرفوا عنه، وعندما تعرّض فعلاً للغرق لم يلب أحد نداءه واستغاثته، ولم يسعفه أحد وتركوه يغرق! وسوف يستمتع الطفل بالقصة، ويمكن أثناء روايتها مناقشته وتوضيح مضار الكذب.
الغيرة
على الأبوين أن يقبلا الغيرة كصفة طبيعية لدى طفلهما دون أن يسمحا لهذه الأخيرة بالنمو. فبعض منها قد يفيد كحافز يحثّه على التفوّق بعكس الكثير منها الذي يمكن أن يفسد حياة الطفل ويصيبه بأضرار بالغة. ولعل أبرز أسباب الغيرة ترجع إلى: ضعف الثقة بالنفس الناتج من الشعور بالنقص أو عند الاهتمام بمولود جديد في الأسرة. التمييز بين الصبي والبنت في المعاملة. تفضيل الطفل المعوق أو المريض يثير الغيرة عند أخوته الأصحاء. ولذا، على الأم أن تمنح طفلها الاهتمام، وأن تكون ودودة في معاملته حتى تنجح في التخفيف من حدّة الغيرة لديه، مع المساواة بين الأطفال في المعاملة.
التبول اللاإرادي
تتكوّن عادة التحكّم في التبوّل لدى الأطفال خلال سن مبكرة أي بين عمر السنة والسنتين ونصف، وعادةً ما يستطيع الأطفال التحكم في التبول أثناء النهار عند بلوغهم ثمانية عشر شهراً، ويصل تحكّمهم في التبول أثناء الليل عند بلوغهم السنتين تقريباً. ويستطيع بعض الأطفال التحكم في التبول أثناء الليل قبل النهار، وإذا لم يستطع ذلك سواء أثناء النهار أو الليل تقلق الأمهات لمواجهة هذه المشكلة ويبحثن عن طرق التخلص من هذه الظاهرة. وترجع هذه الحالة إلى أسباب متداخلة ومتشابكة مع بعضها البعض، أبرزها:
محاولة جذب الإنتباه والإستمتاع بالضوضاء التي تحدث عندما يتبول لاإرادياً، فيكرر ذلك عمداً كما يحدث في حالة وصول مولود جديد أو محاولة لإثارة أمه التي تميل إلى السيطرة عليه والتحكم في تصرفاته.
معاقبة الأم لطفلها لعدم التبوّل في الموعد المحدد أو عند إجبار الطفل على التبول دون رغبته في ذلك.
الخوف من الظلام والحيوانات أو عند فقدان الشعور بالأمان كما في حالة وجود نزاع أو خلاف بين الأبوين.
ويجب مراعاة أمور عدّة عند مساعدة الأمهات لأطفالهن على التحكم في التبول:
عدم التحدث عن حالة الطفل أمامه أو أمام الآخرين، وكذلك عدم مقارنته بأطفال آخرين.
عدم الإكثار من تناول السوائل في الساعات الأخيرة من النهار.
الاستعانة بضوء خافت في دورة المياه ليلاً.
تدريب الطفل وتعويده على التبوّل في مواعيد معينة.
إيقاظ الطفل أثناء النوم ليقضي حاجته.
التلعثم
تظهر حالات التلعثم عند بعض الأطفال في الفترة الممتدة بين العامين الثاني والثالث من أعمارهم. ويقصد بالتلعثم عدم قدرة الطفل على التعبير بسهولة عمّا يريده، فتارةً ينتظر لحظة ليتغلب على تلعثمه وعجزه، وتارةً أخرى يعجز تماماً عن التعبير عمّا يجول بخاطره.
وتزيد حالة التلعثم عند الطفل ملاحظات من حوله على طريقة كلامه أو تعمّد إحراجه أو تقليده عند التحدّث، ما يسيء إلى حالته النفسية ويشعره بفقدان الثقة. وللتغلب على ظاهرة التلعثم، يجب على الأم أن تبحث عن الأسباب التي تجعل طفلها متوتراً وتحاول تفاديها. فإذا لاحظت القلق أو الإضطراب على طفلها نتيجة بعدها أو انشغالها عنه وجب عليها التقرّب منه وإشعاره بحنانها وحبها. كما ينبغي عدم الإسهاب في الحديث مع الطفل خلال تلك الفترة لأن ذلك لن يجدي في العلاج، وإذا تحدث الطفل مع أمه فعليها أن تعطيه انتباهها وتشمله باهتمامها لأن تجاهلها له قد يصيبه بالإحباط وخيبة الأمل ما يزيد تلعثمه.
وتعتبر ظاهرة التلعثم في غالبية الأحوال عابرة
لا تستغرق سوى بضعة أشهر بزوال المؤثر، سوى بعض الحالات القليلة التي تطول فيها مدة التلعثم، وقد يحتاج الأمر هنا إلى استشارة طبيب للعلاج.
مواقع النشر (المفضلة)