بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـ النظر إلى اللغات في العالم وعددها الكبير ،، واختلاف قواعدها وسكناتها ..
نجد أن اللغة العربية الفصحى هي الأبلغ معنى في الكلمات ،، والأدق في وصف الأمور
فـ اللغة العربية الفصحى ،، هي اللغة الوحيدة في العالم ،، التي لا توجد بها كلمتين بـ نفس المعنى ..
فـ نأخذ مثال على ذلك ،،
ان كلنا نعرف ان (( سنة )) هي نفسها (( عام ))
وكلها تأتي بـ نفس المعنى ،، ولكن لو رجعنا إلى أصل اللغة الفصحى لوجدنا أن لكل منها معنى متشابه وليس متساوي ..
في قول الله تبارك وتعال : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا )) نجد أن الله سبحانه ذكر مدة دعوة نوح لـ قومه بـ ألف سنة ،، واستثنى خمسين عام ،،
فلماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى في الحالتين سنة ،، أو عام ،، واختص مدة الدعوة بـ السنة ،، و استثنى خمسين عام ؟!!!!!
في أصل اللغة تأتي كلمة عام في الرخاء والنعمة دائماً ،، والسنة في الشقاء ،،
فـ دعوة نبي الله نوح عليه السلام وقدرها 950 سنة كانت كلها شقاء في توصيل ما أوحى الله به إليه لـ قومه ،، وبعد ما يأس منهم ودعا عليهم ،، وأغرقهم الله بـ كفرهم ،، عاش بعد ذلك ومن معهم في راحة وعبادة ولذلك استثنى الله الخمسين عام من الألف سنة ..
وكذلك قال تعالى في كتابه الكريم لما روى قصة يوسف عليه السلام وتفسير رؤيا الملك :(( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنْبُلِهِ إلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ))
فـ وصف مدة الزراعة وفيها عمل وشقاء وكدّ وجهد بـ سبع سنين ،، ووصف المدة التي يغاثون فيها وينعم الله عليهم بـ عام ،،
وعلى ذلك قس أمثلة أخرى كـ آب و رجع وغيرها كثيــر ...
صغت لكم بـ شكل مبسّط وسريع مما قرأت وسمعت عن جمال لغتنا وإعجازها ،، لغة القرآن المعجز ،، متمنياً أن أكون قد فدتكم وأمتعتكم بـ جمال لغتنا ...
دمتم في حفظ الله
$222
مواقع النشر (المفضلة)