[align=center][align=right]السلآم عليكم ورحمة الله وبركآآآته

[rams]http://audio.islamweb.net/audio/islamweb/AudioFiles/UUID/52058926381857623.ram[/rams]
http://audio.islamweb.net/audio/list...=8552&type=ram

( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ( 3 ) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ( 4 ) )

( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ )

نَزَلَتْ فِي عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ ، حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ ، خِتْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيِّ ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : اللَّهُمَّ اكْفِنِي جَارِيَ السُّوءَ ، يَعْنِي : عَدِيًّا وَالْأَخْنَسَ . وَذَلِكَ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ حَدِّثْنِي عَنِ الْقِيَامَةِ مَتَى تَكُونُ وَكَيْفَ أَمْرُهَا وَحَالُهَا ؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : لَوْ عَايَنْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ لَمْ أُصَدِّقْكَ وَلَمْ أُؤْمِنْ [ بِكَ ] أَوَيَجْمَعُ يجمع اللَّهُ الْعِظَامَ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : " أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ " يَعْنِي الْكَافِرَ

( أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ) بَعْدَ التَّفَرُّقِ وَالْبِلَى فَنُحْيِيهِ . قِيلَ : ذَكَرَ الْعِظَامَ وَأَرَادَ نَفْسَهُ لِأَنَّ الْعِظَامَ قَالِبُ النَّفْسِ لَا يَسْتَوِي الْخَلْقُ إِلَّا بِاسْتِوَائِهَا . وَقِيلَ : هُوَ خَارِجٌ عَلَى قَوْلِ الْمُنْكِرِ أو يجمع اللَّهُ الْعِظَامَ كَقَوْلِهِ : " قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ " ( يس - 78 ) .

( بَلَى قَادِرِينَ ) أَيْ نَقْدِرُ ، اسْتِقْبَالٌ صُرِفَ إِلَى الْحَالِ ، قَالَ الْفَرَّاءُ " قَادِرِينَ " نُصِبَ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ نَجْمَعَ ، كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلَامِ أَتَحْسَبُ أَنْ لَا نَقْوَى عَلَيْكَ ؟ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَقْوَى مِنْكَ ، يُرِيدُ : بَلْ قَادِرِينَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَا

مَجَازُ الْآيَةِ :

بَلَى نَقْدِرُ عَلَى جَمْعِ عِظَامِهِ وَعَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ ،
وَهُوَ ( عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ) أَنَامِلَهُ ، فَنَجْعَلُ أَصَابِعَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ شَيْئًا وَاحِدًا كَخُفِّ الْبَعِيرِ وَحَافِرِ الْحِمَارِ ، فَلَا [ ص: 281 ] يَرْتَفِقُ بِهَا [ بِالْقَبْضِ ] وَالْبَسْطِ وَالْأَعْمَالِ اللَّطِيفَةِ كَالْكِتَابَةِ وَالْخِيَاطَةِ وَغَيْرِهَا . هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ .

وَقَالَ الزَّجَّاجُ وَابْنُ قُتَيْبَةَ :

مَعْنَاهُ :

ظَنَّ الْكَافِرُ أَنَا لَا نَقْدِرُ عَلَى جَمْعِ عِظَامِهِ ، بَلَى نَقْدِرُ عَلَى أَنْ نُعِيدَ السُّلَامَيَاتِ عَلَى صِغَرِهَا ، فَنُؤَلِّفُ بَيْنَهَا حَتَّى نُسَوِّيَ الْبَنَانَ ، فَمَنْ قَدَرَ عَلَى جَمْعِ صِغَارِ الْعِظَامِ فَهُوَ عَلَى جَمْعِ كِبَارِهَا أَقْدَرُ
[/align]
[/align]