قصيدة لجميل بثينة
إن شالله تعجبكم
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا ليـتَ ريعـانَ الشبـابِ جـديـدُ = ودهـراً تولـى ، يـا بثيـنَ، يعـودُ
فنبقـى كمـا كنّـا نكـونُ، وأنـتـمُ = قريـبٌ وإذ مـا تبذلـيـنَ زهـيـدُ
وما أنسَ، مِ الأشياء، لا أنسَ قولهـا = وقد قُرّبتْ نُضْـوِي: أمصـرَ تريـدُ؟
ولا قولَها: لولا العيونُ التـي تـرى = ، لزُرتُكَ، فاعذُرْنـي، فدَتـكَ جُـدودُ
خليلي، ما ألقى مـن الوجـدِ باطـنٌ = ودمعي بما أخفـيَ، الغـداة َ، شهيـدُ
ألا قـد أرى ، واللهِ أنْ ربّ عـبـرة = ٍ إذا الـدار شطّـتْ بيننـا، ستَزيـد
إذا قلتُ: ما بي يـا بثينـة ُ قاتلي =من الحـبّ، قالـت: ثابـتٌ، ويزيـدُ
وإن قلتُ: رديّ بعضَ عقلي أعشْ بهِ = تولّـتْ وقالـتْ: ذاكَ منـكَ بعيـد!
فلا أنا مـردودٌ بمـا جئـتُ طالبـاً = ، ولا حبهـا فيـمـا يبـيـدُ يبـيـدُ
جزتكَ الجواري، يا بثيـنَ، سلامـة = ً إذا مـا خليـلٌ بـانَ وهـو حميـد
وقلتُ لها، بينـي وبينـكِ، فاعلمـي = مـن الله ميـثـاقٌ لــه وعُـهـود
وقـد كـان حُبّيكُـمْ طريفـاً وتالـداً = ، ومـا الحـبُّ إلاّ طـارفٌ وتليـدُ
وإنّ عَرُوضَ الوصلِ بينـي وبينهـا = ، وإنْ سَهّلَتْـهُ بالمنـى ، لـكـؤود
وأفنيتُ عُمـري بانتظـاريَ وَعدهـا، = وأبليتُ فيهـا الدهـرَ وهـو جديـد
فليتَ وشاة َ النـاسِ، بينـي وبينهـا = يـدوفُ لهـم سُمّـاً طماطـمُ سُـود
وليتهمُ، في كـلّ مُمسًـى وشـارقٍ، = تُضاعَـفُ أكبـالٌ لـهـم وقـيـود
ويحسَب نِسوانٌ مـن الجهـلِ أنّنـي = إذا جئـتُ، إياهـنَّ كـنـتُ أريــدُ
فأقسـمُ طرفـي بينهـنّ فيسـتـوي = وفـي الصّـدْرِ بَـوْنٌ بينهـنّ بعيـدُ
ألا ليتَ شعـري، هـلَ أبيتـنّ ليلـة = ً بوادي القُـرى ؟ إنـي إذَنْ لَسعيـد!
وهل أهبِطَنْ أرضـاً تظَـلُّ رياحُهـا = لهـا بالثنـايـا القـاويـاتِ وئِـيـدُ؟
وهل ألقينْ سعدى من الدهـرِ مـرة ً = وما رثّ من حَبـلِ الصّفـاءِ جديـدُ؟
وقـد تلتقـي الأشتـاتُ بعـدَ تفـرقٍ = وقد تُـدرَكُ الحاجـاتُ وهـي بعِيـد
وهل أزجرنْ حرفـاً عـلاة ً شملـة = ً بخـرقٍ تباريهـا سـواهـمُ قــودُ
على ظهرِ مرهوبٍ، كـأنّ نشـوزَهُ، = إذا جـاز هُـلاّكُ الطريـق، رُقُـود
سبتني بعيني جـؤذرٍ وسـطَ ربـربٍ = وصـدرٌ كفاثـورِ اللجـيـنَ جـيـدُ
تزيـفُ كمـا زافـتْ إلـى سلفاتهـا = مُباهِيـة ٌ، طـيَّ الوشـاحِ، مَـيـود
إذا جئتُهـا، يومـاً مــن الـدهـرِ، = زائراً، تعرّضَ منفوضُ اليدينِ، صَدود
يصُدّ ويُغضي عن هـواي، ويجتنـي = ذنـوبـاً عليـهـا، إنّــه لعَـنـود!
فأصرِمُهـا خَوفـاً، كأنـي مُجانِـبٌ، = ويغـفـلُ عــن مــرة ً فنـعـودُ
ومن يُعطَ في الدنيـا قرينـاً كمِثلِهـا، = فذلـكَ فـي عيـشِ الحيـاة ِ رشيـدُ
يموتُ الْهـوى منـي إذا مـا لقِيتُهـا = ، ويحـيـا، إذا فرقتـهـا، فيـعـودُ
يقولون: جاهِدْ يـا جميـلُ، بغَـزوة ٍ = ، وأيّ جهـادٍ، غيـرهـنّ، أريــدُ
لكـلّ حـديـثِ بينـهـنّ بشـاشـة ُ وكـلُّ قتـيـلٍ عنـدهـنّ شهـيـدُ
وأحسـنُ أيامـي، وأبهـجُ عِيشَتـي = ، إذا هِيجَ بـي يومـاً وهُـنّ قُعـود
تذكـرتُ ليلـى ، فالفـؤادُ عمـيـدُ، = وشطـتْ نواهـا، فالمـزارُ بعـيـدُ
علقـتُ الـهـوى منـهـا ولـيـداً، = فلم يزلْ إلى اليومِ ينمي حبه ويزيـدُ
فمـا ذُكِـرَ الخُـلاّنُ إلاّ ذكرتُـهـا، = ولا البُخلُ إلاّ قلـتُ سـوف تجـود
إذا فكرتْ قالـت: قـد أدركـتُ ودهُ = وما ضرّني بُخلـي، فكيـف أجـود!
فلو تُكشَفُ الأحشاءُ صودِف تحتهـا، = لبثنـة َ حــبُ طــارفٌ وتلـيـدُ
ألمْ تعلمي يـا أمُ ذي الـودعِ أننـي = أُضاحكُ ذِكراكُـمْ، وأنـتِ صَلـود؟
فهـلْ ألقيـنْ فـرداً بثينـة َ ليـلـة ً= تجـودُ لنـا مـن وُدّهـا ونجـود؟
ومن كان في حبي بُثينـة َ يَمتـري، = فبرقـاءُ ذي ضـالٍ علـيّ شهـيـدُ [/poem]
تحية
ظميان غدير
مواقع النشر (المفضلة)