السلام عليكم
اليوم سوف انقل لكم قصيدة عظيمة إسمها ( القصيدة الزينبيه )
ومعانيها تدور في الحكمة
وهي لرابع الخلفاء الراشدين علي بن ابي طالب رضى الله عنه..
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/9.gif" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِـكَ زَيْنَـبُ = و الدهـر فيـه تصـرّم وتقـلـبُ
نشرت ذوائبها التـي تزهـو بهـا = سـوداً ورأسـك كالنعامـة أشيـبُ
و استنفـرتْ لمـا رأتـك وطالمـا = كانت تحـنُّ إلـى لقـاك وترهـبُ
و كذلـكَ وصـل الغانيـات فإنـه = آل ببلقـعـة ٍ وبــرق خـّــبُ
فَدَعِ الصِّبـا فَلَقَـد عَـدَاكَ زَمَانُـهُ = وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منـه ولّـى الأَطْيَـبُ
ذهب الشباب فما لـه مـن عـودة = و أتى المشيب فأين منـه المهـرب
ضيفٌ ألـمَّ اليـك لـم تحفـل بـه = فَتَرى لـه أَسَفـا وَدَمْعـا يسْكُـبُ
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبـا = واذكر ذنوبـكَ وابكهـا يـا مذنـبُ
واخْشَ مناقَشَـة َ الحِسَـابِ فإِنَّـه = لا بدّ يحصى مـا جنيـت ويكتـبُ
لم يَنْسَـهُ المَلِكـانِ حيـن نَسِيْتَـه = بَـلْ أَثْبَتَـاهُ وَأَنْــتَ لاهٍ تَلْـعَـبُ
و الـروح فيـك وديعـة أودعتهـا = سنردّهـا بالرغـم منـك وتسلـبُ
وَغُرورُ دُنْياكَ التـي تَسْعَـى لهـا = دارٌ حَقِيقَتُـهـا مـتـاعٌ يَـذْهَـبُ
و الليـل فاعلـم والنهـار كلاهمـا = أَنْفَاسُنـا فيهـا تُـعَـدُّ وَتُحْـسَـبُ
وجميـعُ مـا حَصَّلْتَـهُ وَجَمَعْـتَـهُ = حَقًّـا يَقِينـا بَعْـدَ مَوْتِـكَ يُنْهَـبُ
تَبًّـا لــدارٍ لا يَــدُومُ نَعيمُـهـا = و مشيدهـا عمـا قليـلُ يـخـربُ
فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكهـا = بــرٌ لبـيـبٌ عـاقـلٌ مـتـأدبُ
صَحِبَ الزَّمـانَ وَأَهْلَـه مستبصـرا = ورأى الأمورَ بمـا تـؤوب وتُعْقَـبُ
أَهْدى النَّصيحـة َ فاتَّعـظ بمقالـة = فهـو التـقـيُّ اللـوذعـيُّ الأدربُ
لا تأمـن الدهـر الصـروف فإنـه = لا زال قـدمـاً للـرحـال يـهـذبُ
و كذلـك الأيـام فـي غدواتـهـا = مـرت يـذلُّ لهاالأعـزُّ الأنـجـبُ
فعليـك تقـوى الله فالزمهـا تفـزْ = إِنَّ التّقِـيَّ هـو البهـيُّ الأَهْـيَـبُ
واعْمَلْ لطاعته تَنَـلْ مِنْـهُ الرِّضـا = إنَّ المطـيـع لـربـه لـمـقـربُ
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعَـة ِ رَاحَـة = ٌ واليَأْسُ ممّا فـات فهـو المَطْلَـبُ
وَتَوَقَّ مـن غَـدْرِ النِّسـاءِ خِيَانَـة = ً فجميعهـن مكائـد لـكّ تنـصـبُ
لا تأمـن الانثـى حياتـك إنـهـا = كالأُفْعُـوانِ يُـراعُ منـه الأَنْـيُـبُ
لا تأمـن الانثـى زمـانـك كـلـه = يوما ، وَلَوْ حَلَفْـتْ يَمينـا تَكْـذِبُ
تُغـري بطيـب حَديْثِهـا وَكَلامِهـا = وإذا سطت فهي الثقيـل الأشطـبُ
والْـقَ عَـدُوَّكَ بالتَّحِيَّـة ِ لا تكـنْ = مِنْـهُ زمانَـك خائـفـا تتـرقَّـبُ
واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتـى لـك باسمـا = فاللَّيْـثُ يَبْـدو نابُـه إذْ يَغْـضَـبُ
