مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 11

الموضوع: { فاذكروني أذكركم }

  1. #1
    ::.. عزي إيماني ..::


    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في دار سأغادرها يوم ما !
    المشاركات
    3,189
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي { فاذكروني أذكركم }


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للسنة فانقادت لاتباعها وأصاخت لسماعها، وأمات نفوس أهل الباطل بالبدعة بعد أن تمادت في ابتداعها.
    وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اتصلت به أنوار الهدى بعد انقطاعها، وارتفعت به حصون التوحيد في سموها واتساعها، صلى الله وسلم عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    أيها الناس: اعلموا أن أحلى ساعات العمر، وأسعد أيام الحياة، وأرغد دقائق العصر، هي معايشة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في أقواله وفي أعماله وفي أحواله.


    من زار بابك لم تبرح جوارحه تروي أحاديث ما أوليت من منن

    فالعين عن قرة والكف عن صلة والقلب عن جابر والسمع عن حسن



    وأي حياة يعيشها الذين يعيشون في منابذته صلى الله عليه وسلم؟
    وأي لذة يجدها الذين يتلذذون بمعصيته صلى الله عليه وسلم؟
    وأي سمو وأي ارتفاع يناله الذين يتنكبون سيرته وهديه صلى الله عليه وسلم؟
    إن أعظم ما يقود المسلم في الحياة ويمرغه في مرضاة الله هو ذاك الأسوة العظيمة: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا))، ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)).

    نسينا في ودادك كل غال فأنت اليوم أغلى ما لدينا

    نُلام على محبتكم ويكفي لنا شرف نلام ولا علينا

    ولما نلقكم لكن شوقاً يذكرنا فكيف إذا التقينا

    تسلى الناس بالدنيا وإنا لعمر الله بعدك ما سلينا



    وجانب ذكر الله عز وجل في حياته صلى الله عليه وسلم، جانب مشرق وكبير وفياض.
    يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: كان هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر أنه كان ذاكراً لله دائماً، فكلامه وأنفاسه وأقواله وأحواله كلها كانت ذكراً منه لربه تبارك وتعالى.
    وكان يذكر ربه قائماً وقاعداً وعلى جنبه.
    وكان لا يتحرك إلا بذكر الله، ولا يسكن إلا بذكر الله.
    إن خطب فبذكر الله.
    وإن تحدث فبذكر الله.
    ولذلك كان متمثلاً لأمر الله تبارك وتعالى الذي يقول: ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ))، فانظر كيف قال: ((خِيفَةً)) في الذكر، وقال في الدعاء: (خِيفَةً) في قوله: ((ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)).
    قال الجهبذ النحرير شيخ الإسلام ابن تيمية : إنما ذكر الله الخوف مع الذكر، وذكر الإخفاء مع الدعاء؛ لأن الذكر يورث الانبساط والفرح، فربما أدى بالعبد للطغيان في حد العبودية فألزم الله الذاكر أن يخافه تبارك وتعالى.
    أما الدعاء فكان نعمة جليلة ويخاف به الحسد على العبد فألزمه الله بإخفاء دعائه بينه وبين مولاه.
    والله يقول: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ))، وهذا مصداق الحديث الصحيح الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول الله تبارك وتعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) (1) ، وفي الأثر القدسي أن الله سبحانه وتعالى يقول: (أنا جليس من ذكرني) (1) .

    إذا مرضنا تداوينا بذكركم ونترك الذكر أحياناً فننتكس


    قال أحد السلف: والله إني أعلم متى يذكرني ربي.
    قالوا: متى؟
    قال: إذا ذكرته؛ لأنه يقول: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)).
    وقال جل من قائل: ((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)). وذكر الله هنا قيل: هو القرآن، وقيل: بل مطلق الذكر وهو الصحيح إن شاء الله؛ لأن به تطمئن القلوب من خوفها وفزعها، وتطمئن القلوب من هلعها وجزعها.
    ولا تطمئن القلوب إلا إلى الحي القيوم.
    وقال سبحانه وتعالى: ((وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)).
    قال ابن الصلاح : من حافظ على الأذكار صباح مساء وأدبار الصلوات وفي كل ميقات فهو من الذاكرين الله كثيراً.
    ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: [الذاكر كثيراً من يذكر الله في قيامه وفي قعوده، وفي حله وفي ترحاله، وفي صحته ومرضه].
    أما ابن تيمية فيرى أن الذاكر كثيراً هو أن لا يفتر لسانك عن ذكر الله على حد حديث عبد الله بن بسر عند الترمذي عندما قال: (يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) .
    والله يقول: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)).

