ذات يوم وأنا في عالمي ألا معقول .. أضعت طفل صغير أين أنت أيها الطفل المدلل .. كيف هربت مني ...
بحثت عن هذا الطفل الصغير ! بحثت عنه في الطرقات في المدارس في الجامعات بحثت عنه في فنادق المدينه والحانات ..استغرب ذلك مع إن هذا الطفل غريب في هذا المجتمع ...!!
بسرعة ذهبت إلى الشرطة !! عندي بلاغ لقد أضعت طفلا صغير ... يوم أمس يا ترى أين أجده ؟؟
قال الشرطة وما أدرانا عن أي طفل تتكلم !!
هلا أعطيتنا صورته .. أو أعطيتنا أوصافه .... ؟؟ أجبتهم لا أستطيع بل لا املك صورة له انه طفل صغير وكل العالم يعرفونه ...حتى أنت ...أنا واثق انك تعرفه
( استغرب ) ..........................
وبلهجة عنيفة .. أرجوك أيها الرجل لا املك وقتا لجنونك ...!
! قلت لك أنا لست مجنون انه طفل ابحث عنه !! صدقني انه ليس طفلي الذي ربيته .انا فقط. لقد رباه الجميع
غضب الشرطي !
((أيها الجنود خذا هذا المجنون عني لا أريد أن اسمع مزيد من تلك التفا هات ))
مشيت هائما على وجهي .؟ لماذا يصفني بالجنون !! آه يا طفلي الصغير هل من يبحث عنك مجنون ....
بحثت هائما على وجهي !.. حتى أنهكني التعب سقطت.و. اسودت الدنيا في عيني .. لم اعد أبصر شيئا
سوى هذا الحلم الجميل ... أن أجد هذا الطفل الصغير الذي ابحث عنه
شعرت بالإعياء وبوعكة شديدة قد نالت مني ..
ذهبت إلى الدكتور ....!!
قال الدكتور .؟.؟ ماذا بك أيها الرجل ...؟؟
قلت له ... أعياني التعب ...ولم اعد أرى سوى هذا اللون الأسود .. في حياتي ..!! فقد طفلي الصغير !!
قال الدكتور ؟؟ وما شأني انا
(( أنا يا دكتور .. وصفوني بالجنون لأني ابحث عن طفل لا اعرف لشكله وأوصافه ... طفلي الذي أنجبته وأنا لم أتزوج .... أرجوك يا دكتور .. قل لي اني لست مجنون !! ))
ضحك الدكتور وقال لي ... عزيزي عيادتي ليست للمجانين ........!!
مشيت هائما على وجهي ....! ضاقت بي الأرض ذرعا ... قررت الانتحار ’’’’ !
صعدت إلى أعلى جبل
وإذا هناك ... فتاه رقيقه .. جميلة الأوصاف .. لا ادري ماذا جرى ..حينما رايتها ...!!
كانت تهم بان ترمي نفسها من أعلى الجبل
هرعت إليها .. أمسكتها .... !! ........................(( ما هذا الجنون ...؟؟ هل أنتي عازمة على الموت ))
نظرت الي وابتسمت ..وقالت نعم ..!!
ولكن ما لذي جاء بك إلى هذا الجبل .. أليس من اجل الموت؟؟
(( نعم )) أتيت هنا من اجل هذا السبب ...!! حياتي ليس لها معنى والكل يصفني بالجنون !!
نظرت إلي وقالت (( مجنون )) ...!! وأنا أيضا كل الناس يقولون عني مجنونة
نظرت إليها
وقلت ... نعم أنتي ( مجنونة ) ...ثم ردت علي قائلة وأنت ( مجنون )
وضحكنا جميعا ...
والتقت أعيننا ..... بنظرة حانية .. وهبت رياح باردة .....وبلا شعور ضممتها على صدري ..!!
في هذه الأثناء ....
فإذا صوت طفل صغير ..يضحك !!
انتبهت على نفسي ..وتلفت يمينا .. وشمالا ....!! وهي أيضا انتبهت ... وتلفتت يمينا وشمالا ...!!
ناديت !! أين أنت أيها الطفل الصغير .. أين أنت لقد أتعبتني .... أين أنت ...؟؟
وإذا تلك الفتاه
تبكي .. وتنادي .. أين أنت أيها الطفل الصغير أين أنت ... أرهقني الوقت وأنا ابحث عنك .... ؟
اختفى صوت الطفل ..
والتقيت بتلك الفتــــــــــــــاه ... أمسكت بيديها .. وقلت لها
إنني اشعر بالوحدة ....والكل وصفني بالجنون ......هل تقبلين بي زوجا أيتها المجنونة ؟؟
تبسمت الفتاه .. وقالت نعم اقبل
وبالفعل .. تزوجنا .. ومرت السنين والأيام .. ونحن في سعادة وأمان
وذات يوم ..قلت لها
يا زوجتي الغالية .. لماذا لا نصعد إلى الجبل الذي التقينا فيه أول مره كي نعيد فيه ذكرياتنا الجميلة ونحتفل بعيد زواجنا هناك ....
قالت ( ونعم الرأي )
هناك وفي أعلى الجبل ..... فإذا رجل كبير ...غريب الملامح محاط بالنور .. وحوله ترفرف ورود ألجوري ....
وقال لنا ...
أهلا .. بابي ... و... وأمي ...!!
نظرنا ... إليه ... بتعجب ؟؟ وقلنا أنت ابننا ..هذا غريب .. من تكون .,؟؟
قال
أنا الطفل الصغير .. الذي كنتم تبحثون عنه ... أنا هذا الطفل الذي سببت لكم الجنون .... أنا هذا الذي سببت لكم التعب ... أنا هذا الطفل الذي جمعكم ... وها أنا كبرت وأصبحت رجلا ... بصفاء قلوبكم وتفاهمكم ....!!
أنا الطفل الضــــــــائع
وادعى (( الحــــــــــــــــب ))...........!!
بقلمي / عماد الدين الناصر
مواقع النشر (المفضلة)