لا تجبر ولدك أبدا ً
معظم الآباء يرغبون أن يحقق أولادهم ما لم يتمكنوا هم من تحقيقه ويمارسوا على أولادهم متابعة وضغطاً محاولين نفخ روح الاستعداد لتحقيق هذه الرغبة.. وينسون أن لأولادهم طاقة لها حدودها.. ولهم ميول ورغبات لا يجوز إهمالها.
فوق كل هذا يقارنون بين أولادهم وأولاد الجيران.. إن هذا يترك من حيث لا يدرون آثاراً سلبية غاية في العمق.. ان عملية المقارنة تسبب إحباطاً.. وحين يفشل الولد في اللحاق بمن يباري سوف تتسلل عوامل الفشل إلى ذاته.
فمن العبث أن يطالب الأب ابنه بما هو فوق طاقته.. انه إذا ضغط عليه ليحقق مايريد لا ما يريد ابنه سيفشل وهو أيضاً سيفشل.
لا بد أيها الأب أن تكون حريصاً على أن تشجع طاقات ولدك.. فلكل مخلوق طاقات وميول تختلف عن الآخر حتى ولو كانا أخوين ويتربيان تحت مظلة واحدة.. فإذا درست ميوله ورغباته وتركته يختار طريقه بحرية فإنه سيقبل على دراسته بشغف وسينجح.. وأما إذا حاولت أن توجهه في عكس التيار فإنه سيفشل.. وبالتالي ستخسر ولدك.. وستعيش معذب الضمير لأن طموحك كان سبب فشله.. ذلك انك إذا أكرهته على طريق لا يرغب فيه فإنه سيكره العمل ولن يبدع.. وقد يسقط في منتصف الطريق ويتعثر.
واعلم أن كل الأعمال والألقاب تتساوى في مواقعها.. ان الطبيب والمحامي والمهندس والأديب والتاجر كلهم في موكب العطاء والإنتاج سواسية.. فسوق العمل مفتوحة لهم جميعاً ليأخذ كل دوره فيها.. وان مقياس اعتبار كل منهم يكون في إبداعه في مجال اختصاصه وإنتاجه.. وان المردود المادي في أي موقع يتوقف على مقدر إخلاصه وإبداعه وإتقانه في عمله.
لذا عليك أيها الأب أن تحترم رغبات وميول ولدك.. فإن فعلت ذلك فإنك تعمل على تحريك الدافع الذاتي لدى ولدك.. وهذا الدافع يريحك من المتابعة والتوتر ويريح ولدك من الانفعال.
مواقع النشر (المفضلة)