جلست في حضني
«الطفولة في وطني»
جلست في حضني تبكي، تسألني عن حنانٍ، عن حبٍ، عن وطنٍ...
جلست تحدثني عن الجنوبِ، عن الأزقةِ والدروبِ، عن المدافع والحروبِ، وعن لوعة كل القلوبِ...
تحدثني عن ضاحية بيروت، عن كل البيوت، عن الغدرِ، عن الجبروت، عن كل شهيدٍ يموت...
تحدثني عن البقاع، عن الصراع، عن الخوف، عن الضياع، عن أطفالٍ جياع...
تحدثني عن الشهيدة قانا، عن بنت جبيل ومارون الراس، عن مثلث الصمود، عن كل قرانا المسطرة لملاحم البطولة والشرف...
تحدثني عن أرضٍ رويت بالدماءِ، عن الدمار، عن الركام، عن الاشلاء تحت الدمارِ، غن أطفالٍ تاهت وسط الزحام...
تحدثني عن وطني المقهور، عن حربٍ تدور، عن فسقٍ، عن فجور، عن جثثٍ دون قبور...
تحدثني عن النبطية، عن الجبهات الأبية، عن السواعد الفتية، عن نداء الحرية، عن كل ضحية...
تحدثني عن كل حبيبٍ مات، عن صراخ وعويل الأمهات، عن الدعاء والصلوات، عن معنى الحياة والممات...
سألتها، من أنتِ؟
أجابت أنا كل أمٍ حنون، أنا كل وطنٍ محزون، كل حرية أسيرة خلف السجون...
أعيش في ضمير كل مقهور...
اسألوا ربي... اسألوا شعبي... اسألوا بني العُرْبي...
اسألوهم ما ذنبي؟...
أنا كل شمسٍ على الكونِ، أنا كل بسمةٍ على شفاه الحزنِ، أنا عذوبة الحلم والتمني، أنا كل طفلٍ وطفلة تغني، نعم، أنا الطفولة في وطني، أنا التي علمني بني صهيون، أنني جثة في الكفنيِ...
مواقع النشر (المفضلة)