مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9

الموضوع: كن إيجابياً تكن مسلماً حقاً

  1. #1
    ::.. عزي إيماني ..::


    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في دار سأغادرها يوم ما !
    المشاركات
    3,189
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي كن إيجابياً تكن مسلماً حقاً

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال : { ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين اللذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون }.

    الشخصية المسلمة والشخصية الإيجابية وجهان لعملة واحدة، وما زال المسلمون قديماً وحديثاً يقولون: ( الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ) فالشخصية المتدينة لا تنفصل أبداً عن الإيجابية، بمعني أنه لا يمكن أن يكون الإنسان متعبِّداً وفي الوقت نفسه مُخلاً بحياته العملية الطيبة، هذا لا يكون أبداً... إن الشخصية السوية لا تنفصم إلى واقع عقدي تعبدي وواقع عملي مغاير، والترابط واضح جدا في اثنتين وثمانين آية من كتاب الله حيث يقول الله سبحانه وتعالى: الَذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ آمن وعمل صالحاً هذا شرط أساسي، العمل هو برهان الإيمان وهذا العمل الذي هو برهان الإيمان يجب أن يكون صالحاً.

    قال المناوي: ( { ارحموا ترحموا } لأن الرحمة من صفات الحق التي شمل بها عباده فلذا كانت أعلاماً اتصف بها البشر فندب إليها الشارع في كل شيء حتى في قتال الكفار والذبح وإقامة الحجج وغير ذلك { واغفروا يغفر لكم } لأنه سبحانه وتعالى يحب أسمائه وصفاته التي منها الرحمة والعفو ويحب من خلقه من تخلق بها { ويل لأقماع القول } أي شدة هلكة لمن لا يعي أوامر الشرع ولم يتأدب بآدابه، والأقماع الإناء الذي يجعل في رأس الظرف ليملأ بالمائع، شبه استماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئاً مما يفرغ فيها فكأنه يمر عليها مجتازاً كما يمر الشراب في القمع { ويل للمصرين } على الذنوب أي العازمين على المداومة عليها { الذين يصرون على ما فعلوا } يقيمون عليها فلم يتوبوا ولم يستغفروا ( وهم يعلمون ) حال أي يصرون في حال علمهم بأن ما فعلوه معصية أو يعلمون بأن الإصرار أعظم من الذنب أو يعلمون بأنه يعاقب على الذنب ).

    وقوله : { ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم } نظير قوله تعالى: وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور:22] قال عبدالله بن المبارك: ( هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى ). وفيها دليل على أن العفو والصفح عن المسيء المسلم من موجبات غفران الذنوب والجزاء من جنس العمل.

    أما قوله : { ويل لأقماع القول } فيسوقنا لتعريف علماء النفس للشخصية الضعيفة بأنها: الشخصية التي تستمر في النمو والتطور، فصاحب العقلية المتحجرة.. ضعيف الشخصية، ومن لا يستفيد من وقته وصحته وإمكانياته.. ضعيف الشخصية، ومن لا يعدل من سلوكه ويقلع عن أخطائه.. ضعيف الشخصية، وقوة الشخصية تعني أيضا القدرة على الاختيار السليم، والتمييز بين الخير والشر، والصواب والخطأ، وإدراك الواقع الحاضر، وتوقع المستقبل... فالنمو والتطوير شرطان أساسيان لكي تكون شخصيتك قوية ومثمرة في نفس الوقت.

    وحين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، فيجب على كل فرد منا أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه، وبالعكس علينا أن نوقن أيضا أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية عن أي شيء !!

    وقوله : { ويل للمصرين اللذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون } مقابل قوله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران 135 فالإصرار هو الاستقرار على المخالفة، والعزم على المعاودة، وذلك ذنب آخر لعله أعظم من الذنب الأول بكثير. وهذا من عقوبة الذنب، فإنه يوجب ذنبًا أكبر منه، ثم الثاني كذلك، ثم الثالث كذلك، حتى يحدث الهلاك... إن الإصرار على المعصية معصية أخرى، والقعود عن تدارك ما فاتك من الخير بسبب المعصية يعتبر إصرارًا ورضا بها وطمأنينة إليها، وذلك علامة الهلاك. قال سهل بن عبدالله: ( الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصرُّ هالك، والإصرار هو التسويف، والتسويف أن يقول: أتوب غدًا؛ وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدًا، وغدا لا يملكه! ).

