السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...


في آداب مجالسة الناس
وإذا جالست الناس, واجتمعت بهم, فاجعل التواضع شعارك, وتقوى الله دثارك, والنصح للعباد طريقك المستمر.

فاحرص على أن كل مجلس جلست معهم فيه يحتوي على خير, إما بحث علمي, أو نصح ديني, أو توجيه لمصلحة عامة أو خاصة, أو تذكير بنعم الله, أو تذكير بفضائل الأخلاق الحميدة, والآداب الحسنة, أو تحذير من شر ديني أو دنيوي, وأقل ذلك أن تغتنم إشغالهم بالمباحات عن المحرمات, وحسن خلقك مع الصغير والكبير والنظير, وعامل كلآ منهم بما يليق به, ووقر من يستحق التوقير والإجلال, وأحرص على تأنيس جليسك بالكلام المناسب الطيب ولو كان متعلقآ بالدنيا, فإن الكلام المباح والإجتماع المباح إذا أثمر تأنيس المجالس, وبسط المحادث, وأثمر راحة القلب عاد محمودآ, والعاقل الحازم يدرك.

بمجالسة الناس خيرآ كثيرآ, ويكون أحب إليهم من كل محبوب, لأنه يدخل عليهم من الأبواب التي يعرفون, والأحاديث التي يرغبونها, والأصل في ذلك كله توفيق من أزمة الأمور كلها بيديه.

وتتأكد هذه الأمور في صحبة السفر, فإن السفر تطول فيه المجالسة, ويحتاج المسافرون إلى من يروحهم بالأحاديث الطيبة, والماجريات, والمزح أحيانآ إذا كان صدقآ ولم يكثر, ومساعدتهم على مهمات السفر, فالآداب الطيبة تجعل أصحابها عند الناس ألذ من بارد الشراب, والثقيل أشد على أرواحهم من الأحجار الصلاب, فسبحان من فاوت بين عباده من أخلاقهم وأعمالهم, وجميع أحوالهم, والله الموفق وحده.

( نور البصائر والألباب في أحكام العبادات والمعاملات والحقوق والآداب )
للإمام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله


منقول