إذا كانت الإصابات المنزلية تمثل نسبة لا تقل عن10% من مجمل الجروح فإن السيدات والأطفال يمثلون النسبة الأكبر من الإصابات التي تحدث داخل البيوت, خاصة إصابات اليد.
إن الإصابات المنزلية قد تكون إصابات بسيطة تستدعي علاجا منزليا كالخدوش التي تحدث نتيجة للوقوع أو ارتطام الأطفال بالأثاث, وقد تكون جروحا قطعية كالتي تكثر في المطابخ, وهي متفاوتة من جروح قطعية للجلد إلي جروح تصيب الأنسجة من شرايين, وأعصاب وأوتار وعضلات نتيجة لدخول طرف حاد كالسكينة أو الزجاج في أيدينا أو أقدامنا.. ومن العجيب أن هذه الجروح قد تكون متناهية الصغر أعلي الرسغ, ومع ذلك قد تصيب العصب الأوسط المسئول عن الاحساس بأغلب الأصابع بأضرار بالغة أو العصب الزندي المسئول عن العضلات الصغيرة باليد أيضا, وتؤدي هذه الإصابات إلي ذعر شديد قد يؤدي إلي تفاقم الإصابة, لذلك يجب أن يتسم المصاب والمحيطون به برباطة جأش وبحكمة شديدة, ويجب أولا إخراج المريض من مكان الحادث بهدوء والتعامل مع مصدر الإصابة بحكمة ثم بعد ذلك يجب غسل الجروح بمحلول ملح0,9% أو حتي الماء العادي.
وإذا كان هناك أي من الأجسام الغريبة كالزجاج فيجب استخراجها بهدوء إن أمكن, أما إذا كان هناك نزيف من الجروح فيجب أن يرفع الجزء المصاب إلي أعلي, وبالضغط عليه لمدة10 دقائق علي الأقل فإذا لم يتوقف النزف يمكن وضع بخاخة السيل أون علي الجزء المصاب, ثم نقوم بالضغط عليه لمدة10 دقائق, وعادة ما يقف النزيف فورا, ولكن إذا ظل النزيف فلابد من ربط الجزء المصاب برباط ضاغط مع رفع الجزء المصاب لأعلي لحين التوجه إلي أقرب مركز طوارئ.
أن الإصابات البسيطة كالخدوش والكدمات تعالج علاجا بسيطا بعد الفحص من قبل جراح مسئول, أما الجروح القطعية والنافذة والتهتكية فمصيرها يعتمد اعتمادا كليا علي الجراح الذي يتعامل معها, كما أن الوقت من العوامل المهمة أيضا, حيث تأتي الساعات الست الأولي كأفضل الأوقات للتعامل مع الجروح, وأيضا نظافة الجروح من الملوثات تلعب دورا محوريا في تحديد مصير الجروح ولذلك ينصح المصابين بعدم وضع البن وخلافه داخل الجروح, وبضرورة وجود صيدلية للطوارئ داخل المنزل تضم أربطة شاش وقطنا وضمادات وبخاخة سيل أون ومطهرا جراحيا ومحلول ملح0,9%.
مواقع النشر (المفضلة)