[align=center]
هذا الشاعر مضحك جدا وظريف جدا ,
وهو شاعرا لا يشق له غبار ولكنه يختلف عن باقي الشعراء بشي وهو أن المعروف أنه اذا تولى
أي ملك او خليفه يهب الشعراء لمدحه ولكن صاحبنا هذا ــ دعبل ــ فهو عكس كل هؤلاء فكل ما تولى
خليفة ارسل اليه قصيدة هجاء يسبه فيها لااحد يدري لماذا ..
وكان دعبل يحب ال البيت لكن دعبل كان يغلو في حبهم ، ومن طرائفه قال ذات يوم لقومه اذا مت فاجعلوا
قبري بزاوية مقبرة ال البيت واكتبوا على قبري ( وكلبهم باسط ذراعيه بالوسيط ) .
ترجمته :
هو دعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل بن خداش بن خالد بن عبد بن دعبل بن أنس بن خزيمة الخزاعي ويكنى أبا علي .
أصله من الكوفة وأقام ببغداد ..
قيل : إن دعبلا لقب ، وأن اسمه الحسين ودعبل بكسر الدال هو اسم الناقة ..
ولد سنة 148 هـــ
كان دعبل الخزاعي شاعر مجيد في الشعر اشتهرت له بين الناس قصائد جميلة ، يأتي في مقدمتها
قصيدته الشهيرة في مدح آل البيت ،
قصد بها ابا علي بن موسى الرضا بخراسان فأعطاه عليها عشرة آلاف درهم وخلع عليه بردة من ثيابه
فأعطاه بها اهل قم ْ ثلاثين الف درهم !!!!! فلم يبعها ..
والقصيدة هي :
[poem=font="simplified arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مدارس آيات خلت من تلاوة= ومهبط وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى =وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار علي والحسين وجعفر= وحمزة والسجاد ذي الثفنـات
ديار عفاها جور كل منابذ= ولم تعف بالأيام والسنوات
ديار لعبد الله والفضل صنوه =سليل رسول الله ذي الدعوات
منازل كانت للصلاة وللتقى =وللصوم والتطهير والحسنات
منازل جبريل الأمـين يحلها =من الله بالتسليم والزكوات
أرى فيئهم في غيرهم متقسم=ا وأيديهم من فيئهم صفرات
إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم= أكفّاً عن الأوتار منقبضات
وآل رسول الله نحف جسومهم= وآل زياد أغلظ القصرات
سأبكيهم ما ذرّ في الأفق شارق= ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها =وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعاً =وآل زياد تسكن الحجرات
وآل زياد في القصور مصونة= وآل رسول الله في الفلوات
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد= تقطع نفسي إثرهم حسراتي
خروج إمام لا محالة خارج =يقوم على اسم الله بالبركات
يميّز فينا كلّ حقّ وباطل =ويجزي عن النعماء والنقمات
فيا نفسي طيبي ثم يا نفسي فاصبري= فغير بعيد كل ما هو آت[/poem]
والقصيدة من أجمل المدائح النبوية لولا الغلو الذي فيها ..!!!
ومن جميل شعر دعبل الخزاعي :
[poem=font="simplified arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أين الشباب وأية ُ سلكا ؟= بل أين يطلب ضل ّ بل هلكا
لاتعجبي يا سلم من رجل ٍ = ضحك المشيب ُ برأسه ِ فبكى
يا ليت شعري كيف يومكما = يا صاحبي ّ إذا دمي سُفِكا
لا تأخذا بظلامتي أحدا ً = قلبي وطرفي في دمي اشْتركا [/poem]
* كان دعبل كما قال ابن خلكان ( بذيء اللسان مولعا بالهجو والحط من أقدار الناس وهجا الخلفاء فما دونهم )
وقال عنه الخطيب البغدادي ( كان خبيث اللسان قبيح الهجاء حتى أنه هجا قبيلته خزاعه )
وكان دعبل الخزاعي كما قال الامام الذهبي رحمه الله : من غلاة الشيعة خبيث النفس واللسان )
وقال عنه أيضا ( رافضي بغيض سبّاب )
كان المعتصم العباسي يبغض دعبلا لطول لسانه ، فبلغ دعبلا أنه يريد أغتياله ،
فهرب منه إلى الجبل وقال يهجوه :
[poem=font="simplified arabic,6,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بكى لشتات ِ الدين مكتئب صب ُ = وفاض بفرط الدمع ِ من عينه غرب ُ
وقام إمام ُ لم يكن ذا هداية ٍ = فليس له دين ٌ وليس له لُــب ّ ُ
وما كانت ِ الآباء تأتي بمثله ِ = يملك ُ يوما أو تدين له العرب ُ
ولكن كما قال الذين تتابعوا = من السلف ِ الماضيين ِ إذ عظم َ الكرب ُ
ملوك ُ بني العباس في الكتب سبعة ٌ = ولم تأتنا عن ثامن لهم ُ كتب ُ
كذلك أهل الكهف في الكهف ِ سبعة ٌ = خيار ُ إذا عدوا وثامنهم كلب ُ
وإني لأعلي كلبهم عنك رفعة = لأنك ذو ذنب ٍ وليس َ له ذنب ُ[/poem]
وهجاه ُ أيضا بعد موته ِ ! ثم هجا بعده المتوكل ، وقبله هجاء الرشيد
والمأمون !!!!
