مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 13

الموضوع: استقبال رمضان

  1. #1
    ::.. عزي إيماني ..::


    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في دار سأغادرها يوم ما !
    المشاركات
    3,189
    معدل تقييم المستوى
    4

    Smile استقبال رمضان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، سلام الله على تلك الأرواح الطيبة التي طالما سجدت لله، وأبى غيرها أن يسجد، وطالما ركعت لله، وأبى غيرها أن يركع، سلام عليكم يا أيها الذين استقبلوا شهر رمضان بالصيام والقيام، وغيركم من أمم الأرض الكافرة رفضت أن تصوم لله، ورفضت أن تقوم لله، ورفضت أن تسجد لله، ورفضت أن تركع لله.


    اللهم إن ألسنتنا سبحت في علاك ورؤوسنا ما سجدت لسواك



    يا من يرانا ولا نراك لا نعبد إلا إياك


    ((أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).

    يحييكم الله سبحانه وتعالى كما أحيا أجدادكم يوم رفعوا لا إله إلا الله على المحيطات، يوم ركبوا البحار بلا إله إلا الله، يوم امتطوا منابر الدنيا بلا إله إلا الله، فاسألوا عنا الدنيا واسألوا عنا البحار واسألوا عنا المحيطات.. كانت الدنيا في وثنية وفي شرك وفي طاغوت، فلما أتى محمد صلى الله عليه وسلم رفع رؤوس الإنسانية لتتجه إلى بارئها سبحانه وتعالى:

    إن البرية يوم مبعث أحمد نظر الإله لها فبدل حالها



    بل كرم الإنسان حين اختار من خير البرية نجمها وهلالها



    لبس المرقع وهو قائد أمة جبت الكنوز فكسرت أغلالها


    ألا إن باب الريان ينتظركم يا شباب الإسلام، ألا إن ثمار الجنة قد تهدلت وتدلت لتقدم إليكم موائد من موائد الرحمن سبحانه وتعالى.
    ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول تبارك وتعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، ثم يقول: (والصيام جنة فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه) .

    فبشرى لكم ببشريات كثيرة:

    أولها: كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن خلوف فم الصائم منا نحن المسلمين لا من غيرنا أطيب عند الله من ريح المسك.

    وثانيها: أن تتطيب الجنان في كل يوم بزينة يعدها الله لأوليائه.

    وثالثها: أن الحيتان في البحر تستغفر للصائم حتى يفطر.

    ورابعها: أن الله يصفد الشياطين فلا تخلص إلينا ولا تعبث بأفكارنا وعقولنا وقلوبنا كما كانت تفعل من قبل.

    أيها الأخيار، أيها الأبرار، نحن ننتظر أو نستقبل في هذا اليوم الشهر المبارك، ليكفر عنا ربنا سيئاتنا وخطايانا، كم أخطأنا وكم أسأنا وكم ابتعدنا، وأتينا اليوم لنقول لله: يا رب وقفنا أمامك، وعلى أعتاب أبوابك وعلى موائدك ننتظر رحمتك لا رحمة سواك، ومغفرتك لا مغفرة غافر سواك، فأنت الرحمن الرحيم..

    وقفنا ببابك يا ذا الملك وزرنا رحابك والملك لك



    أتيناك نطوي قفار السهاد وما خاب يا رب من أملك


    أيها الإخوة! لا بد أن أتطرق معكم إلى بعض أسرار الصيام التي يجب أن نفهمها ومنها:

    ألا يفهم أن الصيام جوع وعطش فحسب، لا، إن الصيام قبل أن يكون صيام بطن عن الطعام والشراب هو صيام عين، صيام هذه العين التي خلقها الله لك جميلة لترى بها وتنظر وتتدبر، هي تصوم كما يصوم البطن في رمضان، تصوم عن الحرام، تصوم عن نظر الفتنة، تصوم عن نظر المعصية، فإن لم تصم عينك كما يصوم بطنك عن الطعام والشراب فما صامت إذن!.
    والصيام للسان، يصوم لسانك عن الغيبة والنميمة وعن الجدل وعن اللعن، نعوذ بالله من اللعن، اللعن الذي انتشر بين شبيبتنا وأجيالنا وأصبح دارجاً مألوفاً وهو من أقبح الكلمات وأفظع الجرائم التي يرتكبها اللسان.

    لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن



    وعيناك إن أبدت إليك معايباً لقوم فقل يا عين للناس أعين


    وتصوم أذنك، تصوم أذنك عن سماع الغناء الماجن الفاحش الذي دمر شباب الإسلام، والذي ضيع شباب الإسلام، والذي حبب الفاحشة إلى شباب الإسلام، الغناء الذي غرس الغرائز في القلوب، وأنبت الجرائم في النفوس، والخنا كذلك، تصوم أذنك فلا تستمع إلى خنا ولا غيبة ولا نميمة ولا فحشاء ولا بذاءة.
    إن من المعلوم عند أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى ينعم على أهل الجنة.. إننا نتعامل بوحي سماوي لا نقول أفكاراً وخزعبلات من أفكارنا، إنها كما قال عمر : [لو لم يكن هناك أخرى لكان غير ما ترون]، إننا نأمل رضا الله عز وجل، فمن رضاه على المؤمنين، ومن نعيمه على المؤمنين أنه سبحانه وتعالى يسمعهم غناء في الجنة، يلذ في مسامعهم وتطرب له نفوسهم..

    قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان



    فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزان



    يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان


    وتصوم رجلك عن المشي إلى الحرام وعن كل مشوار يغضب الله مع جلساء السوء في المقاهي وفي الملاهي وفي المنتزهات الماجنة التي ضيعت أوقاتنا، وضيعت أعمارنا وأيامنا وليالينا، ليالينا وأيامنا التي سوف نسأل عنها أي والله أمام الله، يوقفنا الحي القيوم ((وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)).

