راكبو الموجة لا يشبهون الا انفسهم وهم بخلاف راكبي الزوارق المحترفين الذين لا يقاومون التيار وانما يتعاونون معه.
بالشكل هم رجال وبالفعل هم ماسحو جوخ. هؤلاء منتشرون في الدوائر والمكاتب اكثر من انتشار موزعي الصحف على البيوت في الفترة الصباحية...
انتهازيون بالفطرة أضيفوا بالغلط إلى فئة الرجال، ليس لديهم مشكلة بتغيير الاقنعة التي يضعونها على وجوههم، احدهم كان يفاخر بارتدائه عددا من الاقنعة وتغييرها عند اللزوم وحسب الحاجة!
يركبون الموجة وصاحبها ايضا، ولا يتورعون عن القاء المحاضرات بالعفة والنظافة والشهامة، يعرفون متى يدخلون ومتى يخرجون وأي ثمن يرتضون.
ومن قال انهم لا يشبهون الرجال، فالوقت الذي يدخلون فيه مجاديفهم في الماء ويستخدمونه هو الوقت الذي يرغبون فيه في تصحيح مسار القارب أو الاحتفاظ به منسجما مع التيار، خبير في العلاقات الانسانية وصاحب كتاب «عقل مثل الماء» - جين يالارد – يصف قدرة هؤلاء المحترفين بانهم عندما يكونون في قاع الموجة تكون حواف الزورق مغمورة بالماء، فمن غير المجدي ان تقوم بالتجديف لان القاعدة تقول: جدَّف عندما تكون على قمة الموجة...
جميل هذا التعبير ففي عالم اليوم وعندما ترى من يقوم بالتجديف ترأف بحالك وتغبط الاخرين على قدرتهم على الغوص في القاع... رجال يمتطون الموجة وآخرون يتفرجون هكذا هي حال الدنيا.. هناك من يتسلق وهناك من يراقب وهناك من يبدل قناعه وهناك من يأخذ جانب الحذر والحيطة...
تمرينات للعقل أليس كذلك؟ ربما كان من الرجال من يرى الدنيا هكذا اقتناصا وانتهازية ومسح جوخ، لأن المهم عنده الوصول إلى الغنيمة، ان يحقق مكسبا، ان ينال الرضى، ان يزيد رصيده المادي وليس مهما على حساب مَنْ؟.. كرامته، سمعته، سيرته، سلوكه، كل هذا ليس له مكان في عقله، هناك شيء واحد فقط ان يحصد من مال غيره ما استطاع ويحظى بالبركة من «المعزّ.ب» ويكسب رضى الزوجة التي تعاني من «مجاعة فكرية» يعوضها لها بالهدايا والسفريات والعزايم وطق الحنك...
صورة قبيحة لكنها ترضي اصحابها ويسعدون بها... المشكلة عند من اصيبوا بداء الحسد والغيرة ويتمنون في قرارة انفسهم ان يسلكوا هذا الطريق لكنهم لا يمتلكون المقومات التي تؤهلهم لذلك...
نصيحة... اتركوا راكبي الموجة وشأنهم فالعبرة في النتائج وعلى من اراد السباحة ضد التيار ان يحصن نفسه من الوقوع في حبائلها.
مواقع النشر (المفضلة)