الأجواء الرمضانية تنتشر في البلدان غير الإسلامية
ففي الهند تغمر الفرحة جميع المسلمين منذ الإعلان عن رؤية الهلال، ويداوم المسلمون في شبه الجزيرة الهندية على صلاة التراويح ويواظبون عليها بدرجة تجعل المساجد أكثر عمرانا من الأيام العادية، كما يتسابقون في ختم القرآن الكريم ولكنهم يقرؤونه بسرعة كبيرة تجعل غيرهم من المسلمين لا يفهمون ما يقولونه. وتشتهر المائدة الهندية بأكلات خاصة في الإفطار والسحور أهمها شوربة «الغنجي» التي تُصنع من دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات ثم تطهى في الماء.
وفي الفلبين يعتكف المسلمون في المساجد ويضيئونها بالأنوار تأكيدا لهويتهم الإسلامية في مواجهة الحرب ضدهم، ومن أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها بل وجعلها مركز التجمع العائلي فتصبح داراً للعبادة وللتعارف بين المسلمين، أيضًا يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح واصطحاب أبنائهم إلى أدائها ويرتدي الأطفال ملابس مزركشة ويمسكون الفوانيس في أيديهم ويتوجهون إلى المساجد ليستقبلوا المصلين، ومع قرب انتهاء الشهر الكريم يبدأون في إخراج زكاة الفطر ويجمعونها من بعضهم البعض ثم يعطونها لشيوخ المساجد كي يوزعونها على المستحقين كل بحسب حاجته. ومن أشهر أكلاتهم المفضلة على المائدة الرمضانية طبق «السي يوان سوان» الذي يصنع من الأسماك أو اللحوم، وكذا طبق «الكاري» الذي يصنع من اللحم والبهارات، أما مشروبهم المفضل فهو الحليب بجوز الهند والموز.
في اليابان تحرص المساجد على فتح أبوابها أمام المسلمين وغيرهم من أجل تعريفهم بالدين الحنيف، كما تنظم المساجد موائد الإفطار الجماعي من أجل زيادة الروابط بين المسلمين، كما يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح والقيام منذ بداية الشهر، ويتم جمع الزكاة من المسلمين وإنفاقها في دعم العمل الإسلامي، وفي الأيام العشر الأواخر تبدأ التنبيه على صلاة العيد التي أصبحت تقام في الحدائق العامة مع تزايد اعتناق اليابانيين للإسلام.
وفي المركز الإسلامي باليابان توجد لجنة دائمة تسمى «لجنة رمضان والعيدين» ومهمتها بحث الاستعداد لرمضان واستقباله واستطلاع هلال الشهر الكريم ويجيب المركز على الاستفسارات التي ترد له من المسلمين في مختلف أنحاء البلاد حول مواقيت الصلاة والصوم، ويوزعون إمساكية الإفطار والإمساك على مرتادي المساجد والتجمعات الإسلامية، إضافة إلى قوائم بالمطاعم والمحال التي تقدم لزبائنها الأطعمة الحلال.
وفي الصين يتمسك المسلمون بالصوم في شهر رمضان ويواظبون على تعليم أبنائهم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ويتم تحديد أول أيام شهر رمضان بإجماع علماء المسلمين هناك، وبحلول الشهر يؤدي المسلمون صلاة التراويح في جماعة عشرون ركعة، وتقوم المساجد بواجباتها الدينية ونشر مواقيت الصلاة والصوم بين المسلمين، كما تنظم المساجد العديد من الأنشطة الدينية مثل حفلات قراءة القرآن الكريم قبل صلاة التراويح والدروس الدينية التي يقوم بها بعض الوعاظ الوافدين من الدول العربية.
وفي تايلاند يشكل المسلمون نحو ثلث أفراد المجتمع ويضاعفون من ممارسة شعائرهم الدينية في هذا الشهر الكريم ويواظبون على افتتاح مسجد جديد في كل مدينة وقرية كل عام في شهر رمضان، ويحملون الأشخاص الذين حفظوا القرآن الكريم كاملا على الأعناق ويطوفون بهم في الشوارع كي يشجعون غيرهم على حفظ كتاب الله.
وفي أول أيام شهر رمضان تذبح جميع الأسر المسلمة في تايلاند ذبيحة ابتهاجا بحلول الشهر الكريم حتى ولو كانت طيرا فيما تخرج النساء والرجال أمام المنازل للإفطار في جماعات غير مختلطة في مظهر يشهد على الروابط القوية بين المسلمين في هذا البلد.
مواقع النشر (المفضلة)