يمثل الأقزام شريحة مهمة من النسيج العربي ولا يمكن إغفال دورهم في تفعيل أداء المجتمع برغم الإغفال الواضح من قبل الحكومات العربية لحقوقهم وحاجاتهم الأساسية في المعيشة وتركهم في طي النسيان ومن ثم على هامش أجندة البرامج الحكومية. والسينما العربية على استحياء اتجهت لإبراز مشكلات الأقزام التي يواجهونها ومعرفة الأسباب الطبية لحالتهم وأحدث الإحصائيات التي تناولت نسبتهم في المجتمع وكذلك الجانب النفسي والاجتماعي والعقبات التي يمرون بها وتأثيرها فيهم ونسبة الجريمة بين أوساطه وقضايا أخرى.
يعرف القزم بإنه الشخص الذي يقل في الطول عن 2%، حيث يوجد في طب الأطفال خرائط للمتابعة لمراحل النمو العمرية وما يخص الطول والوزن وكل القياسات بالجسم وتبدأ تلك القياسات من صفر إلى 100% وكل مرحلة عمرية لها متوسطات أطوال.
والأقزام نوعان وراثي ومرضي، أما الوراثي فيظهر بوضوح في العائلة وهم أشخاص طبيعيون جدا ولكن قياساتهم أقل من الشخص العادي وذكاؤهم طبيعي جدا والفرق الوحيد في هذه الحالة هو المنظور الاجتماعي بالنسبة لهم فعندما يكون في المدرسة يبلغ متوسط طوله 85 سم وزميله 140 سم، لذلك يتعرض لنظرة مختلفة وأيضا يتعرض لحرج نفسي شديد جدا عند شرائه احتياجاته من الملابس فقياساتهم أقل من العادي. أما النوع المرضي فأبرزه (acontrplozem) والذي يورث بصفة مستديمة ومن أهم صفاته أن حجم الرأس كبير بالإضافة إلى أن الأطراف السفلية والعلوية قصيرة ولكنه يتميز بمستوى الذكاء الأعلى من الطبيعي. وهناك مرض، حسب الدكتور فاروق يسمى (pantalazem) وهو نتيجة خلل للهرمونات في الجسم ويؤدي إلى القزامة عن طريق الغدة النخامية والغدة الدرقية والغدة الجاركلوية، فالاضطراب في الهرمون المسؤول عن النمو والذي يفرز عن طريق الغدة النخامية يؤدي إلى القزامة. وهناك نوع ناتج عن عيب خلقي في الأطفال في تكوين هرمون النمو ويؤدي الى أن يعيش طيلة حياته على تلك الهيئة والفرق بينه وبين الآخرين أن جسمه كله متناسب جدا أما الخلل في الغدة الدرقية فيصاحبه تخلف عقلي شديد ويؤدي إلى إفراز طفل معيب للمجتمع وهو ما يحدثه أيضاً الخلل في الغدة الجاركلوية والتي تعتبر الجزء المهم، فهي المسؤولة عن إفراز الهرمونات الجنسية التي عن طريقها تعمل على تنشيط الغدد الجنسية والتي تؤدي إلى البلوغ. وإذا ما حدث أي خلل أو مشكلات فهي تؤدي إلى القزامة وهناك نوعية أخرى تسمى بمرض المتلازمات وهي عبارة عن أمراض وراثية نادرة ويوجد بها مشكلات بالجينات وتصاحبها مشكلات للنمو عموما فنرى حجمهم أقل من الطبيعي.
أن القزامة الناتجة عن (acontrplozem) ليس لها علاج لأنها شيء طبيعي، وكذلك الأنواع الناتجة عن الخلل في الغدة الدرقية، فهي من أسوأ الأنواع التي تؤدي الى التخلف العقلي الشديد ولكن القزامة التي تنتج عن خلل في الهرمونات فعلاجها يأتي بالاكتشاف المبكر ولذلك تجرى في وزارة الصحة المصرية الاختبارات بأخذ عينة من كعب القدم للطفل عقب ولادته وعن طريقها يعرف من خلالها هل هو قزم أم لا؟ ويؤكد أهمية المتابعة الدورية عن طريق طبيب الأطفال لمتابعة منحنى القياسات العمرية للطفل ونسبة الهرمون لديه عن طريق القياسات المختلفة.
وإن هناك نوعا يطلق عليه acohondroplazia وهو عبارة عن خلل في جين النمو وتوجد به القزمية dowarfism ويتميز بعدم نمو العظام وتكون فيه عظمة الساق قصيرة وعظمة الفخذ قصيرة وتسمى بالقزمية الوراثية التي تنتشر في العائلة والأجيال المتعاقبة. وهناك أيضا نوع من الأقزام نتيجة حالة مرضية والتي يأتي عن طريق عيوب خلقية في العمود الفقري الذي يكون غير متناسب مع طول الساقين.
وأحدث الطرق العلاجية تطويل العظام بجهاز ilizarof باستخدام تقنية computarzedilzarof. وهي عملية مكلفة جدا ونادرا ما يلجأ إليها الأشخاص إلا في حالة قصر أحد القدمين عن الآخر أو استئصال ورم من عظمة الساق مما أدى إلى قصرها والتركيز يكون غالبا في عملية التطويل على الساقين وليست الاطراف العلوية بالأقزام أما حالات القزامة التي تنتج عنها تخلف عقلي شديد ليس لها علاج بجهاز ilizarof والعلاج في جميع الحالات يتم في الأشخاص الأقل من 20 سنة كما نقوم أحيانا بتنبيه منطقة النمو في العظم عن طريق جهاز التنبيه epiphyealstimulationilizarof وتتم في الصبيان في سن 19 وفي الفتيات في سن 17.
نصائح لكل شخص قزم
أولها ضرورة تنمية قدراته ومهاراته لإفادة مجتمعه، ثانيا الرضا بالواقع والرضا بحكم الخالق عز وجل، ومحاولة المشاركة في أنشطة اجتماعية وثقافية وفنية، ومشاركة أعضاء الجماعة في أفعالهم السوية، والتعامل مع الأمور ببساطة وعدم التفكير فيما لا يضر ولا ينفع، وجعل ابتزاز الآخرين لهم اختبارا لدرجة الصبر. ويدعو القزم إلى البحث عن الزوجة التي تتلاءم مع ميوله الوجدانية حسب قدراته واستعداداته الجسمية.
نصائح للمجتمع
أولها التخفيف من الأعباء النفسية على الأقزام، وعدم توجيه اللوم والابتعاد عن تجريح مشاعرهم لأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وتبادل المشاعر الوجدانية الحميمة بينه وبين أسرته، وعدم السخرية والتهكم على أفعال الأقزام، ومحاولة استغلال قدراتهم لإفادة المجتمع، وتهيئة المناخ المناسب لهذه الفئة داخل حجرة الدراسة، وتوفير الأعمال المهنية المناسبة والملائمة لاستعداداتهم البدنية والعقلية.
مواقع النشر (المفضلة)