    ونصون أيدينا عن البطش، وعن المهاترة، وعن الخيانة، وعن أكل المال الحرام والاختلاس والرشوة، هذا هو الصيام في الإسلام، ثم يأتي صيام البطن في الأخير، نصوم عن الطعام والشراب لنروى ونشبع عند الله عز وجل.. إن الذي لا يصبر على الصيام لا يصبر على تحمل تكاليف العبودية.. إن أجدادكم من الصحابة كانوا شبيبة لما أتى صلى الله عليه وسلم لينير معالم الإنسانية، الواحد منهم في الثالثة عشرة إلى الخامسة عشرة إلى العشرين يقود الجيوش ويرتقي المنابر، ويصلح أفكار الإنسانية.
    أما علمتم أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عندما قاد جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم في الردة كان عمره سبع عشرة سنة؟
    هذا العمر المبارك الضخم الذي قدمه قرباناً إلى الله.
    ونحن يبلغ الواحد منا الثلاثين والأربعين من عمره وهو سفيه.. سفيه في تصوراته، سفيه في اهتماماته، وسفيه في إمضاء وقته.
    ولذلك لما أتت معركة أحد وشارك فيها صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وكلكم يعرف معركة أحد الفاصلة الكبرى المسجلة في خلد المسلمين إلى قيام الساعة، تقدم أحد رجالات شباب الإسلام، فلبس أكفانه في الصباح بعد أن اغتسل وتطيب وتحنط، اسمه: حارثة بن سراقة الأنصاري ، وحضر معركة أحد وقال لأهله: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. والله لا أعود مرة ثانية إليكم.. لأنه باع نفسه كما يقول شاعر الإسلام محمد إقبال في فداء الصحابة وفي مجد الصحابة:

    لمعابد الإفرنج كان أذاننا قبل الكتائب يفتح الأمصارا



    لم تنسى أفريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والأرض تقذف نارا



    كنا نقدم للشيوخ رؤوسنا لم نخش يوماً غاشماً جبارا



    أرواحنا يا رب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً وجوارا


    أتى هذا الصحابي الذي ذكره صلى الله عليه وسلم بعد أن اغتسل وتكفن وتطيب في أحد فقاتل حتى قتل، وأتت أمه فقالت: يا رسول الله، أإبني في الجنة بعد أن قتل فأصبر وأحتسب أم هو في غير الجنة فسوف ترى ماذا أصنع؟
    فقال لها صلى الله عليه وسلم: (أهبلت، أجننت، إنها والذي نفسي بيده جنان كثيرة، وإن ابنك في الفردوس الأعلى).
    يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله جمع شهداء أحد فقال لهم سبحانه وتعالى: تمنوا علي، كلمهم كفاحاً بلا ترجمان، قالوا: نتمنى أن تعيدنا إلى الدنيا فنقتل فيك ثانية. فيقول سبحانه وتعالى: إني كتبت على نفسي أنهم إليها لا يرجعون، فتمنوا، قالوا: نتمنى أن ترضى عنا فنحن قد رضينا عنك. فقال سبحانه وتعالى: فإني أحللت عليكم رضائي لا أسخط عليكم أبداً).

    ثم جعل الله أرواحهم في حواصل طير خضر ترد الجنة فتأكل من أشجارها وتشرب من مائها وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش حتى يبعث الله الناس ليوم لا ريب فيه. هؤلاء هم أجدادكم أهل التضحية وأهل الفداء وهم الذين رفعوا راية الله في المشرق والمغرب. الشاهد من هذه القصة أن نخلص لله عز وجل أعمالنا، لأنه العطية يوم القيامة، والجزاء لا يعلمه إلا الله تعالى.

    بقلم شيخنا الفاضل / د. عائض القرني

    دمتم بحفظ الله ورعايته

  2. #2
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    119
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    الله يعطيك أأأأأأأأأأأأأأأألف عافيه

    ولعيونك راح اسوي موضوع ألحين وياليت انت الي أول واحد تشوف الموضوع اوكيه

  3. #3
    ][ شـاعــرة الزيــن ][


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    (( قلب نجد )) الرياض
    المشاركات
    18,335
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    صفوة الايام

    اسأل الله ان يبلغ الجميع صيامه وقيامه وان يتقبل من الجميع

    صالح الاعمال0

    لاحرمك الله اجر هذا المتصفح الناضح بالفائده بعون الله

    بورك فيك اختاه-

  4. #4
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بين قلمي ودفتري
    المشاركات
    5,921
    معدل تقييم المستوى
    6

    افتراضي

    صفوة



    الله يجزاك خير على النقل




    الهادف والتذكير لمراجهت النفس


    والله يجعلناء من صيامة وقيامة




    والعتقاء من نايرانة

  5. #5
    ::.. عزي إيماني ..::


    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في دار سأغادرها يوم ما !
    المشاركات
    3,189
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    آمين وياكم والله يعافيكم وفيكم بارك الله وربي يسعدكم

    وجزاكم الله خيرا على المرور والرد

    دمتم بحفظ الله ورعايته

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-08-2010, 01:50 AM
  2. ديكورات غرف استقبال خطيررررررررررة00000
    بواسطة مالي مثيل في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 06-12-2009, 03:06 AM
  3. ممكن استقبال زين مثل اسم منتداكم
    بواسطة فرح القلوب في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 23-01-2008, 01:51 PM
  4. الرواسي يتمنى استقبال حلو....
    بواسطة الرواسي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 23-08-2007, 06:29 AM
  5. خطبه الرسول-صلى الله عليه وسلم-في استقبال شهر رمضان....
    بواسطة فاااارس الشماااااال في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-10-2005, 03:04 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •