- - >> وفـــــاة المــلك بـــلالايكــــا < - أدب ساخر ..
.
.
الفصل الأول
---------------
قُتل ملّكنُنا يا زعيم مات الملك ( أناكوندا ) ملك بلاد ( كوسستان ) . وأصبح الشعب في حاجة لحاكم يعيد الأمور إلي نصابها .. وقد تم إختيارك أنت لتكون ملكنا القادم ..
بلالايكا في ذهوول ...... أنا ..!!
نعم أنت ... ليس هناك من هو أحق منك فأنت صاحب الفضل في معركتنا الاخيرة مع أكلي لحوم البقر .. بالصباح سوف يتم إعلان هذا الخبر في صدر كل الفراخ المشوية وعلي كل خطوط التليفونات المجانية ...
المشهد التاني
------------------
وجد ( بلالايكا ) نفسه مسيطراً علي الوضع وممسكاً بزمام الأمور فكل من كبار البلد خلفه يريدون أن يحلبوا كنوز الحكم ويتمرمغوا في ترابه الذهبي البراق ..!
وكان ( بلالايكا ) عند حسن الظن فقد فطن إنه ولّيَ ملكاً على شعب يملك من المتمردين القليل وأن السجون مازالت تفتح زراعيها وتنادي كل مثقف واعد أو سياسي معارض أو كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن هذا الوطن وسلامة بلدنا العزيز ( كوسستان ) من خلال كلمة حق صادقة ..
ولأنه يفهم اللعبة جيداً - جعل المثقفون في الهامش - فقد أغلق عليهم بابهم وجعلهم بعيدين عن الشعب وقام بتشتيتهم في البلاد خائف من أن يعودوا إلي عقولهم من خلال وعيهم وإدراكهم بالأحداث الجارية . فأطاح بالرموز ودمر الموهبة وأشعل الفتن وجعل شعبه في حالة صراع مع الحياة للحصول في النهاية علي كسرة خبز مدعم بالرمل والزلط وللأسف نجح ( بلالايكا ) في أن يستمر في نظام حكمه ( 30 عاماً ) إستطاع فيها أن يقطع حلقة الوصل بين القديم والجديد بعد أن دبح القطة لشباب بلده في فترة شهر العسل ، أصبح الكل خائف ، يهاب من لا يستحق المهابة ويجري خلف أشياء تافهة ليس لها وجود في الأبداع أصبح الأستهلاك هو السيد في البلاد وباتت بلاد ( كوسستان ) هي بلاد الواسطة والمحسوبية ، والصدأ أصبح هو العلامة المميزه لمبدعين هذا العصر ...
هذا غير أعوانه والذي أطلقهم علي الشعب لكي يينفذوا كل مطالبه وجميع مخططاته الجهنميه ..
.
المشهد الثالث
-------------------
لاحظ ( بلالايكا ) علامات العجز وخطوط الدهر علي وجهه وأصبحت كلماته بطيئة وابتدي الطرش يصيب أذانه . فكر ... يا تري إن تركت مقاليد الحكم لغيري وبدون تخطيط سيأتي بعدي من يفضحني ويهدم مملكتي الكبيرة ، ومش بعيد كمان يفتحوا ملف الملك المقتول ( أناكوندا ) . إلي أن أوصله تفكيرهـ إلي إبنه الصغير ( جمالايكا ) فهو أفضل من أخيه الكبير ( علالايكا ) الذي يهتم بالبيزنس ويفرض أسلوب القوة ويستغل موقعه كأبن أكبر للملك للوصول لمبتغاهـ ..
نعم ( جمالايكا ) هو الرجل المناسب لكن .. تبقي هناك ثغرة كيف نجعل الشعب يوافق علي هذهـ التغييرات .
واستطرد ، لما لا يوافق..؟! فالشعب أصبح جسداً هزيل وأعضائه الحيويه في حالة توهان ... وأصبح الذي لهم الحق في الاختيار هم 2 مليون شخص من أصل 72 مليون هم تعداد هذا البلد ..
ثم سأل نفسه ماذا لو فكر الشعب في ثورة ..؟ وأجاب في نفسه : إذا فليجلس علي العرش بالقوة المقنعة .. سنترك الشعب يرفض ويرفض إلي أن يختار بالنهاية ما يرفضه .. هذه هي السياسة ..
.
.
الفصل الثاني
.
( المشهد الأول )
خرج ( جمالايكا ) علي الشعب بحكمة قديمة مستخلصة من حدوتة بايخة وهي ( قل نحن ولا تقل أنا ) سئـم الشعب الحكاية وادرك من البداية نهاية الحدوتة وبدء في الحديث والنقاش الطويل .. هذا يرحب .. وهذا يرفض .. وهذا يسخر .. وهذا يلوم.. وهذا يريدها خرابة ليس لها حاكم ولا رئيس .. يا له من شعب ذكي يفهمها وهي طايرة قبل أن تحط علي العقل ..
.