مقتله : لقد أسرف دعبل في هجاء الناس فكان حتفه على يد أحد مهجويه ِ ومن الملفت للنظر
أنه قد تعرض َ في شعره لكثير من الخلفاء إلا أن نهايته كانت على يد من كان أقل منهم مكانة وسلطانا .
فقد قصد يوما دعبل مالك َ بن طوق ومدحه فلم يرض َ ثوابه ولم يعطه ِ شيئا فقال فيه :
[poem=font="simplified arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إن ابن طوق ٍ وبنى تغلب ٍ = لو قُتِلوا أو جرحوا قــُصْرَهْ (1)
لم ْ يأخذوا من دية ٍ درهما ً = يوما ولا من إرشهم ( 2)بعرهْ
دماؤهم ليس لها طالب ُ = مطلولة ُ مثل دم ِ العذره ْ
وجوههم بيض ٌ وأحسا=بهم ْ سود ٌ وفي آذانهم صُفره ْ [/poem]
(1) قصره :الداني النسب
(2) الإرش : الدية ..
وقال فيه :
[poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سألت ُ عنكم يا بني مالك ٍ = في نازح ِ الأرض وفي الدانيه
طرا ً فلم نعرف ْ لكم نسبة ً = حتى وإن قلنا بنو الزا....يــه
قالوا : فدع دارا على يمنة ٍ = وتلك ها دارهم ثانيه ْ [/poem]
وبلغت الأبيات مالكا فطلبه فهرب فأتى البصرة وعليها إسحاق بن العباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب ..
وكان قد بلغه هجاء دعبل وعبدال بن ابي عيينه نزارا . فأما ابي عيينه هرب منه فلم يظهر بالبصرة
وأما دعبل فإنه حين دخل البصرة بعث إليه مالك فقبض عليه ..
ودعا بالنطع والسيف ليضرب عنقه فجحد القصيدة وحلف عليها بالطلاق ثلاثا وبكل يمين تبرىء من الدين وجعل يتضرع إليه ويبكي بين يديه فرق ّ له وقال :
أما إذ أعفيتك من القتل فلا بد أن اشهرك .
ثم دعا له بالعصا فُضرب َ بها حتى سلح ( 1) وأمر به فألقي على قفاه وفتح فمه ، فرد ّ سلحه فيه !!
والمقارع تأخذ رجليه ، وهو يحلف ألا يكف عنه حتى يستوفيه ويبلعه أو يقتله ، فما رُفعت ْ عنه حتى بلعَ سلحه كله !!! ثم خلاه ُ وهرب إلى الاهواز ..
فبعث مالك بن طوق رجلا حصيفا مقداما أعطاه سمّا وأمره أن يغتاله كيف شاء ، وأعطاء على ذلك عشرة آلاف درهم ، فلم يزل الرجل يطلبه حتى وجده في قرية من نواحي السوس ، فاغتاله في وقت من الاوقات بعد صلاة العتمة إذ ضرب ظهر قدمه بعكاز مسموم فمات من الغد ودفن في تلك القرية ..
(1) سلح : أي تغوط ..
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)