[align=left][/align]

آه ....





قبل أيام قلائل .......وليس حينما كنت صغيرا


لأنني كبرتُ قبلَ أيام ..!!! .........





كنت أحلم ُدائما أن أكونَ حاكما للعالم ..




كنت أحلمُ بأن أسيطرَ على العالم ..



وأصير مثلَ جورج بوش ..أو بيل غيتس ....أو أيا كان ..



صدقوني .....أنا لم أكن أريد السيطرة على العالم


كي يعود مجد المسلمين على يدي ....



لا تصدقوا هذه الخرافات ....


فكلنا ندّعي ذلك ...دائما نقول ( لو صرتُ رئيسا سأطهر العالم وسوف أحطم الأصنام


وسأنشر الإسلام وسوف أعيد أيام الخلافة الاسلامية وسوف َ أبني دولة ظميانية غديرية إسلامية ..!!!! )


الغريب ....إنني كنت قد وزعت الوزارات على أصدقائي وأبناء عمي ..


فهذا الزهيد كنت قد أعطيته ....منصب وزير المالية ..


وهذا العنيف ....كنت قد أعطيته منصب وزير الدفاع


وهذا الثرثار ...كنت قد أعطيته منصب وزير الإعلام ....لكي نشاهده في التلفزيون ونتسلى عليه ..


وهذا المتدين الذي دائما ينصحنا أقيموا الصلاة والزكاة ...

وأمسحوا دموع اليتامى .وساهموا في تزويج العشاق كي لا يقعوا في الحرام .

. .كنت سوف أجعله مفتيا ....




وكل صديق ٍ وضعتهُ في الوزارة المناسبة ..


هذه الأحلام .....حينما كنت صغيرا قبل أيام ....


كنت أحلم في ليالي الصيف الباردة ....بهذه الامور ...


دائما حينما أذهب للبر مع أصدقائي .......نتكلم حول هذه الأحلام ..



حقيقة .....لم يضحك أحدٌ من أصدقائي بسببِ أحلامي الغريبة ...بالعكس كانوا دائما يساندوني ..


وبعضهم ..كان غبيا جدا لدرجة أنه تفائلَ جدا وراح يتملقني بأن أعطيه منصب ..حينما يتحقق حلمي ..






لكنني!!!!!!!!!!!!!


ضَحَكْت ْ...على أحدهم حينما سألتهُ ماهو حلمه ُفأجابني و قال :



حلمي هو أن أجمع أول مليار ..قبل سنّ الثلاثين !!!!!

( يعني في مليارات قادمة في الثلاثينات والاربعينات والخمسينات من العمر هههههه)



حقيقة ضحكت ......وقلت في نفسي أكيد هذا متخلف !!!..لا أدرى لماذا ؟




وبعدها تلقيت صفعة من نفسي ......وقلت في نفسي لنفسي :


لماذا ...ضحكت عليه ....وهو يحلم ...ولماذا لم أضحك على نفسي حينما حلمت بأن أكون رئيسا ..!!





هذه الاحلام ...لها تأثير المخدرات ......



فهي تجعلنا نحس بالراحة لوقت قصير ...وبعد أن ينتهي مفعولها

نحس بالألم و الإحباط ......والمشكلة يكون العلاج دائما بالحلم ....

ومثل ما قال أبي نواس ( دواني بالتي كانت هي الداء ُ )



فإذا قلنا : لا للمخدرات ...أقصد ...لا للأحلام ......سوف نكتئب جدا بسبب الواقع







حين أحببتها .....


تغيرت مبادئي وتغيرت أحلامي ...وصرت أستعمل نوعاً جديداً من المخدرات ( أقصد الأحلام )



وصرت أمشي باتجاه ٍ آخر


صرت أحلم فقط أن أراها ....وأن أقبلها وأن ..........الخ جميع تلك الأمور الرومانسية
..
ولا داعي بأن أستغرق في الوصف ..

.فالوصف مضيعة للوقت .



..وإضاعة الوقت ليس من أخلاق الزعماء ..

المهم


بعد ...أيام ٍ قليلهْ ..من العذاب والألم ..بسبب سياط الحب ..وبسبب سياط الحقيقة ..


وبسبب جميع الجراثيم العالقة في شاشة ِ أحلامنا ولا داعي أيضا الاستغراق في شرح الألم وإضاعة الوقت

المهم .....


كرهتُ الأحلام .وصرت ُ حاقدا على الحالمين ..!!!



وقلت من الأفضل لي أن أصير شاعراً يكتب عن الواقع ...بطريقة حالمة !!!!!


أقصد بطريقة حالمة وواقعية ...!!

لكنني لا أدرى كيف أكتب بطريقة حالمة وواقعية في نفس الوقت ..


ربما علي أن أكون واقعيا أكثر ...وأحلم قليلا .....كي أستطيع الموازنة





لذا قررتُ .........أن أقول ...لجميع ِ أبنائنا المستقبليّن ...


الذين سيخرجون من ظهورنا ..أو من بطون زوجاتنا الجميلات ... .لأن هذه التجربة .......لابد أن يستفيد منها أبناؤنا

أقول لهم



لا تحلموا كثيرا ...و تشائموا قليلا
...


بقلم : ظميان غدير