بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


تعرف " الموسوعة اليهودية " " الحائط الغربي " ـ الذي يسمى بالعبرية كوتيل همعرافي ـ بأنه " جزء من جدار جبل الهيكل الذي ظل معطلاً منذ تدميره الثاني في العام 70 م ، وأنه أضحى أكثر الأماكن قدسية في العادات والشعائر اليهودية ، بفعل قربه من جدار الهيكل ومن مقدسات جبل الهيكل " . وتضيف الموسوعة اليهودية : " إن هذا الجزء خصص للبكاء على انهيار المعبد اليهودي وعلى منفى شعب إسرائيل ، وإن أهميته تكمن في كونه يشكل شمعة تضاء من أجل إحياء الموروث الديني اليهودي في القرن العشرين ، ويؤجج ذكريات المجد الإسرائيلي القديم ويبعث الأمل في استعادته " . وتذكر الموسوعة اليهودية أن اليهود اعتادوا على مدى عدة قرون الوقوف أمام الحائط وإبداء الإعجاب به وباتجاهاته المختلفة ، لا سيما الكتل الحجرية السفلى التي ترتفع الواحدة منها نحو 5 . 3 قدماً ( = 1متر ) وبطول عشرة أقدام ( 3. 3 م ) وبوزن يزيد عن مائة طن ، وتزعم تلك الموسوعة أن الصلوات الإسرائيلية القديمة منذ إخماد ثورة بركوخفا ضد الرومان ( 135م ) موجهة للجزء المدمر من المعبد . وتعترف الموسوعة أن جميع بقايا المعبد قد محيت تماماً عبر الزمن ، وأن جهة العبادة لم تكن واضحة بالنسبة لليهود ، ولم يكن واضحاً ما هو المكان المخصص من الحائط على وجه الدقة لأداء شعائر العبادة عليه ، وتذهب الموسوعة إلى أنه استناداً إلى تفسيرات يهودية مختلفة المصادر ، يعتبر الجزء المجاور للبوابة الغربية هو الجزء الأكثر قدسية ضمن الحائط ، إذ أنه لم يتعرض للهدم كباقي أجزاء الحائط الأخرى . وتشير الجماعات الحاخامية إلى أن عدم تعرض هذا الجزء للتدمير يضفي عليه صفة القداسة ، وتعتقد هذه الجماعات أن الجزء المذكور غير قابل للهدم (7) .
أما " موسوعة الصهيونية وإسرائيل " فتعرف " الحائط الغربي " بأنه الجزء المتبقي من الجدار الذي كان يحيط بأكمة جبل الهيكل في القدس بعد إتمام التوسيعات التي جرت على الساحة الخارجية للمعبد بأمر من هيرودس ملك يهودا (! ) ، وبوصفة الجزء المتبقي من الهيكل الثاني ، بات الحائط الغربي يمثل أكثر الجوانب قداسة بالنسبة لليهود ، لدرجة أن هذا الحائط أضحى منذ قرون خلت مزاراً لأداء الشعائر والمناسك اليهودية وأداء الصلوات . وتزعم هذه الموسوعة أنه منذ تدمير الجدار في العام 70 م كان اليهود يقصدون المكان للبكاء عنده ( 8 ) .
وجاء في " نيوستاندارد جويش انسكلوبيديا " أن " الحائط الغربي " يشكل بؤرة استقطاب لليهود من جميع أنحاء العالم ، وأن هذا الحائط عاد (...) إلى السيادة اليهودية عام 1967 م لأول مرة منذ فترة الهيكل الثاني (...) وتفيد أن عالم الآثار الإسرائيلي بنيامين مزار الذي نقب في المكان منذ عام 1968 م قد اكتشف بعض الآثار القديمة هناك ( 9 ) دون أن تذكر هوية هذه الآثار ، في إيجاء جلي المرامي .
وهكذا تقدم الموسوعات التي يضعها اليهود والصهيونيون نصوصاً متخيزة تمتلئ بالدعاوى المغرضة والتضليلية ، دون أي مبالاة بوقائع التاريخ وحقائقه ومعطياته الأثرية ، وفي سبيل إظهار ما تنطوي عليه هذه النصوص من أراجيف ، ثمة ضرورة لإخضاعها إلى النقد ، وعرضها أمام الشروط الواجب توفرها في الموضوع لقبوله تسليماً أو اقتناعاً .

يبلغ الطول الأصلي لحائط البراق 58 متراً ، وارتفاعه 20 متراً ، ويضم 25 مدماكاٌ ( صفاٌ ) من الحجارة ، السفلية منها هي الأقدم . ويبلغ عمق الحائط المدفون تحت سطح الأرض نحو ثلث الحائط الظاهر فوقه . أما الرصيف الموجود أمام الحائط حالياٌ فيرتفع عن مستوى سطح البحر نحو 708 أمتار ، وهذا أخفض مكان من أرض مدينة القدس القديمة الحالية ( 4 ) .
بعد الاحتلال الصهيوني للقدس الشرقية ، تم إجراء بعض الحفريات في المنطقة المواجهة للحائط ، بهدف إظهار الجزء المخفي منه وكشف طبقات الحجارة المطمورة ، واتضح أن الحائط القديم يتكون من سبع طبقات حجرية يعود تشكيلها إلى فترة حكم هيرودس ( 37 ـ 4 ق . م ) وهناك أربع طبقات حجرية تعود إلى العصر الروماني الأول ( القرن الثاني الميلادي ) أما الحجارة في القسم العلوي من الحائط فقد أقيمت في العهد البيزنطي ، فيما أقيمت أقسام أخرى بعد الفتح الإسلامي للقدس ( 5 ) .
استغرقت الحفريات الصهيونية حول حائط البراق قرابة عامين ، وتسببت في تصدع الأبنية الملاصقة للحرم القدسي وعددها 14 بناء ، وقامت سلطات الاحتلال بإزالة هذه الأبنية بالجرافات ، في إطار عملية هدم طالت أكثر من 150 عقاراً ، وصادرت نحو 595 عقاراً إسلامياً ( 6 ) . وبعد هذه العمليات أصبح حائط البراق مكشوفاً تمتد أمامه ساحة واسعة ، قسمها الصهيونيون بواسطة حاجز ( شبك حديدي ) إلى قسمين ، أحدهما للنساء والآخر للرجال ، وأصبح طول الحائط عندهم نحو 360 م ، ويرون أن طوله الكلي يقع على امتداد الجدار الغربي للحرم القدسي البالغ طوله نحو 491 .



دمتم بخير


تحياتى لكم