أهمية استخدام طرق التدريس الحديثة
هناك عزوف وعدم رضا لكثير من المدرسين عن تدريس الأطفال في المراحل الدراسية، لما يلاقونه من معاناة وتدليل لهم، ولما يحدثه الأطفال من إزعاج وصياح في بداية العام الدراسي ولتخوفهم من العالم الجديد الذي أقدموا عليه.
وهناك بعض المدرسين يعشقون تدريس هؤلاء الصغار في بداية أعمارهم الدراسية ويبدعون في ذلك لأنهم يجدون المتعة في تدريسهم وتوصيل المعلومة لعقولهم بطرق ووسائل خاصة، ولهم القدرة في جذب الأطفال الصغار إليهم وحتي يضعوا الثقة في قلوبهم ونزع الخوف من صدورهم، وصادفني البعض من هؤلاء المعلمين وأذكر علي سبيل المثال معلما كان معي في مدرستي منذ أكثر من عشر سنوات أتذكر اسمه ألا وهو الأستاذ أكرم قدوره سوري الجنسية ، فكان يعشق تدريس هؤلاء الأطفال الصغار ويطلب بنفسه تدريسهم، ومع أنه يلاقي الكثير من المعاناة والمشقة في كيفية التعامل معهم وخاصة في بداية العام الدراسي ولكنه أكرمه الله كان صبورا وحليما وعنده الثقة في نفسه لإقناع الأطفال وجذبهم إليه وحتي يحبونه وينصتون إليه ويتلقون العلم منه، بارك الله فيه وفي أمثاله، فكان يستعمل طرقا ووسائل معينة من صنع يده ويستخدم حركات وأساليب عجيبة تمكن الطالب من الاستجابة إليه وتوصيل المعلومة بسرعة إلي عقله، وبعد مرور شهرين من بداية الدراسة فقط كان طلابه يتمكنون من قراءة أي كلمة أمامهم باللغة العربية، هذا هو المدرس الحق الذي يعشق تدريس هؤلاء الأطفال، فيجب أن يكون نموذجا لباقي المدرسين الذين يقبلون علي تدريس هذه الفئة العمرية من كل عام.
ويجب استخدام مصادر التعلم المتنوعة للوصول إلي بيئة تعليمية صحيحة، يتعامل معها المتعلم، وتتيح له كثيراً من فرص اكتساب المهارات والخبرات، وإثراء معارفه عن طريق التعلم الذاتي، حيث أن الهدف الذي من أجله تم تأسيس مراكز التعلم، هو توفير بيئة تعليمية مناسبة تتيح للمتعلم الاستفادة من أنواع متعددة، ومختلفة من مصادر التعلم، وتهيئ له فرص التعلم الذاتي، وتعزز لديه مهارات البحث والاكتشاف وتمكن المعلم من اتباع أساليب حديثة في تصميم مادة الدرس وتنفيذها وتقويمها، هذا بطبيعة الحال يتطلب من المعلم تغيير طريقة التدريس التقليدية ( المحاضرة) وتطبيق طرق تدريس أكثر فاعلية وإتاحة الفرصة للتعليم الذاتي والمعنوي.
ومن أهم أسباب عزوف المعلمين عن استخدام مركز مصادر التعلم :
قلة حث الإدارة المدرسية للمعلمين لاستخدام مصادر التعلم. وقلة وجود برامج لبعض المواد. وعدم اقتناع المعلم بفائدة الوسائل التعليمية. وكسل المعلم في إعداد الدروس في مركز مصادر التعلم. ونظرة المعلم الخاطئة لمصادر التعلم واعتبارها مكانا مخصصا لشغل حصص الاحتياط. وخوف المعلم من الخروج عن النمط التقليدي في التعليم.
كثرة نصاب المعلمين من الحصص. وعدم تمكن المعلم من استخدام الحاسب الآلي.
عدم اقتناع المعلم بفائدة الوسائل التعليمية ومتابعة التغير المستمر سنويا في المناهج الدراسية مما يتطلب إعداد الدروس سنويا.
ويجب تشجيع الأبناء علي الحوار دون إشعارهم بأننا نتدخل في حياتهم باختيار الوقت المناسب، فالأطفال أكثر انفتاحًا بعد المدرسة، حيث يكون كل شيء حاضرًا وواضحًا في أذهانهم، فإذا كنت أبًا أو أمًا، حاول عمل محادثة مع أولادك في هذا الوقت بشكل منتظم.
أما بعض الأطفال فيفضل أن يحصل علي فترة من الراحة والهدوء بعد المدرسة فإذا كان ابنك من هؤلاء الأطفال فامنحه فرصة للحديث، إما علي مائدة الطعام أو قبل النوم، وتكون أسئلتك محددة ومباشرة مثل: كيف كانت قراءتك للدروس اليوم ؟
ما الكتاب الذي قرأته اليوم ؟ كيف استطعت حل مشكلة الحساب الصعبة ؟ فلا تسأل أسئلة عامة، حدد أسئلتك، ولكن هناك بعض الأسئلة لا يجب طرحها أبدًا مثل- من حصل علي أعلي درجة بالصف؟ لماذا حصل صديقك علي علامات أكثر منك ؟ هذه الأسئلة وغيرها قد تشعر الطفل بالنقص والضعف.
ويجب علي المدرس وخاصة مدرسي الصف الأول أن يكون أباً وأخاً لهؤلاء الأطفال قبل أن يكون لهم معلما، ولابد أن نزل إلي مستواهم العقلي وذلك بتبسيط المعلومة مستخدما الأنشطة المختلفة المحببة لدي التلاميذ مثل التلوين والرسم والمعجون وغيرها من الوسائل الأخري. والله المستعان وبارك الله في الجميع. وجزاكم الله كل خير.
مواقع النشر (المفضلة)