إنك تحاول دائماً أن تفعل ما يتوقعه منك الآخرون وتحرص على ألا تؤذي مشاعرهم تتسارع إلى مساعدة الأصدقاء والأقارب كلما احتاجوا إليك وتتفادى مضايقاتهم حتى لو أثاروا غضبك إذن أنت شخص لطيف وتحب وتحرص على أن يصفك الناس هكذا ومع ذلك إذا وأمعنت التفكير في سلوكياتك (اللطيفة ستكتشف أنها في كثير من الأحيان سلوكيات انهزامية كأن تقول نعم حينما كان ينبغي أن تقول لاأو تتظاهر بالهدوء عندما تكون غاضباً أو تلجأ للكذب لأنك تخشى إيذاء مشاعر الآخرين وقد تتحمل أعباء فوق طاقاتك حتى لا تحرج شخصاً عزيزاً عليك أي أنك في سبيل الحفاظ على التعامل مع الآخرين (بلطافة) ترتكب العديد من الأخطاء التي قد تؤثر بطريقة سلبية على عملك وعلاقاتك الاجتماعية ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها من يتسم باللطافة الزائدة:

1- النزعة إلى الكمال مما يفرض ضغوطاً كبيرة عليه ويتطلب مجهوداً مضنياً منه لإثبات الذات والقيام بالمهام المختلفة على أكمل وجه فضلاً عن الإرضاء الدائم للآخرين. ويجب هنا توضيح أن محاولة الوصول للكمال في حد ذاتها ليست عيباً ولكنها تصبح خطأً عندما تدفعك لوضع معايير غير واقعية لنفسك أو تكبدك ما لا تتحمل من مجهود أو وقت أو ما أو عندما تصبح هاجساً لدرجة تعرقل أداءك لعملك وأول خطوة لتصحيح هذا الخطأ هو الإيمان وليس مجرد ترديد العبارة بأنه لا يوجد أحد كامل وتقبل نواحي القصور لديك يأتي بعد ذلك إدراك أن الكمال ليس هو الطريق الوحيد لحيازة قبول الآخرين القيام بالتزامات أكبر من طاقتك للأسف أنه عادة دون أن نشعر يوقعنا اللطف في مأزقإما أن نقول لا لشخص عزيز يطلب منا شيئا فنشعر بالأنانية والذنب أو نحاول القيام بكل ما يطلب منا فنستنزف طاقتنا وفعاليتنا ويفسد استمتاعنا بالحياة كما أننا عندما نتحمل من الالتزامات ما لا نطيق نصبح أيضاً غاضبين في أعماقنا وهذا الغضب لا يتوجه إلى من طلبوا منا أداء تلك المهمة إنما يتوجه لأنفسنا لموافقتها على ما يطلبون وهذا الغضب الذي ينبع من أعماقنا يؤدي غالباً للاكتئاب.

عدم قول ما تريد وربما نلجأ لذلك لأننا نعتقد أنه غير مناسب اجتماعياً أو كوننا لا نريد أن نظهر بمظهر الضعيف ولربما كان القلق بخصوص مشروعية ما طلب منا هو السبب في إحجامنا عن قول ما نريد أو خشية رفض الآخرين أولا تريد أن تسبب حرجاً لمن تحب وفي كل الأحوال فان عدم الإفصاح عن مشاعرك ومتطلباتك وكبت ما تريد في سبيل الآخرين سيؤدي بك إلى المرض النفسي والعضوي كما قد تتبدد ملامح شخصيتك.

كبت غضبك لمقصود هنا هو الإبقاء على هدوء الأعصاب في حين أن داخلك يغلي نتيجة استغلال الآخرين لك أو إيذائهم لمشاعرك وهو ما يعتبر نوعاً من التزييف والكذب على النفس وعلى الآخرين والدعوة لعدم كبت غضبك لا تعني أبداً أن تثور كالبركان كل ما عليك أن تظهر للآخرين أن ذلك التصرف يضايقك حتى لا يكررها

لتهرب من الحقيقة حرصاً على أن تكون لطيفاً دائماً فإنك كثيراً ما تتهرب من قول الحقيقة حتى لا تحرج الآخرين ولكن ذلك لا يفيدك ولا يفيدهم عليك قول الحقيقة بتواضع وحساسية فعلى سبيل المثال: إذا سألتك زوجتك عن رأيك في صينية البطاطس التي لم تعجبك لا داعي لأن تكذب وتقول إنها كانت رائعة ولا داعي أيضاً أن تكون فظاً وتقول إنها كانت سيئة بل يمكنك الإجابة بأنك عادة تحب البطاطس من يدها ولكن طعمها هذه المرة كان مختلفاً بعض الشيء وهكذا تكون قد خرجت من المأزق بأقل الخسائر .