[align=center][mark=000000][all1=000000][mark=000000]
[a7la1=000000]
[mark=000000]
؛
صوت
الأسود
أكثر الألوان عتمة
الأسود لا يشفّ هذا اللون الغامض هو اللون المفضّل للّيل !
ولوني أنا ايضاً
*الساعة الآن* تُشير إلى
الثانية عشر منتصف الليل تماماً
ساعة الهدوء التام
ساعة السكون
ساعة الصمت المميت
أغلق الباب برفق وأشد فوق ظهره صندوقاً خشبياً عتيقا
وأبدأ كعادتي
في كُل مساء أطرق همسات الظلام
وأغتصب هدوءه مسامعي وأراود النوافذ عن بعض ما تخبّيء
الطريق يملائها سواد حالك
؛
أكاد أرى أصابع قدماي لا أكثر
ولكن النوافذ كانت كالنجوم علامات أستدل بها
أكثرها إضاءة
؛
كان أكثرها ألماً
أكثرها احتراقاً!
أشدها التماعاً
كنت أشدها حزناً أوشكها انطفاءا!
دون أن أستأنس أو أسلّم!
كنت أقف على الرصيف بأقدامي المهترءة
..
وملامحي الممزقة ويداياي المرتجفتين
تمسك بحافة الشباك
أرفع رأسي محدقا باتجاه الداخل
كنت أتأكد أن المصاب جلل قبل أن يفعل
كنت أطمئن إلى أن اليأس يتكيء على حافة تلك النافذة معه
بشغف أيضا ثم أشرع إلى صندوقي الخشبي
أركنه جانباً
\
وأفتحه عن آخره أفتحه لمدة كافية كافية جدا !
لم يكن يتحرك حتى تنطفيء الأضواء
وفيخبو الحزن ويصمت الألم ..!
كنت ألملم بضاعتي
؛
فأقفل الصندوق جيداً وأعاود رفعه فوق ظهري
..
ثم أتجه مثقلا إلى حيث داري
بهدوء
أسدل الستائر جيدا
وأضيء غرفتي ما استطاعت
أتناول أقرب حلم لي أتدثر به
ثم أفلت روحي ما يكفي من الوقت كي ينام!
أصبح الحديث صباحاً عني فاتحا لشهية الكلام
عند أهل الحي
كان الجميع ينظر إلي بريبة
خاصة أنه وبعد كل نافذة أقف عندها
كنت تحدث مصيبة ما ..!
البارحة توفيت فتاة صغيرة كانت مصابة بمرض
لم يسطع أهلها لشفائها سبيلا
اليوم الذي سبقه كانت هناك عجوز كبيرة في السن
تعاني سكرات الموت أيضا ماتت هي الأخرى .
في يوم آخر رحلت عائلة ما وغادرت الحي للأبد
بعد أن فشلت كل محاولاتهم للبقاء فيه
كنت أنا وصندوقي هناك أيضا!
وبالطبع لا ينسى أهل الحي
ذالك الشاب الذي فقد ساقه بعد إصابة عمل بالغة
وبات عاطلا عن ممارسة أي شيء!أحدهم شاهدني
وصندوقي هناك.. أيضا!
و تلك السيدة التي هجرها زوجها دونما عودة
وتركها تصارع سكرة العيش وحدها..!
وغيرهم كثير ..!
كثيرة هي الأسئلة والتي كانت تتلاسنها أفواههم
كل صباح حولي ثم ما يلبث كد اليوم وهمّه يشغلهم
فيريحونني بعض الوقت من وعثاء استفهامهم!
يكاد هذا الصندوق الأحمق يمتليء
ولكن دون جدوى
يائساً محبطاً كان يتمم بينه وبين نفسه
كنت أطيل النظر إليه كل مساء ممنيا نفسي بالكثير
كنت ألتقط كل ما جمع أقلبه ألملمه وأضعه جانبا
ثم أعود أنفض عنه غبار الوقت
ثم أعيده مكانه ..
بدأت أشعر بالهزيمة والخسارة
كنت أعرف أنه يحتاج لأكثر من هذا
كنت أريد أكثر من هذا كنت أصر على أنه لا زال لدي عمل كبير
يحتاج لأن أملأ هذا الصندوق أكثر حتى يتحقق لي ماأريد
وجل ما أريد هو بضع لحظات من
(السعادة)
كنت أعتقد أن
( الأمل )
بضاعة مقدسة لا يجب أن يتخلى عنها صاحبها ببساطة
كنت أؤمن أن الأمل قابل لللإستهلاك
مرارا ومرارا
كنت أكيدا أن لا أحد يمكنه أن يفقد
( الأمل )
أنا فقط ألقيه من نافذتي غير عابيء أين يقع
أنا فقط أتخلى عنه
لأي عابر ولأي طارق دون حتى أن يدرك
حجم خسارته!
لم أكن أسرق أحدا لم أكن أستجدي أحد
كنت فقط أقتات على فتات
(الأمل)
الملقى جانبا المهمل دون أي اعتبار او تقدير
كنت أعرف جيدا أنه يحتاج لكمية أكبر
حتى أقنع (حلمي) ..وتقرّ (أمنياتي)!
حزم رغباتي وكل أحلامي وضّبتها جيدا ثم وضعتها في جيبي الأيسر
فأرفع صندوقي فوق ظهري ..
وعزمتُ على متابعة الترحال بين المدن الغريبة
التي لا تعترف بالأمل
..
بين الأزقة والحارات التي يطوقها اليأس
بين نوافذ البيوت المضاءة
قبل أن تعتم
تنطفيء وتطفيء معها شيئا أريده بقوة
شيئا أحتاجه جدا شيئا مقدسا يسمى
( الأمل)!
؛
أميـــــر
[/align][/mark][/a7la1][/mark][/all1][/mark]
مواقع النشر (المفضلة)