الكمبيوتر الكفّي . . قصة ازدهار وانحسار محتمل
أصبح الجيل الجديد من أجهزة الكمبيوتر المحمولة خفيفة الوزن الكفّي الشيء المفضل لدى الكثير من الأشخاص الذين يقضون أوقاتهم خارج المنزل، حيث يسهل على المستخدمين استعمال لوحات المفاتيح التي تشبه تلك الموجودة في أجهزة الكمبيوتر المحمولة laptops والتي تتميز بسهولة استخدامها مقارنة بأجهزة الهواتف الذكية .
على الرغم من اهتمام الخبراء والصحافيين المتخصصين في التكنولوجيا بهذه المنتجات، إلا أن المشككين في جدواها قد أثاروا العديد من الأسئلة، والتي من بينها: هل هناك ما يميز هذه الأجهزة، أم أنها تمثل تكنولوجيا قديمة ظهرت في شكل جديد؟ وهل حماسة المستخدمين تجاه هذه الأجهزة مماثل لحماسة الخبراء المدافعين عنها؟
يقول أفي جرينجارت، مدير قسم أبحاث الأجهزة المتحركة بشركة Current Analysis من المبكر جداً أن نتحدث عن قدرة هذا النوع من المنتجات على الاستمرار . ولست متأكداً مما هو متاح من السوق لهذه الأجهزة، لاسيما مع نحافة وخفة وزن شاشات ولوحات مفاتيح الحاسبات الدفترية الصغيرة مثل MacBook Air .
وليس غريبا أن الشركات التي تبيع هذه الأجهزة وأنصارها يخالفون جرينحارت في هذا الرأي؛ يقول كيفين هوانج، مدير التسويق بشركة Asustek Computer استطاع حاسب Eee PC بنجاح أن يتحرى شرائح المستخدمين التي طالما تجاهلتها الشركات التي تبيع الحاسبات الدفترية . فعلى سبيل المثال، يستخدم كثير من الأطفال الحاسبات الدفترية الخاصة بالوالدين، ولكنها حاسبات ثقيلة يصعب على الأطفال حملها إلى المدارس . ولكن إذا كان الحاسب يزن رطلين فقط، يمكن للأطفال حمله في حقائبهم . ويضيف هوانج أنه مع مرور الوقت، سيصبح هذا المنتج منتشراً ويجذب المزيد من المستخدمين .
على الرغم من التوجه السائد لاستحداث معالجات قوية، فإن المعالجات التي يتم تطويرها لهذه الأجهزة الصغيرة لا ترقى لأن تكون معالجات قوية . على سبيل المثال، لا تستطيع رقاقة Atom التي تنتجها شركة إنتل ولا رقاقة C7-M التي تنتجها شركة Via معالجة أكثر من أمر واحد في المرة الواحدة . ولا شك أن بساطة هذه الرقائق تجعلها مناسبة للحاسبات المحمولة خفيفة الوزن؛ فالرقائق نفسها صغيرة الحجم ورخيصة التكلفة، وهو ما يجعلها تروق للمستخدمين كثيري التنقل والسفر، لاسيما وهي رقائق اقتصادية في استهلاك الطاقة، وهو ما يساعد بدوره في إطالة ساعات الانتظار للبطاريات .
نجاح أم فشل؟
تصر الشركات التي تبيع هذا النوع من الحاسبات على أنها أجهزة ناجحة، بينما يرى المشككون في هذا النجاح أن أي إنجازات حققتها هذه الأجهزة ستتلاشى تدريجيا أو تختفي نهائيا نظراً للتغيرات التي ستطرأ على الأجهزة المحمولة، لاسيما في الحجم والشكل، بالإضافة إلى ظهور أجهزة أخرى بديلة يرى الكثيرون أنها أفضل في الكفاءة والإمكانات .
تقول شركة إنتل أن إصداراً جديداً من معالج Atom الذي تنتجه الشركة ستقوم إنتل بتطويره لاستهداف أجهزة الإنترنت المحمولة والتي تشبه في حجمها أجهزة الحاسبات الكفية ويمكنها الاتصال بالانترنت .
وبغض النظر عن النجاح الذي حققه الجيل الحالي من أجهزة الكمبيوتر المحمولة خفيفة الوزن، إلا أن اتجاها جديداً نحو الأجهزة الأصغر حجماً يلوح الآن في الأفق، لاسيما مع توفر العديد من المميزات، مثل إمكانية الاتصال بالانترنت بكفاءة عالية، والتي تروق كثيراً للمستخدمين الذين يقضون معظم أوقاتهم في الطرقات خارج المنزل .
مواقع النشر (المفضلة)