أثـر التشـــــبيه في المعنى !!
1 ـ قد يكون القصد من التشبيه إيضاح جانب ، أو جوانب من الواقع ؛
كقول الجاحظ يصف الحية :
وانتصبت كأنها رمح مركوز ، أو عود ثابت !!
2 ـ يستخدم الأديب التشبيه أحيانا لتجسيم الفكرة وبيانها وشرحها ، وذلك
عندما يكون المشبه مجردا ؛ كقول البوصيريّ :
[poem=font="simplified arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والنَّفْسُ كالطِّفْلُ إنْ تُهْمِلُهُ شَبَّ عَلَى=حُبِّ الرِّضاعِ وإنْ تَفْطِمْـهُ يَنْفَطِـمِ [/poem]
3 ـ وقد يكون القصد التصوير مع الإيحاء ؛ والمقصود بالإيحاء أن تثير الصورة
خيال القارئ ، وأن تدفعه إلى أبعد مما قاله الأديب !!
قال الشاعر خليل مطران يصف نهر "التبر" ، بعد أن أحرق نيرون روما :
[poem=font="simplified arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
دَفَقَ التِّبْرُ ضِيَـاءً وَدَمـاً=مُسْتَفِيضَ اللّجِّ ياقُوتاً وَتِبْرَا
كانَ بِالأَمْسِ كَمِرْآةٍ صَفَـتْ=رُبَّمَا كَدَّرَهَا الطَّائِـرُ نَقْـرَا
تَلتَقِي فِيهَا صُرُوحٌ عَبَسَتْ=قَاتِمَاتٍ وَرُبىً تَبْسِمُ خُضْرا
فإِذا مَرَّتْ نُسيْمَـات بِهـا=حطَّمتْهَا قِدَداً رُبْـداً وَغُـرَّا [/poem]
4 ـ أو التعبير عن انفعال الأديب ، وبعث الانفعال في القارئ ، وربما كانت هذه هي الصفة الأساسية للتشبيه في الشعر ..
قال الشاعر أبو القاسم الشابيّ :
[poem=font="simplified arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عذبة أنـت كالطفولـة كـالأح=لام كالحـن كالصبـاح الجديـد
كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ= القمراءِكـالـوردِ كابتـسـامِ الولـيـدِ
[/poem]
5 ـ أو الزينة والزخرفة ؛ ويقع هذا عندما يعنى الأديب بالشكل ؛ كما هو الحال في الشعر الرمزي ، وفي العصور التي تسودها الصنعة والتكلف ..
وفي الحالة الأولى : تكون غاية التشبيه أن يسهم في خلق الإيقاع الشعري .
وفي الحالة الثانية : تكون الغايه إظهار البراعة اللفظية ، وعلى هذا فالشواهد من عصر الدول المتتابعة كثيرة ، وهي خير شاهد على ذلك .
نقل : ظميان غدير
مواقع النشر (المفضلة)