حدث تغيّر رهيب في عالم التسويق، وباتت حملات الدعاية والإعلان تغري الأطفال بشراء منتجات لا حصر لها، فحماية أطفالنا من هذه الأخيرة وتعليمهم كيف ينفقون النقود بحكمة، هما موضوعان هامان في التربية..
من الهام أن يعرف الطفل أن والديه يعملان ويبذلان جهداً للحصول على النقود، وأن الصرّاف الآلي ليس صنبوراً يفتح وقت ما يشاء! وعلى الأم أن تشرح لطفلها أنه حينما يسحب الوالد النقود من حسابه المصرفي، لا يمكن أن يسحب غيرها قبل أن يتقاضى الراتب الذي يبذل جهداً من أجل الحصول عليه في بداية الشهر التالي.
قدوة حسنة
يجدر بالآباء والأمّهات إنفاق النقود أمام الطفل بطريقة مسؤولة، مع الشرح لهم دائماً سبب شراء سلعة معيّنة دون الأخرى، وكذلك يجب أن يتعلّم الأطفال أيضاً أن النقود يجب أن تنفق بحرص، حتى لا ينفقوا كل ما لديهم على أشياء غير لازمة، وسيساعدك ذلك على زرع قيمك الخاصة بمسألة النقود لدى طفلك. ولا تتكلّمي أمام أطفالك عن حلمك بامتلاك شيء معين، لأن ذلك سيؤكد لديهم فكرة أن الأشياء المادية هي ما يجعلنا سعداء.
هدف الإعلانات
عندما يبلغ طفلك سن السادسة، يمكنك أن توضحي له الهدف من الإعلانات وسياسة التسويق، فعلى سبيل المثال: إشرحي له أن الإعلانات التي تنشر باستمرار في الصحف اليومية عن المطاعم التي تقدّم الهدايا والألعاب عند شراء وجبات معيّنة هي مجرد طريقة لإغرائنا لشراء وجبات غير صحية، واشرحي له أيضاً أن كثيراً ما تكون نوعية هذه اللعب غير جيدة، حتى لو لم يقتنع أطفالك بكلامك أول مرة، فسيختزنون هذه المعلومات في عقولهم. وهذا النوع من التوجيه سيساعدهم على أن يكونوا مدبّرين عندما يكبرون.
مصروف خاص
من أفضل الطرق لتعليم طفلك السلوكيات المتعلّقة بالنقود هي أن تجعليه يخوض تجربة الإنفاق بنفسه، وذلك من خلال منحه مصروفاً كل يوم. وعندما تذهبين للتسوّق، أطلبي منه أن يأخذ معه نقوده، وعندما لا تكفي هذه الأخيرة لشراء شيء معين، إنصحيه بأن يدّخر أكثر ليشتري ما يريده في المرة التالية. وفي كل الظروف،
لا تستسلمي لتوسلات طفلك بأن تشتري له ما يريده، لأن ذلك سيضيع المجهود الذي تقومين به لتعزيز السلوكيات التي تريدين أن يتمتع بها. وتوقّعي بدايةً أن يشتري طفلك بعض الأشياء غير اللازمة، فتعليم الطفل قيمة النقود وكيفية إنفاقها بشكل سليم لا يحدث في يوم وليلة، فالأمر يحتاج إلى خبرة لكي يعرف الطفل أنه كان من الأفضل أن يشتري سلعة أخرى بدلاً من السلعة التي اشتراها، وتذكّري أن تناقشي طفلك في اختياراته الخاطئة، لكن دون انتقاده.
التدبير...
يعتقد الخبراء أن تحديد أوقات معينة لاجتماع الأسرة ومناقشة احتياجاتها، يساعد في تعويد الطفل على تلبية متطلّباته باستخدام الموارد المتاحة. ولعل الفائدة الرئيسية من هذه الإجتماعات هي تعليم الطفل طريقة إدارة دخل الأسرة وكيفية وضع الأولويات.
القيم المعنوية
> يجب أن نحرص على تعليم أطفالنا أن أجمل ما في الحياة ليس له مقابل مادي يذكر.
> إذا صنع لك طفلك بطاقة خاصّة بعيد الأم، أظهري له سعادتك بها وكأنها هدية ثمينة.
> تكلّمي مع أطفالك عن الأوقات الظريفة التي يقضونها مع جدّهم وجدّتهم، وليس فقط عن الهدايا التي قدّماها لهم.
> أظهري لهم أنهم يمكنهم أن ينفقوا نقودهم في أوجه الخير، وكيف أن ذلك يبعث على الرضا والإشباع، وسيتعلّمون أن مساعدة الآخرين تبعث على السعادة ربما أكثر من إنفاق النقود على أنفسهم.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)