[align=center]نظرت في ردود الأفعال حول قضية الكاريكاتير الدنماركي فوجدت أغلبها:
1-مقاطعة بضائعهم.
2-إرسال رسالة إعتراض إلى سفرائهم.
3- تدمير موقع الإنترنت للجريدة الدنماركية!
وأنا من جهة سعيــد جداً لأن أرى هذا الحب العارم للحبيب-صلى الله عليه وسلم-وهو يوضح أن الأمة مازالت بخير طالما أن هذا الحب موجود،ولكني أيضا بعد تأمل وجدت أن هذه الردود أعلاه تتمحور حول هدف واحد فقط ،وهو الضغط للحصول على اعتذار من الحكومة الدنماركية،أو من الجريدة حتى نشعر أن كرمتنا استردت وأننا انتصرنا!
ولايمكنني الاعتراض على مثل هذة المشاعر، وعلى مثل هذا المطلب،فحق الثأر والنصرة حق مشروع للإنسان إذا أهينت كرامته أو استهزئ به.
ولكني تأملت وسألت نفسي ماذا لوكان الرسول-صلى الله عليه وسلم-بيننا اليوم؟كيف كان يتصرف؟ من اطلاع بسيط في السيرة أجد أن الغالبية العظمى لسيرته-صلى الله عليه وسلم-على مدى ثلاثة وعشرين عاماً كانت تسير على مبدأ أنه لم ينتصر لنفسه، ولم يغضب لنفسه قط، والتعبير القرآني عن شعور الرسول عند تكذيب واستهزاء الكفار به تعبير عجيب للغايه لمن تأملة، فشعور الرسول كان شعورا بالحزن((فلا يحزنك قولهم)) وكان شعورا بلوم النفس((فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً)).
أعتقد ان هذه الحادثة فرصة وتنبية من الله لنا ، أننا قصرنا في التعريف بالرسول-صلى الله عليه وسلم-،وهو إشارة ليس فقط إلى تقصيرنا ولكن إلى مسؤوليتنا في تشويه صورة الرسول وصورة الإسلام، لتصبح صورة إرهاب وصورة موت وقتل ،فقد صور بعض المسلمين الرسول للغرب على أنه ذلك الشخص الذي يريد سفك دماء الكفار أينما كانوا، وصوروا الإسلام على أنه فقط دين موت في سبيل الله وليس دين حياة في سبيل الله أيضاً.
اسمــحوا لي أن ألوم نفسي وألوم المسلمين على هذا الكاريكاتير الذي صدر نتيجة لماقدمته فئة من المسلمين للعالم على أنه الإسلام، وعلى أنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
أعتقد أن الذي حدث فرصة لأن نثبت للعالم بطريقة عقلية سليمة من هو الرسول الحقيقي((وماأرسلناك إلا رحمةً للعالمين))وأكثر التفاعلات التي أعجبتني حول هذه القضية هي طباعة وتوزيع كتب تعريف بالرسول-صلى الله عليه وسلم-بالدنيماركية.
ولدي أمنية.
لدي أمنية أن يتم تقديم باقة ورد إلى صاحب الكاريكاتير ومعه كتاب تعريفي بالحبيب-صلى الله عليه وسلم-لنقول له:
ياهذا... هذا هو نبينا فأنظر بنفسك.. واعتقد أن الانتصار الحقيقي لنا نحن المسلمين في هذه القضية سيكون إذا تحول هذا الشخص من مهاجم مستهزئ بالرسول إلى محب مدافع عنه..
فهذا والله هو الهدف الأسمى لنا، إنه هداية البشر..فمن سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم تظهر عشرات بل مئات المواقف التي يثبت فيها الحبيب مرة تلو الأخرى أن الكره لايعالج بالكره وأن العلاج الوحيد للكره هو الحب.. ومن يجد أن كلامي نظريات فما عليه إلا أن يقرأ السيرة النبوية ليعلم كيف تحول كره عمربن الخطاب وكره أبي سفيان وكره صفوان بن امية وكره خالد بن الوليد وكره عمرو بن العاص وغيرهم كثير..كيف تحول هذا الكره إلى حب للحبيب صلى الله عليه وسلم وحب للإسلام.
وأخيراً أعبر عن سعادتي الشديدة أن أرى هذا الحب للحبيب-صلى الله عليه وسلم-في قلوب الشباب.. وأختم بالتأسى بحبيبي –صلى الله عليه وسلم- القائل(اللهم اهد دوساً وأت بهم)والقائل(اللهم اهد ثقيفاً وأت بهم) فأقول ( اللهم اهد أهل الدنمارك وأت بهم للإسلام).
من كتاب خواطر شاب لأحمد الشقيري[/align]
مواقع النشر (المفضلة)