......لن أتحدث عن المجتمع السعودي من منطلق أكاديمي ، لكنها ملاحظات فرد من أفراد المجتمع الذين عايشوا التغيير في بنيته خلال العقود الأخيرة ، و عرفوا ما كان عليه أبناء الجيل السابق من الآباء و الأجداد .

......و الأصل في المجتمع السعودي ، أنه مجتمع عربي مسلم ، تربطه وحدة الجنس و اللغة و الدين ، شريعته الإسلام و خلقه القرآن هكذا كان في صورته الأولى كما شاء الله و بناه النبي صلى الله عليه و سلم و خلفاؤه الراشدون من بعده .

......و لكن مجتمع الجزيرة العربية في الحقب التاريخية التالية تعرض لعدد من العوامل السلبية أثرت على بنيته و شوهت صورته و أبعدته عن مكانته الريادية في المجتمع الإنساني ، فتفكك كيانه الاجتماعي و السياسي إلى دويلات و امارات و مشيخات ، و أصاب الخلل صفاء عقيدته بظهور البدع و الشركيات ، و تفشت الأخلاق الفاسدة على أنقاض الأخلاق السامية التي وهنت بانتشار الجهل و كادت الأمة أن تفقد هويتها ، و لم تجد كثيراً جهود الصالحين و المصلحين من الحكام و الأمراء و العلماء لتفشي الفتن و اتساع الفتق .

......لقد كان هذا المجتمع بحاجة إلى إصلاح شامل و حاكم عادل و سلطان قوي ، فكان إلتقاء الإمام محمد بن سعود و دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب أرضاً صلبة وضع عليها أساس المجتمع السعودي المؤمن .

......و جاء عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود القائد ليأخذ من كل فضيلة بنصيب ، وجاءت مسمياته دالة على ما اتسم به شخصه من صفات القيادة و الإصلاح و الملك ، فوحد أمة و بنى مجتمعاً و أقام سلطاناً يقيم أمر الله .

......و عمل رحمه الله جل جهده بما توافر في شخصه من قدرات ، و ما تهيأ له من إمكانات ، وما وسعه الظرف التاريخي ، على إعادة المجتمع السعودي إلى ما كان عليه في عهد السلف الصالح ، و وضع أساس كيان حديث يقوم على الثوابت و يأخذ بمكتسبات العصر المباحة و المتاحة و النافعة .

......و ها هو المجتمع السعودي الآن بعد جهود البناة عبدالعزيز و سعود و فيصل و خالد و فهد والان ابو متعب وقد ذابت الذات في روح الجماعة ، و القبليات في جسد الأمة ، و الأقليميات في وحدة الوطن . مجتمع الأمن و الرخاء و العدل و الخير فيه ظاهر . علم و صحة و خدمات متوالية متنامية تستهدف تلبية حاجات المواطن السعودي و قضاء مصالحه ، ليحيا كل فرد في المجتمع السعودي حياة كريمة و ليتبوأ المجتمع السعودي مكانته اللائقة به في المجتمع العالمي .


مع تحياتي:ابو يعقوب....