    وعلى هذا فالتوبة من المعصية مع بقاء لذتها في القلب، وتمني ارتكابها إن وجد إليها السبيل، وحديث النفس الدائم بلذتها، هذه التوبة تسمى "توبة الكذابين"، وهي التي وصف أبو هريرة صاحبها بأنه كالمستهزئ بربه، فهي توبة غير مقبولة، فضلاً عن الإثم الذي يلحق بصاحبها من مخادعته لله عز وجل.

    ولذلك كان من شروط التوبة الاعتذار الذي هو إظهار الضعف والمسكنة لله عز وجل، وأنك لم تفعل الذنب عن استهانة بحقه سبحانه وتعالى، ولا جهلاً به، ولا إنكاراً لإطلاعه، ولا استهانة بوعيده، وإنما كان ذلك من غلبة الهوى، وضعف القوة عن مقاومة الشهوة، وطمعاً في مغفرته وسعة حلمه ورحمته، واتكالاً على عفوه، وحسن ظن به، ورجاء لكرمه سبحانه وتعالى.

    وما فعلت ذلك الذنب إلا بسبب ما غرَّك به الغَرور، والنفس الأمارة بالسوء، وستره سبحانه وتعالى المرخَى عليك، وأعانك على ذلك جهلك، ولا سبيل إلى الاعتصام لك إلا به عز وجل، ولا معونة على طاعته إلا بتوفيقه. ونحو هذا من الكلام المتضمن للاستعطاف والتذلل والافتقار إليه عز وجل، والاعتراف بالعجز والإقرار بالعبودية، فهذا من تمام التوبة.

    إن المفكر الإيجابي يقرّ بأن هناك عناصر سلبية في حياة كل شخص لكنّهُ يؤمن بأن أي مشكلة يمكن التغلّب عليها. والمفكر الإيجابي إنسان يقدّر الحياة ويرفض الهزيمة. والشخص الإيجابي يفهم أنه من أجل التغيير من حالة المفكر السلبي إلى الأداء الكامل بطريقة المفكر الإيجابي يجب على الإنسان أن يتحلّى برغبة جادّة في التغيير.

    كتبه أخوكم في الله / خالد سعد النجار ( حفظه الله وجزاه الله خيرا)

    دمتم بحفظ الله ورعايته

  2. #2
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله بك ,وشكرك على الطرح القيم والمجهود الرائع


    أسأل الله العظيم ان يجعل كل كلمه او حرف نقلته او تكبته في موازين حسناتك يوم القيامه

    دمتم في حفظ الرحمن

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    بَ الدِنيآ العُوجَه !
    المشاركات
    8,251
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي



    جزاه الله خير ماكتب

    ..

    صفـــــوة الأيــــــــــام
    جزاكي الله خير مانقلتي
    وبارك الله فيكي
    وجعله في ميزان حسناتك
    مشكورة ألف شكر
    دمتي بحفظ الله ورعايته
    تقبلي تحياتي ومروري
    ..
    .
    المقيمه على الود
    ..
    .
    الطفله البريئه




  4. #4
    ::.. عزي إيماني ..::


    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في دار سأغادرها يوم ما !
    المشاركات
    3,189
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    آمين وياكما وفيكما بارك الله والعفو

    أختاي الفاضلتان .. وعد والطفله البريئه

    جزاكما الله كل خير على مروركما الكريم

    دمتما بحفظ الرحمن

  5. #5
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في قلبـــــــه
    المشاركات
    12,035
    معدل تقييم المستوى
    13

    افتراضي

    بارك الله فيك
    طرح راقي
    و مميزات ان شاء الله نملك عدد منها
    دمت بخير

المواضيع المتشابهه

  1. كلمات مؤلمة حقاً حقاً
    بواسطة جليلة محمد في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-03-2007, 11:41 PM
  2. لتكون من الإنس يجب ان لاتكون مسلماً
    بواسطة عاشق البيداء في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-11-2006, 03:01 AM
  3. حقاً أن هذه الكلمات من ذهب
    بواسطة حنان@ في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 15-11-2006, 05:22 PM
  4. إنهم حقاً عالم فاضية !!!
    بواسطة العمرٍِ آيامي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 15-10-2006, 04:54 AM
  5. كيف تكون مصمماً ناجحاً
    بواسطة سيد حسن في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-07-2005, 04:33 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •