بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كنت أتجاذب أطراف الحديث مع صديـق ..

وكان محور هذا الحديث عن معجزات الأنبياء ..

فـ قال لي : موسى عليه السلام ،، له معجزات كثيرة ،، مثل العصى والدم الذي كان يجده بنو إسرائيل في كل إناء وفي كل مشرب ومأكل بسبب عصيانهم لـ الله سبحانه ولـ نبيهم ،، وكذلك القمل والضفادع ..

ثم استطرد قائلاً : ومن قبل موسى سليمان وداوود عليهم السلام ومعجزة الرياح والجن والحديد ومعجزات كثيرة ..

وآخر سلسلة الأنبياء عيسى عليه السلام ،، كان هو بحد ذاته معجزة ،، وكان يبرأ الأبرص والأكم ،، ويحيي الموتى بـ إذن الله سبحانه ،، وغير ذلك من المعجزات ..

ثم انقطع الوحي وانقطعت النبوّة قرابة 400 عام تنقص أو تزيد ،، ثم بعث سيّد البشر وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ،، وكانت معجزته الظاهرة هي القرآن الكريـم ..

ثم سألني قائلاً : كل الأنبياء من قبل سيّد البشر عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم كانت لهم معجزات ظاهرة كثيرة ،، ومعجزة سيّد البشر صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم ،، ألا ترى معي بشكل سطحي أن معجزات الأنبياء أقوى وأعظم من معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

أجبته فوراً : لو كان بشكل سطحي وغير متأمل سـ أجيبك بـ نعم ،، أما لو جاوبتك بعقل متأمل متريّث ،، سـ أجيب بـ كلاّ ..

استشهدت بحديثي انا وصديقي ،، لـ أتكلم عن القرآن الكريـم بشكل سريع من وجهة نظر مسلم عامّي ،، ليس بـ شيخ ولا بـ مفتى ولا بـ عالم ولا بـ زاهد ..

كان القرآن الكريـم معجزة صاعقة لـ المشركين والكفّار في جزيرة العرب ،، من حيث تبيان اللغة العربية الفصيحة الأصيلة ،، الذين هم أهلها ومنبعها ،، وكانوا يتباهون في فصاحة كل فصيح ،، فلم يجدوا به زلّة ،، وتعالى الله سبحانه أن يخطأ أو يزل ..

وأيضاً من إعجاز القرآن الكريـم ،، أنه كتاب صالح لـ كل مكان وزمان ،، وأنه كتاب أخبر بـ الغيب (( وأعني قصص السابقين التي لم تكن معلومة كـ قصة يوسف عليه السلام ،، وموسى والخضر عليهما السلام )) ،، وأخبر بـ المستقبل (( وأعني حال الأمم عموماً والأمة الإسلامية خصوصاً ،، وأيضاً كـ علوم مكتشفة حديثاً كتبت في القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام )) ،، وكل ذلك كان بـ دقّـة متناهية وبلاغة كلِمٍ ووصـف ،، فـ سبحان الله العظيـم ..

قد يشكك الشيطان المسلم في صحة عقيدته وصحة كتاب الله وصحة ماوجد فيه وفي الأحاديث ،، وإن لم ينجرف الشخص وراء هذه الاعتقادات والوساوس ،، فـ هذه علامة على حب المسلم لـ دينه وتمسكه به ،، ويريد الشيطان أن يزعزع ذلك الحب ويهز عرش قوته في القلب ..


ربما لم أستطع أن أصيغ ما أردت قوله بـ الضبط !

ولكن أردت أن أقول ،، أن الله وهبنا نعمة القرآن الكريم ،، ونعمة العقل ،، فـ إذا استخدمنا نعمة العقل في تدبّر نعمة القرآن الكريـم ،، فـ سنستطيع أن نخشى الله من القلب ،، وان تدمع العين لـ عظمته ،، فـ نجلّه حق إجلاله ونقدّسه حق تقديسه بـ قدر الإمكان طبعاً ،، لأننا لن نستطيع أن نعرف الله حق المعرفة سبحانه..

فـ ما أجمل أن يقرأ المسلم القرآن بـ قلبه ثم يتدبره بـ عقله ولايقرأه بـ لسانه فقط ،، لـ يقع الإسلام الصحيح في قلبه ويقع حب الله وحسن تعبده في جوارحه ،، ولـ يعرف أيضاً حجم هذه المعجزة العظيمة ،، فـ سبحانك يا ربي ماعرفناك حق المعرفة ،، فـ اغفر لنا تقصيرنا وقصر عقولنا واجبره بـ رحمتك وعفوك..




هاجس دار في نفسي ،، فـ ترجمته حروفاً لكـم ،، واعذروني إن أسأت إيصال الفكرة ...


لكم مني أجمل تحيّة وخالص الـود $222