و إذا الحقـود وإن تقـادمَ عهـده = فالحقْدُ باقٍ فـي الصُّـدورِ مُغَيَّـبُ
إن الصـديـق رأيـتـه متملـقـاً فهـو العـدوُّ وحـقُّـه يُتَجـنَّـبُ
لا خيـر فـي ودِّ امـرءٍ متمـلـقٍ = حلـو اللسـان وقلـبـه يتلـهـبُ
يلقـاه يحلـف أنـه بـك واثــقٌ = وإِذا تـوارى عنـك فهـو العَقْـرَبُ
يعطيك من طـرف اللسـان حـلاوة = ً وَيَرُوغُ مِنْكَ كمـا يَـروغُ الثَّعْلَـبُ
واختَرْ قَرِيْنَـك واصْطَفِيـهِ مُفَاخِـرا = إِنّ القَرِيْـنَ إلـى المقْـارَنِ يُنْسَـبُ
إنَّ الغنـيَّ مـن الرجـال مـكـرمٌ = و تـراه يرجـى مالديـه ويرهـبُ
وَيُبَـشُّ بالتَّرْحِيْـبِ عِنـدَ قُدومِـهِ = ويقـام عنـد سـلامـه ويـقـربُ
والفَقْـرُ شَيْـنٌ للـرِّجـالِ فـإِنَّـهُ = يزرى به الشهـم الأديـب الأنسـبُ
واخفض جناحـك للأقـارب كلهـم = بتذلـلٍ واسمـح لهـم إن أذنبـوا
و دع الكذب فلا يكن لـك صاحبـاً = إِنّ الكـذوب لَبِئْـسَ خِـلٌّ يُصْحَـبُ
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفـا لَـكَ مـرَّة ً أبْعِـدْهُ عَـنْ رُؤْيَـاكَ لا يُسْتجْلَـبُ
و زن الكـلام إذا نطقـت ولا تكـن = ثرثـارَة ً فـي كـلِّ نـادٍ تَخْطُـبُ
و احفظ لسانك واحترز مـن لفظـه = فالمـرء يسلـم باللسـان ويعطـبُ
والسِّـرُّ فاكُتُمْـهُ ولا تَنطِـق بــه= فهـو الأسيـر لديـك اذ لا ينشـبُ
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى = فرجوعهـا بعـد التنافـر يصعـبُ
إِنّ القُـلـوبَ إذا تنـافـر ودُّهــا = شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُهـا لا يُشْعَـبُ
وكذاك سِـرُّ المَـرْءِ إنْ لَـمْ يَطْـوِهِ = نشرتـه ألسنـة ٌ تزيـد وتـكـذبُ
لاْ تَحْرَصَنَ فالحِرْصُ ليـسَ بِزَائـدٍ = في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
وَيَظَـلُّ مَلْهُوفـا يَــرُوْمُ تَحَـيُّـلاً = والـرِّزْقُ ليـس بحيلـة يُسْتَجْلَـبُ
كم عاجزٍ في الناس يؤتـى رزقـهُ = رغـداً و يحـرم كيـّس ويخـيـبُ
أَدِّ الأَمَانَـة َ والخِيَانَـة َ فاجْتَـنِـبْ = وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَـبُ
وإذا بُلِيْـتَ بِنْكبَـة ٍ فاصْبِـرْ لهـا = مـن ذا رأيـت مسلّمـاً لا ينكـبُ
و إذا أصابـك فـي زمانـك شـدة = ٌ و أصابك الخطب الكريه الأصعـب
فَـادْعُ لِرَبِّـكَ إِنَّـهُ أَدْنَـى لِـمَـنْ = يدعوه من حبـل الوريـد وأقـربُ
كن مااستطعت عن الأنـام بمعـزلٍ = إِنَّ الكَّثِيْرَ مِـنَ الـوَرَى لا يُصْحَـبُ
واجعل جليسك سيـداً تحظـى بـه = حَبْـرٌ لَبِـيْـبٌ عـاقِـلٌ مِـتَـأَدِّبُ
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْمـا صائبـا = و اعلـم بـأن دعـاءه لا يحجـبُ
وإذا رَأَيْتَ الـرِّزْقَ ضـاق بِبَلْـدَة ٍ = و خشيت فيها أن يضيق المكسـبُ
فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسِعَة ٌ الفَضَـا = طُولاً وعِرْضـا شَرْقُهـا والمَغْـرِبُ[/poem]
تحية
ظميان غدير
مواقع النشر (المفضلة)