المشهد الثاني
-------------
تعيش ( كوسستان ) عاشت كوسستان حرة مستقلة وجاء الخبر عبر الشبكات الخارجية وليست الداخلية من الوصلات اللاسلكية ينقل للمستمعين وفاة الملك ( بلالايكا ) أقدم ملك عرفته البشرية في العالم ، وقد أوضح التقرير وفاه الملك إكلينيكياً وهو الأن ينازع الموت إستعداداً لملاقاة رب كريم ..
بدء الكل في التهامس يسردون الاحداث في القهاوي والجامعات في أماكن العمل ، وبين جدران الكافيهات الممتلئة بدخان الشيشة والأصوات العالية . هناك من لا يعرف معني إكلينيكياً .. معتقدين إنه مات لكنه سوف يقوم بحكم البلاد من داخل القبر ..
وهناك من يرفع يداه لله يشكرهـ ويستعطفه أن يأخذ هذا الملك الفاسد ، ولا يحمل همُ من سيأتي لأنه بالتأكيد الأمور سوف تتغير فمهما كان أسوء لن يصل لسوء ( بلالايكا) حتى وإن كان إبنه ( جمالايكا) ، وهناك من يشجب ويعلن أن الخبر كاذب وأن تقريبا هناك تشابه في الأسماء وأن الملك ( بلالايكا ) أمد الله في عمره لازال حياً يرزق وهو اليوم يفتتح معبد جديد في ( وادي الخوف ) .. في الوقت الذي أكدت فيه مصادر خفيه تعود إلي كهنة هذا المعبد .
أن الأفتتاح هذا تم من فترة وإنه (ريكوورد) وليس ( لاايف ) وكلها لعبة جديدة من الملك للأستخفاف بعقلية شعبه المسكين .
وهناك من يقول يا جماعه ( جمالايكا ) هو ملكنا ، ومفيش غيرهـ واحد غيرهـ مش عايزينه .. دهـ إنسان رائع وأخلاق هيخلينا نشوف عز ما حدش شافه قبل كده ، والايام الحلوة هترجع تاني بس أصبروا عليه .
.
المشهد الثالث
-----------
المثقفون لازالوا صامتون بعد ان تراكمت عليهم كتبهم ودفنهم تراب المعرفة وبخلوا أن يفيدوا الأخرون بما تعلموه فأصبحوا في عزلة عن المجتمع .. وأصبح الأشهر الأن من يغني للحمار ويصفق للمطربة العارية لكي ترقص لا لتغني .. نسووا أن رسالتهم هي إخراج شعبهم الجاهل من الظلام إلي النور وليس ان يهربوا هم بأنفسهم وأقلامهم إلي الظلام ..
أصبحت كوسستان علي صفيح ساخن الكل ينتظر .. إعلان الخبر الصحيح ومثلما ينتظر الجميع . بدى الأقتناع على كل من يتابع أن الملك التالي هو ( جماليكا ) شيئاً مثير للسخرية الكل يعترض علي شيئاً وبالنهاية يقتنعون به ..! - مثلما ظن ملكهم بهم - اصبحوا كما من يسألك في فضول ما الشيء الأسود الذي يملاء هذا الفنجان فترد عليه بأنه شاي سيلاني فاخر .. يجادلك ويقول لك لا ده عرقسوس مصري ..
....
.
الفصل الاخير
-------------
تنتقل العدسات داخل القصر تسير بين الكراسي المطلية بماء الذهب أسفل اللوحات الباريسية المعلقة علي الجدران ، تصعد درجات السلم المغطى بالسجاد الأحمر في بطـء وترقب ... إلي أن تدخل الغرفه رقم( 111 ) لنجد جميعاً أن الملك ( بلالايكا ) جالساً مثلنا يستمع لحديث رئيس الكوبانية وهو يضحك ويسخر بصوت عالي كالمخمور .. ما أراده قد حدث .. دار النقاش كثيراً عنه .. وعن من يخلفه في الحكم ... ثم نهض من كرسيه
وقال أيها الشعب هذه شائعة تستهدف زعزعة سلام البلد وأمنه وأني من هنا لازلت أؤيد كل مواقفي تجاه الشعب لكي أحميه من الأسعار واوفر له هذا الرغيف الذي لطالما نحيا به ولا يهمنا التطور الذي وصل له غيرنا لاننا مؤمنين دائماً اننا الافضل وأن كنا لا نستحق هذا .. فيكفينا أن نري انفسنا دائماً الافضل ..
تصفيق حاااار وبعض الدموع المسروقة من زجاجات قطره العين ... ثم ...،،،
.
ستااااااااااااااااااااااااااااااار
.
همسه بعيدة عن أذان الملك
.
إن تركنا أنفسنا نهتم فقط بما يقال وبما نسمعه .
سنظل كاللوحة التشكيليية البوهيمية .
نحمل داخلنا فكرة رائعة لكننا لا نريد ان نفهمها ..!!
.
.
كانت هذهـ مسرحية من وحي خيالي حول الأحداث التي تمر بنا يومياً وليس لها أي أساس من الصحة إلا من كان يملك الفكر والوعي الكافي لفهمها . وأيضاً أتمني أن تنال رضاكم وأرحب كثيرا بنقدكم الذي يصحح لي أخطائي ..
قلم ـكم الحر
.،
عاشق الألم
( ماجد علي )
.
مواقع النشر (المفضلة)