قرب البحر....وفوق صخرة حملتني وأحزاني..جلست أشاهد منظر غروب الشمس ..التي بات لونها

مائلا الى السواد...وأفكر فيما تنطق به من عظات وعبر ..وأن هي الا لحظات حتى كدت أغرق في

بحر أحلامي فرسمت العالم الذي أريده والواقع الذي أتمناه...وحققت أمنياتي جميعها ..فلا الجبال

الشامخة ولا الصحاري الشاسعة ..ولا الجو الماطر المكفهر...ولاظلام الليل الموحش الذي رأيته

كان قادرا على أن يمنعني من تحقيق أحلامي في الاحلام.

فلقد كنت تارة أميرة لمملكة السعادة قرب القمر..وتارة أخرى فلاحة بسيطة في قرية هادئة ..أجلس بين

الزهور وتحت المطر..فصادقت النحل والشجر ..وتعلمت الحب من الحجر..وتلذذت مع الطيور

بالسمر..ورقصت مع الاسماك في قاع البحر.........

وفي هذا المساء أمسيت أمشي فوق الهواء..مثل النخل شامخة علياء...أتنقل بكل كبرياء..فأعجب بي

الورد والماء..وصرت أنا والليل أصدقاء..حتى لقبنا بجنود الخفاء..فما عاد في عالمنا دماء...والسبب

رضاءنا بالقدر والقضاء..ولما يطل القمر...أغني له أحسن غناء ..فأرى السنابل تصفق في انحناء...

وقبل حتى أن أفكر في نهاية جميلة..لاحلام أجمل ..أبت الطبيعة الا أن تعاقبني على خيالي الواسع...

فأرسلت الي موجة صبت كامل غضبها علي...معيدة بذلك غسل تنورتي ..التي أخذتها قبل مجيئي من

حبل الغسيل...راسمة ابشع نهاية لأجمل خيال واسعد أحلام.

صديقة القمر