    وأكثر ذكره في الأرض دأبا لتذكر في السماء إذا ذكرتا

    ويقول الله تبارك، تعالى: ((إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)).
    قال ابن تيمية : هذه الآية أخطأ فيها جمّ غفير من المفسرين، ومقصود الآية أن للصلاة فائدتين ومقصودين.
    أولهما: أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
    وثانيهما: أن الصلاة فيها يقام ذكر الله.
    قال: وإقامة ذكر الله في الصلاة أعظم من نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر.
    وفي ليلة بطيئة النجوم، هادئة السحر، باردة النسيم، عاشها ابن عباس رضي الله عنهما مع رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.
    قام صلى الله عليه وسلم في الليل وابن عباس يشاهد الحدث أولا بأول؛ لأنه قد عاش تفاصيله في بيت خالته ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
    فلما قام صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الليل قال: (اللهم لك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، والجنة حق، والنار حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والنبيون حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت) ، ثم قال: (اللهم رب جبريل و ميكائيل و إسرافيل ، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) . وهذا امتثالاً لقوله تعالى: ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً)).
    ويقول الله عز وجل: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)).
    والله عز وجل طلب من رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسبحه بالغدو والآصال، أي: من أنسام الفجر وإطلالة الصباح.
    وفي وقت الأصيل.
    وفي صحيح البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) .
    وعند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال لنا: سيروا، هذا جمدان -جبل- سبق المفردون، قالوا: يا رسول الله وما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات) .
    وعند البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في يوم سبحان الله وبحمده، مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) .
    فانظر إلى قلة الجهد المبذول وإلى عظم الأجر الحاصل.
    وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل كثر من ذلك) .
    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله كبر، أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس) .
    وعند الترمذي بسند حسن: (من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة) .
    وعند البخاري من حديث أبي موسى قال: (كنا نصعد ثنية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس يرفعون أصواتهم بالتكبير، فلحقهم صلى الله عليه وسلم وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله .
    فقال: يا عبد الله بن قيس.
    قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله.
    قال:( أتدري أن لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة؟ )
    .
    أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
    وعند ابن حبان بسند صحيح قال أبو ذر : (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم، بثمان -وذكر منها:- وأن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنوز الجنة) .

    وقال ابن تيمية شيخ الإسلام في المجلد العاشر يوم سأله أبو القاسم المغربي عن أفضل عمل بعد الفرائض يتقرب به إلى الله.
    قال رحمه الله: لا أعلم بعض الفرائض أعظم من ذكر الله عز وجل.
    وهو شبه إجماع بين أهل العلم أن الذكر أفضل عمل بعد الفرائض.
    والذاكرون الله كثيراً من الصحابة والسلف جمّ كبير لا يأتي المقام على ذكرهم.
    ذكر ابن رجب في جامع العلوم والحكم أن أبا مسلم الخولاني كان لسانه لا يفتر عن ذكر الله، فدخل على معاوية وهو يتمتم بالذكر، فقال معاوية : أجنون هذا يا أبا مسلم ؟
    قال: بل حنون يا معاوية .
    حنون إلى رضوان الله.
    حنون إلى عطاء الله.
    حنون إلى الاتصال بالله.
    فلذلك أنقذه الله سبحانه عندما ألقاه الأسود العنسي في النار. لأنه كان لا يفتر عن الذكر والالتجاء إلى الله سبحانه.
    فقال وهو في الجو: ((حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)).
    وهي كلمة إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار، وكلمة محمد صلى الله عليه وسلم لما قيل له: ((إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)).
    فلما وقع في النار حولها الله برداً وسلاماً، وذلك في خلافة أبي بكر الصديق .
    فارتحل من اليمن فاستقبله الخليفة الراشد الصديق أبو بكر رضي الله عنه وعمر والصحابة.
    فقال عمر: [مرحباً بالذي جعله الله في أمة محمد كـالخليل إبراهيم عليه السلام].
    أيها الناس: أوصيكم ونفسي بكثرة الذكر، فإن فوائده جليلة، وقد أوصلها ابن القيم إلى ما يقارب الثمانين، وقال: لا يأتي الحصر عليها، منها:

    - طرد الشيطان.
    - وإرضاء الرحمن.
    - والرضا بمقدور الله سبحانه وتعالى.
    - والاطمئنان.
    - والقضاء على الفراغ والهم والغم والحزن.
    - وجمع الجهد.
    - والقوة.
    - والأجر.
    - وتكفير السيئات.
    - وأن يسكن القلب إليه سبحانه وتعالى.

    فاذكروا الله أيها الناس قياماً وقعوداً، وعلى جنوبكم، وفي بيوتكم، وفي طرقاتكم، وفي مراكبكم، وفي سياراتكم، وفي مكاتبكم، واتصلوا به سبحانه وتعالى، فإنه سبحانه وتعالى يوصل من وصله، ويهدي من استهداه، ويرزق من استرزقه.
    أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الذاكرين الله كثيراً.
    والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    بقلم الشيخ / د. عائض القرني

    دمتم بحفظ الله ورعايته

  2. #2
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    الـريـآض
    المشاركات
    5,157
    معدل تقييم المستوى
    6

    افتراضي

    جزاكي الله خير .

    قد سمعت بقصه أبا مسلم الخولاني < وفكرت انه من التابعين وطلع من الصحابه رضي الله عنهم .

    تسلمين والله يكتب لكي االاجر .$222

  3. #3
    ::.. عزي إيماني ..::


    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    في دار سأغادرها يوم ما !
    المشاركات
    3,189
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    وياك والله يسلمك ويسعدك

    وجزاك الله خيرا على مرورك وردك الطيب

    دمت بحفظ الله ورعايته

  4. #4
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    في حضن والدتي
    المشاركات
    13,397
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي

    ::×::

    اللهم آمين ...

    اشكرك يالغلا.. عى الطرح الرائع.. والوافي .. الذي قدمتيه لنا..
    وأسالــ الله انــ ينفع به.. ويجزآكِ خير الجزآء
    دمتِ بحفظ الرحمن،،

    ::×::

  5. #5
    ~ آلغرآم آسبآب ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    13,805
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي

    الله يجزاكـ خير,

    و نعم بالله في السراء و الضراء .

    مودتي.

المواضيع المتشابهه

  1. @@أذكركم و نفسي بقراءة سورة الكهف اليوم@@
    بواسطة بهيه في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 25-05-2007, 10:59 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •