مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 13

الموضوع: القرآن سبيل العزة والسعادة

  1. #1
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي القرآن سبيل العزة والسعادة

    [fot1]بسم الله الرحمن الرحيم[/fot1]







    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
    فإن العزة خُلُق عظيم، وخِلَّة كريمة، تهفو إليها القلوب الحية، وتسعى لنيلها النفوس الأبيّة، وإن السعادة لمطلب مُلح، وهدف منشود، وغاية مبتغاة، وكل الناس يبحث عن هذه المعاني ويسعون لها سعيها، فيسلكون إليها كل سبيل، ويركبون لها كل صعب وذلول، ولكن قلَّ من يهتدي إليها، ويوفّق لها.

    كلُّ مَنْ في الوجود يطلب صيدًا *** غير أن الـشباكَ مختلفـاتُ
    وإن من فضائل القرآن ـ وهي كثيرة لا تحصى ـ حصولَ السعادةِ العظمى، والعزة القعساء لمن يقبل عليه، ويتلوه حق تلاوته. وهذه السعادة، وتلك العزة تحصل للفرد وللأمة، قال تعالى: طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى [طه:2،1]، وقال: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون:8]، وقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82].
    فالقرآن الكريم حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، سمّاه الله نوراً، وتبياناً، وموعظة، ورحمة، وشفاءً لما في الصدور، لا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَقُ عن كثرة الردّ، لا يَعْـوَجُّ فيُقَوَّم، ولا يزيغ فيستعتب، فيه القصصُ العجيبةُ، ودلائلُ التوحيدِ والنبوة، فيه المواعظ الحسنة النافعة، وفيه البراهينُ الجليّةُ القاطعة، التي تسبق إلى الأفهام ببادئ الرأي، وأول النظر، ويشترك كافةُ الخلق في إدراكها؛ فهو مثلُ الغذاءِ ينتفع به كلُّ إنسانٍ، بل كالماء الذي ينتفع به الصبي، والرضيع، والرجلُ القويُّ والضعيف. فيه الحثُّ على كل خلق جميل، وفيه التنفير من كل خلق ساقط رذيل خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199].
    هذا القرآن هو الذي أحرزت به الأمة سعادة الدارين، وهو الذي اجْتَثَّ منها عروق الذلة والإستكانة؛ فهو الذي ربّاها وأدبها، فزكَّى منها النفوس، وصفَّى القرائح، وأذكى الفِطن، وجلا المواهب، وأعلى الهمم، وأرهف العزائم، واستثار القوى، وغرس الإيمان في الأفئدة، وملأة القلوب بالرحمة، وحفَزَ الأيديَ للعمل النافع، والأرجلَ للسعي المثمر، ثم ساق هذه القوى على ما في الأرض من شر وباطل وفساد،فطهرها منه تطهيراً، وعمَّرها بالحق والخير والإصلاح تعميراً.
    هذا القرآن نور الصدور، وجلاء الهمِّ والغمّ، وفرح الفؤاد، وقرة العين.

    وكتاب ربِّك إن في نفحاته *** من كل خير فوق ما يُتََوقَّعُ

    نورُ الوجودِ وأُنْسُ كلِّ مروِّعٍ *** بكر وبه ضاق الفضاءُ الأوسعُ

    والعاكفون عليه هم جلساء من *** لجلاله كلُّ العوالم تخشع

    فادفن همومَك في ظلال بينه *** تَحْلُ الحياة وتطمئن الأضلع

    فبكلِّ حرفٍ من عجائب وحيه *** نبأٌ يبشر أو نذيرٌ يقرع
    هذا القرآن هو الذي أنار العقول على النور الإلهي فأصبحت كشَّافةً عن الحقائق العليا، وطهَّر النفوس من أدران السقوط والإسفاف فأصبحت نزَّاعة إلى المعالي، مُقْدِمةً على العظائم. وبهذه الروح القرآنية إندفعت تلك النفوسُ بأصحابها تفتح الآذانَ قبل البلدان، وتمتلك بالعدل والإحسانِ الأرواح قبل الأشباح.
    هذا القرآن هو الذي أخرج الله به من رعاة النَّعم رعاةَ الأمم، ومن خمول الجهل أعلام الحكمة، والعدل والعلم.

    الله أكبر إن دين محمد *** وكتابه أقوى وأقوم قيلا

    طلعت به شمس الهداية للورى *** وأبى لها وصف الكمال أفولا

    والحق أبلج في شريعته التي *** جمعت فروعها للهدى وأصولا

    لا تتذكر الكتب السوالف عنده *** طلع الصباح فأطفئوا القندنيلا
    ولكنَّ السرَّ كلَّ السرِّ ليس في تلاوته فحسب، وإنما هو في تدبره، وعقله، والتخلق بأخلاقه، والإئتمار بأوامره، والإنتهاء عن نواهيه، كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29].
    ورحم الله الإمام الشاطبي إذ يقول:

    وإن كتابَ الله أوثقُ شافعٍ *** وأغنى غناء واهباً متفضِّلا

    وخيرُ جليسٍ لا يُمَلٌ حديثُه *** وترْدَادهٌ يزداد فيه تجمَّلا

    فيا أيها القارى به متمسكاً *** مُجِلاً له في كل حال مُبَجِّلا

    هنيئاً مريئاً والداك عليهما *** ملابسُ أنوارٍ من التاج والحُلى
    ورحم الله السبكي إذ يقول:

    لأسرار آيات الكتاب مَعان تَدِقُ *** فلا تبدو لكل مُعان

    إذا بارقٌ قد لاح منها لخاطري *** هممت قرير العين بالطيران
    هذا وإن من علامات التوفيق، وأمارات الفلاح أن يوفق الإنسان لحب القرآن، والإقبال عليه تعلماً، وتعليماً، وتلاوةً، وبذلاً وعملاً؛ لأجل نشره والدعوة إليه؛ فيا لسعادة ذلك ويا لعزته في الدنيا والآخرة، ويا لحرمان من حُرم ذلك الخير، وصُدَّ عن ذلك النور.
    جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، مباركين أينما كنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

    المصدر/المؤلف: محمد بن إبراهيم الحمد
    جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته،
    ..اّمين ..
    (م/ن)

  2. #2
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    68
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    بارك الله فيك وجزاك الله الف خير........


    ودمتي بحفظ الله....

  3. #3
    ::.. عزي إيماني ..::


    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في دار سأغادرها يوم ما !
    المشاركات
    3,189
    معدل تقييم المستوى
    4

    Rose

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أختي الغالية .. وعد

    بارك الله فيك

    موضوع مفيد وأكثر من رائع جعله الله في موازين حسناتك

    يثبت للفائدة

    دمتِ برعاية الله وحفظه $222

  4. #4
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في قلبـــــــه
    المشاركات
    12,035
    معدل تقييم المستوى
    13

    افتراضي

    بارك الله فيك أخيتي
    و جعل سكناك الفردوس الأعلى

  5. #5
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    أدامك الله والله الواحد منا بدو واحد يذكرو كل شوي مشكوره

المواضيع المتشابهه

  1. ابحثي عن الضحك والسعادة
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-01-2008, 02:01 AM
  2. كيميائية الصوم والسعادة الروحية
    بواسطة black hours في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-09-2006, 03:18 AM
  3. من شم ريح العشب زين النواويـر
    بواسطة ذرب المعاني في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 26-07-2006, 11:36 PM
  4. (العشة)
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 10-05-2006, 01:31 AM
  5. وصايا النجاح والسعادة
    بواسطة &&الفاتنه&& في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 24-03-2006, 04:22 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •