بسم الله الرحمن الرحيم
عاشت الفتاة{كلوديت} في مراكش عشر سنوات,اكتشفت خلالها حياة المراكشيين الخالية من الرياء والتصنع. وتعرفت {كلوديت} في السنة الأخيرة الفتى {هنري}, واقتنع الإثنان بان كل واحد خلق للآخر. وكانت خطبتهاعلى وشك ان تنقلب الى زواج,فادا بوحوش الحرب تنطلق من عقالها, وتسوق الشباب الى ميادين القتال, ومن بينهم {هنري}.
بكت الفتاة وهي تودع خطيبها وشيعته بدموعها وهو يغيب عن نظراتها لترج الى الحياة الوحيدة.
وفي غيابه انقلبت احاديثهما الطويلة الى رسائل يسعى بها البريد بينهما. وبعد مدة رجع اليها هنري واخبرها بانه رقي الى رتبة ضابط ولن يعود الى الميدان, بل سوف يظل في مراكش.
استيقظت دات صباح على صيحات مدوية في الشارع, فلما تسائلتعن الخبر, قيل لها ان الشعب المغربي يتظاهر لأجل الحصول على حقوقه, انه يريد الحرية والإستقلال,واستمر الأمر على دالك اياما متوالية والمدينة مضطربة هائجة.
امر الفرنسيون بالقضاء على الحركة بحد السلاح. وفوجئت {كلوديت} وهي مارة في الشارع ادا ابصرت {هنري} في لباس الميدان وهو مدجج بالسلاح. يلقي الوامر هنا وهناك. نعم {هنري} يامر باطلاق الرصاص على البرياء العزل.
وسالته اول ماجاء: {هنري} كيف تامر باطلاق النار على الأهالي؟ فابتسم وهو يقول: لأنهم يعملون ضد فرنسا.
- ولكنهم يطلبون الحرية التي تطلبها فرنسا.
- من الدي علمك هده اللغة الجديدة؟ لاتنسي ان فرنسا فوق الجميع يا {كلوديت}
- {هنري}, هدا مروعو اني لااصدق مااسمع, الا تؤمن بان هؤلاء اناس مثلنا يجب ان يتمتعوا بما نتمتع به؟
فتضاحك: تسمين هؤلاء هكدا؟ هده حيوانات
- ارجوك يا {هنري} الا تقول هدا, انني احبك لأنك انسان, فارحمني ولاتتكلم هكدا.
- ان مستقبلي يتوقف على هدا, لقد اصبحت لي اطماع في الجيش, اريد ان ارقى.
-هل تريد ان ترقى بواسطة قتل الأبرياء؟
- ليسوا ابرياء, انهم يتصفون برديلة العمل ضد فرنسا.
- لاتقل ضد فرنسا, ولكن قل انهم يحبون الحرية.
- حيوانات تريد الحرية
راعها تماديه واستخفافه, فصاحت به: انني لااسمح لك بان تسميهم حيوانات. فانا اعيشمعهم واحبهم وهم يبادلونني هدا الحب, فحكمك عليهمن حكم علي انا.
فقال لها وقد بدا يتضجر: يظهر ان اقامتك بينهم قد انستك فرنسا.
فلدعتها كلماته وصاحت في غضب: "انا لم انس فرنسا يا{هنري}".
ادن لمادا تحبينهم؟
- واعجبا هل في حبهم نسيان لفرنسا؟
- انا اعتقد دالك.
- {هنري} ياحبيبي ارجوك, قل انك هازل, ان عالما من المعاني السامية ينهار امامي الآن, متى كان ابناء فرنسا جزارين؟
- لاتقولي جزارين, نحن حماة فرنسا
فردت عليه حانقة وهي تبتعد شيئا فشيئا:" ادا فالوداع يا {هنري}.الوداع ساختفي عنك الى البد لأنك لم تعد تنتسب الى عالمي. لقد اصبحت شخصا آخر.لو ابصرتك امك لأنكرنك ياهنري. الوداع الوداع ادهب انت الى صفوف الطغاة, اما انا فداهبة الى صفوف الأبرياء. اجل سوف اسير معهم في الشوارع وسوف اموت معهم واحاول ان امسع عن فرنسا ماالحقتم بها من عار. وادا واجهتني في الصفوف فاستمر في المر باطلاق النار وامزج دمي بدمائهم. الوداع يا{هري} الوداع".
اتمنا من الله ان تعجبكم
وبالتوفيق