{ قبل أنتم عمـامنا .. واليوم حنآ عمامكم }
فــي الرابــع من نوفمبر 2008 ... أحــتفلت أمــريكا برئيسها الـ ( 44 ) .. ولكن هذه المره رئيس مختلف عن سابقيه .. لأول مره يحكم أمريكا رجل أسود !
هذا الفـوز أعتبره الكثير من الـسود .. أنتصاراً تاريخياً لهم بعد سنين العبوديه والظلم التي عاشوها .. ليس في امريكا وحدها فقط بل في كل أنحاء العالم .
لدرجــة أن زميل لي في العمل أسود البشره.. كان ساهراً طوال الليل يتابع نتائج الاقتراع لحظةً بـ لحظه .... وهـو يرفع يديه للسماء يدعوا لأوباما .. بالنصر !!! أتانا في العمل ومعه أنواع مختلفه من الحلويات أبتهاجاً بنصر أوباما .. الذي اعتبره حسب تعبيره بمثابة النصر لجميع السود في العالم .. بعد الظلم والأضطهاد الذي عاشوه !!
وقال ممازحاً لنا ... (( قبل أنتم عمامنآ .. واليوم حنا عمامكم )) لان أوباما زعيم القوه العظمى بالعالم!!
ألف مبروك لصديقنا بفوز اوباما
ولكـــن دعونا نسترجع التاريخ قليلاً أقــصد تاريخنا الإســلامي والعربي !
لــم يحكم مــسلماً أســـود بأستثناء كافور الأخــشيدي الذي كان حاكماً لمصر في عهد الدوله الاخشيديه
امتدحه المتنبي ثم هجاه.و كان من أشهر ابيات الشعر التي هجا بها المتنبي كافورا:
لا تشتري العبد إلا و العصا معه .......... إن العبيد لأنجاس مناكيد
إذاً .. هل نحن المسلمون عنصــريون !!
فهــذا التاريخ أمامنآ الدوله الامويه والدوله العباسيه والعثمانيه ... والدويلات ..لايوجد للســود فيها .. شيٌ يذكــر !!
لماذا لعــدم تقبل المسلمين هذا الشيء !
حتى في وقتنا الحالي لو ننظر إلى الانتخابات التي تقام في الدول العربيه .. وحتى الانتخابات البلديه التي أقيمت في بلادنا ... لانجد للســود فيها مكان !
حتى في مناصب الدوله لا توجد لهم مكانه تذكر !
نعـــم العنصــريه الجاهليه فينا إلى الآن نرفض قيادة السود لو كانوا أحراراً من مئات السنين !
أسواق النخاسه كانت تنتشر في البلدان الاسلاميه والعربيه .. يبيعون العبيد فيها .. كالسلع ... وهم مختطفون ومسروقون عنوه !
(( تحدثت ذات يوم مع رجل أسود كبير في السن .. وقال لي انه كان صغيراً جداً بالسن لم يتعدا الخامسه من عمره .. ويقول كنت نائماً بجانب أمي .. وأتوا رجال لا أعلمهم وخطفوني من حضن أمي .. وكانت تبكي ..وتحاول أن تمنعهم ولكن لم تستطع .. وباعوني .. وأشتراني رجلٌ وعملت لديه .. وبعد أن بلغت رشدي أعتقني لوجه الله ..)) وهو الآن يحمل أسم هذا الرجل الجليل !
هذا كآن حالنا .. سابقاً نبيع ونشتري البشر !
إلى أن صدر القرار من هيئة الأمم المتحده بمنع تجــارة العبيد .. وأعــطاء كل عـــبد حــريته !
وهذا القرار ألزم كل الدول الاعضاء بالأمم المتحده بتنفيذه وإلا كانت هناك أجراءات اخرى ضدهم ..!
وتمت بموجبه منع تجارة العبيد هنا في السعوديه .. في عهد الملك فيصل !
أكــتب هــذا المــقال اعـــجاباً في كفــاح الـــسود في أمــريكا .. حيث لم يكلوا ويملوا من المطالبه بحقوقهم . فمنذوا ان اعطاهم ابرهام لنكولن حريتهم ووثقها في الدستور الامريكي وتعرض بسبب هذا القرار للأغتيال من ابيض عنصري متعصب .
قامت انتفاضة الملايين في أمريكا بقيادة مارتن لوثر كينج في عام 1963 م مطالبه بانهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته.. واغتيل بسبب هذا المطالبات عام 1968..!
ولكن لم يتوقفوا بني جلدته وواصلوا .. المسيره بعــده
وهاهم الآن في 2008 يجنون ثمار كفاحهم .
إذاً فمتى يطبق المسلمون عدالة دينهم ويقبلون حكم او قيادة انسان اسود..؟!
كــتبه الفـقــير لله /
هيبة مـــلك
مواقع النشر (المفضلة)