استدر للكادر الدنيوي وابتسم!!.. فالانهيار والضعف من رفاهيات الحياة. والغباء.. والبلادة.. يصبحان في أحيان كثيرة نعمة فالغباء كما يعرفه البعض هو أن تفعل نفس الأشياء وتتوقع نتائج مختلفة، الجمود وجه آخر من أوجه الغباء، فقد يقوم المرء منا بفعل شيء لسبب ما ثم يبقي علي فعل نفس الشيء لأشهر أو سنوات لمجرد أنه اعتاد عليه ولم يعد يفكر في الأهداف، تصبح العادات نفسها غايات في حد ذاتها، ويصبح المرء أسيراً لهذه العادات فيقف ضد التغيير لأنه اعتاد علي الجمود والثبات، فالثابت يمكن توقعه بسهولة، اليوم سيكون مثل الأمس والغد سيكون مثل اليوم، بينما التغيير يأتي بالمجهول، بما لا نعرف، بما قد يكون خطيراً ومؤلماً.. لكن الحياة بدون خطر أو ألم ليست حياة.
فلقد اكتشفت بعد تفكير عميق أن الغباء سر الحياة وقد يكون هو السبيل في الوصول إلي نقطة بداية النجاح.. أحياناً قد يطلب منك أن تكون يقظاً في كل الأحوال ولكن أحياناً الحياة تفاجئك بأمور لم تتوقعها فتصبح من الأمور المعتادة للبشر؟ ومن هذه الأمور هو أن تتفاجأ أنك محاط بناس يحاسبونك علي غلط لم تفعله ويبدأون بالحرب غير المتكافئة معك لأجل أمر لم تفعله أو حتي كنت تعلم به! فإما أن تعلن الحرب أو تنسحب منها وتتكون في خانة الأغبياء لأنك انسحبت من هذه الحرب أو الشجار اللساني بينك وبينهم لأمور تراها من المنطق انسحابك منه إما لمستوي الحرب المتدني أو لأسلوب الكلام غير المناسب بينكما.
العلماء يعتبرون من أغبياء الابداع لأن العالم هو في الأساس غبي التعاطي مع التوافه في حياته فمثلاً: قرأت أن عالماً كان يحاول اختراع جهاز وكان عنده كلب كبير وحفر هذا العالم فتحة في جدار بيته مقاس هذا الكلب ليدخل ويخرج منه ومات هذا الكلب واشتري كلباً صغيراً وحفر فتحة بجانب الفتحة الأولي بمقاس هذا الكلب الصغير بينما لو فكر قليلاً وترك الفتحة الأولي تكفيه وتكفي جميع كلاب الكون! ومع ذلك أصبح اسمه يؤرخ في كتب الابداع والتاريخ.
في نظري أن الغباء ليس نقيض الابداع وبينهما شعرة خفيفة يجب الموازنة في تسوية الأمور بحيث لا يكون هناك إجحاف في جزئية أكثر من الأخري.. فالحياة تحتاج لقليل من الغباء حتي نسير أمورنا في التفكير والعيش والابداع والتنمية والسكوت والصمت والتأمل.. وهو ليس دعوة للغباء بل هو البحث عن النجاح من خلال الغباء لأنه سر الحياة.
ولكن إذا كنت من الذين يتمتعون بقدر لا بأس به من الذكاء وقدرة ما علي التفكير والتحليل فأنت إذن تحيا في جحيم أرضي.. تحيا سجين إحساس قاهر.. هذا الإحساس الذي سوف تجده يستولي عليك عندما تكون شخصاً عاقلاً.. وواعياً.. والكل يتعامل معك علي هذا الأساس.. بينما كل شيء وشخص من حولك يدفعونك بثقة.. للجنون.. ويضغطون علي أعصابك، فهذا يحملك فوق طاقتك.. وذلك تحترمه رغم أنه لا يستحق.. إلخ.
جميل أن نتغابى لنكسب من نحب.. وجميل أن نوهم من أمامنا أنه أكثر حكمة ودراية ومعرفة.. فينفش الطاووس ريشه.. وكأن لا أحد مكانه، بل وشعاري: كن غبياً تنعم في حياتك.
مواقع النشر (المفضلة)