مسآْء الشتات ..


البشر في هذه الدنيا تائهون .. وفي كل درب يلهثون ..

العلاقات والحب تجعل من الكائن البشري كرة ثلج تتهاوى من اعلى ذلك الجبل .. فتكبر وتكبر .. فتأخذ معها ما تيسر من تلك الاغصان المتجمده على حافة طريقها ..

البعض يضيعون مقدارا هائلا من الوقت من وراء الشاشه في تلك الاضواء الزرقاء الخافته حيث لا تسمع الا صوت الكيبوورد وكأنه زخات من البرد على الشبابيك .. ربما كان هذا الوضع مستمرا لسنوات .... للاسف فقد قام العقل الباطن ببرمجة عمليه بعيدة المدى اشبه بالنيوكلير .. ساعيا من وراء تلك الشاشه وذاك الستايل الوردي وتلك النشاطات ومناصب الاشراف الى تكوين علاقه مع طرف اخر ربما تكون هذه العلاقه غير شرعيه بل فالغالب ..!

ومن المؤسف ايضا ان السواد الاعظم من هؤلاء الباحثين عن العلاقات لا يستطيعون الخروج الى العالم الخارجي اما لفقد الثقه واما لكآبة ملامحهم التي عملو على برامج الفوتوشوب واحرقو الكثير من افلام الكاميرات ليعدلو فيها ويظهروها بشكل افضل .. فلا يبين تلك البثور . او الشعر المتساقط .. او ذلك الانف الملتوي ...

تواصل العقول يجعلها تتفهم مطالب الاخرين .. فيتعمد هذا مدح الاخر ليكوّن علاقته المدروسه مع اخرى .. وتقوم هذه بدورها بمدح تلك القبيحه وربما تتغزل بها حتى يسقط ذاك على وجهه بداعي الفضول لا بداعي المحبه ..

الوضع يبدو ميؤوسا منه فيعمد البعض الى ايصال فكرته الكاذبه الى الاخرين باسرع الطرق حيث سيبدي كرامته ورفعته وعدم رغبته في مايريد فعلا .. وكأنه يطبق المثل القائل ..
المجرم يدور حول جريمته .. فيقول انا لست كذا ولست كذا .. وهو بالفعل عكس تماما ما يقول .. فمن تدعّي انها ملكه من السماء لا تعترف بالاتصال بالاخرين ولا تترك المجال ليقتربو منها ... هي في نفس الوقت تمجد ذاتها وتكتب شعر الغزل في نفسها وتوهم من حولها من العميان بانها اجمل خلق الله ..

انه النقيض تماما يا اعزائي ..

فهذا ما يدعوني احيانا لغلق جهازي او كسر شاشتي وربما لاخذ سلاح روسي فتاك واطلاق النار عليها حتى اخر رصاصه .. بل احيانا تدعوك الى احراق الارض ومن عليها من تلك العقول الغبيه الحمقاء التي لا تستحق ان تفكر وتعيش ..


وخاصة حين تجد تلك العقليه المتحجره تسعى في اتجاه ينقض تماما كل ما كان يتحدث عنه ويقول ..

هنا يراودني سؤال يكاد يخرج قلبي من اضلاعي معه ..؟

ماذا كنت ايها العقل الحقير تدعو له وتقول وتزعم ... وانت الان تنقض كل ماتكلمت عنه ؟؟

اين هي مبادئك واين كبريائك الزائف واين عنفوانك وعقلك الكبير اللذي بات في وقت من الاوقات محرما ان يخاطب عقولنا .. واين انت بذاتك التي كانت محرمه على بقية الخلق ؟؟ او بالاحرى على الرجال منا نحن البشر ..! اي نقيض جنسك ..!

هنا ايها الساده اقف وقفة بؤس ..

فلا ادري هل المرأه ناقصة عقل فعلا ؟؟ .. اما انها بلا عقل ..!! ..


الحياه وهبنا الله اياها .. فهي فرصه وحيده لا ثاني لها على هذا الكوكب المحسوس ..!

يبدو ان الكائن البشري لا يؤمن بأن الحياه منقطعه والرحله لابدها متوقفه .. والا جعل من ذاته ونفسه اعز وابقى من كل شي .. ولم يعبد بها الاصنام البشريه ..

كفا ايها المنافقون الضالون .. انتم تجعلون من حياة الاسوياء جحيمُ لا ينتهي ..!

لماذا نضطر لطأطأة رؤوسنا للغير وارخائها .. لماذا لم نعد نحصل حتى على حقوقنا ..!

لماذا تجعلون من بعض الكائنات البشريه اعلى واجلّ من الاخرى ؟؟ ..

انتم من سبب الظلم في هذا الكوكب .. وستتحملون اوزارنا واوزار من قبلنا ومن بعدنا ..

فلا زلتم تجرون خلف ملذاتكم ككرة الثلج التي في ازدياد وضخامه .. تجتاح مافي طريقها من ثوابت وسواكن ... فلا تصل الى هدف .. بل ستتحطم بلا شك ..