لا يتقنها سوي الأدباء والمتذوقين والقليل من البشر.. فكثيراً ما نراها بين السطور الأدبية مختبئة هناك.. لا يجدها سوي القراء الذين مازالوا يفتحون الكتب ويتلذذون بقراءتها.
الطبيعة لغة بسيطة. لكنها ثمينة، تنثر الراحة في قلوب الجميع، تنثر الراحة في قلب رجل فقير يعيش علي الأحلام فقط، تنثر الراحة في قلب امرأة قد أثقلها الهم، رحل زوجها وترك خلفه أطفالاً يتامي وفي قلب طالب اغترب في بلاد غير بلاده، ترك خلفه أهله وأصدقاءه وذكريات بين جنبات زقاق حيه.
الطبيعة لغة مفرداتها الزهر.. البحر
الليل.. القمر.. سحره وجماله الهواء الذي يحرك الأشجار بثمارها في منظر رائع.
الطبيعة تعني الحب.. التأمل.. الشرود.. العشق.. التفاؤل والفرح.. فما من إنسان يمر بها حتي يلقي السلام عليها ويصافحها ويجلس في ضيافتها ولو القليل من الوقت.. يتناول فنجاناً من التأمل في عظمة خالقها ويردد.. سبحانه.. سبحانه.
الطبيعة لغة بسيطة لكن خلفها سراً غامضاً متمثلاً في منظرها وجوها وهوائها النقي.
ما أجمل استنشاق ذلك الهواء في ليلة كئيبة.. يعصف في داخل الإنسان بروحه وقلبه.. يأمره بالفرح ولا يستطيع الإنسان إلا أن ينصاع لأوامر ذلك السر الطبيعي، فتملأ حياته سعادة، تنزع همومه كما البحر، يرتاده العشاق، يلقون بهمومهم علي صدره وهو يتحمل، فيعودون حيثما كانوا، قلوبهم شفافة بيضاء، لا قاسية يملؤها الغبار، ويلقي عليها بجرعة حب كما الزهور التي منذ أن يراها الإنسان حتي يشعر بالتفاؤل والأنس.. فهي دعوة للتفاؤل.
كما الغروب في سحره وعظمته، الطبيعة كنز يجب الحفاظ عليه من الزمان.
مواقع النشر (المفضلة)