لقد خطت السنوات بصماتها على شعرك وظهر الأبيض معبرا عن أيام مضت بحلوها ومرها لكن المرأة يمكنها عدم الاستسلام للاحساس بنهاية المشوار وأن العمر انتهي لان هذه الرحلة يمكن ان تكون بداية لمرحلة أكثر رونقا وجمالا‏..‏

لذلك ينصح المرأة بعدم الاستسلام لفكرة تقدم السن لأن العمر يقاس بالأعمال النافعة لمن حولنا وليس بالشهور أو السنوات‏..‏ فمن استطاعت إتمام رسالتها من تربية الأبناء وتعليمهم ثم زواجهم تستحق الفخر بإنجازها وعليها أن تكافئ نفسها دون جرح أو تكليف أحد الابناء بتحمل مسئوليتها خاصة أن الزمن يحتاج لسعي الابناء لساعات طويلة‏..‏

وقد لا يمكنهم ذلك من الالتفات للخلف حيث الأم والأب ونحن لا نلوم الجيل لأنهم ابناء عصرهم لذلك يجب أن يكون للمرأة عالما خاصا بها ينبض بالأمل في علاقاتها بالأقارب والأصدقاء والبحث عن زميلات الدراسة وخلق مجتمع جديد لأن من تريد القضاء علي نفسها فلتعش الوحدة فهي أكثر المعاني إيلاما للنفس بل جلدا للذات لمجرد فكرة تقدم السن وحتي لا تقع المرأة في مصيدة الشعر الأبيض فعليها إدراك أن لكل مرحلة عمرية جمالها ورونقها طالما القلب ينبض بالحب للحياة‏..‏ وخير مثال لذلك هو مساعدة المحتاجين سواء المقربون منها أو عن طريق اشتراكها في إحدي الجمعيات الأهلية لخدمة الأيتام أو المسنات لأن المعاني النبيلة متبادلة‏..‏ فما تمنحه للغير سيضف عليها السعادة والرضا بل الشعور بأهميتها ودورها الذي لا ينقطع لمجرد تقدم سنها إضافة للمشاعر التجمعية التي تشيع الأشباع النفسي بأهمية كل واحدة في كل ما يثار من احاديث الجدات والحنين للذكريات‏.‏


والذكريات المريرة مرت بحياة المسنة وعليها وضع أبواب حديدية علي الماضي الذي يسبب ألمها فإذا أحسنت المرأة قضاء أيامها بأمل واشراق كان غدها ومستقبلها أكثر تفاؤلا لأن كل فجر يأتي يعتبر أملا في الأفضل‏..‏ وينصح المرأة بأن تدرك أن عبء الماضي إذا أضيف إلي الحاضر ضاع المستقبل وحلت الأمراض والاكتئاب والانسحاب من الحياة والشعور اللا إرادي بالرغبة في الموت لإنتهاء الدور وهو فكر خاطئ يجب ألا يراود عقل المرأة التي يمكنها فعل المستحيل لتأكيد وجودها وعطائها المستمر الذي لا توقفه خصلات بيضاء‏.‏