[align=center]^
أقف على الرصيف
وأشتم كل العابِرين ..
اللوحات الإعلانية المضاءة
تعرف أنها مزيفةٌ مثلي تماماً ..
وفتاة تتحدث
يرى الجميع ابتساماتها
ومواعيدها المتطايِرة من ذَبذبات الموبايل
التي تملأ الطَريق ..
.
.
ما أقسى أن تحب امرأةاً
كاذبة كبِطاقَات المعايدة
وغادرة كحبل الأرجوحة
.
.
.
في الرصِيف المقَابِل
يقف طَالب جامعي
لم يتناول غداءه بعد
أَمام محل ملابِس
ليهمس في أذن مجسم لأمرأة تقف أمام باب محل
لعرض فساتين السهرة..
يتلمس فستانها..
يتَودد إليها
وكأنه يحدث نفسه بِامتلاكها
كتحد لخيانة النساء ..
.
.
يفَكر:
ما الذي ينقصها ؟
ها هي مبتسمةٌ على الدوام..
يداها ممدودتان كدعوة واضحة للرقص ..
يمسك يديه المنفَرِجتين
خشية اتهامه بِالتحرش .
.
.
ما الذي ينقصهها ؟
إنها بكماء .. !
لكنه على ثقَة أنها ستنطق في يوم ما ..
وفي حال انتظارِه
حتى ينبِض قَلبه بِحبها ..
سيتحدث إلى نفسه نيابة عنها
وسيتجنب أن يسمع منها ما يكره .
.
.
مرة أخرى :
ما الذي ينقصها ؟
لا ذَنب لها في تصلبِها
لأنها انحدرت من سلالة الفيبر والبِلاستك ..
فهناك نساء
قلوبهن أصلب من باب الزِنزانة..
.
.
تتلاحق أنفَاسه
كمحكوم عليه بالإعدام يدخن سيجارته الأخيرة..
يستيقظ في صباح اليوم التالي
ليطْبع قبلة على جبينا الناعم بلا احساس :
.
.
لتكون نتيجته الأخيرة ..
أنتِ كالمجسم المصمود يراه العابِرون ..
مجَرد صنم افتقدتي نشوة الروح ... [/align]
مواقع النشر (المفضلة)