تايـهٍ وهمومي الغبرا بوسط المعمعه
قبل اربع ساعات تقريباً بديت جولتي الأنترنتية ، وكانت بدايتي تشييك على اشاعة نشرتها بالأنترنت امس ، وسبب نشري الأشاعه كان لأهداف سامية وبنفس الوقت لأهداف إنتقامية والحمد الله لقيت أن الإشاعة مشت امورها وهي بالحقيقة كانت عبارة عن نشر خبر اشاعة كاذبة ونسبتها لموقع ينشر اشاعات واكاذيب ، وانا كنت بس ابي اوريهم ( اصحاب ذاك الموقع ) ان الواحد ماله داعي ينشر اشاعات ويكذب . وبعد ما تطمنت على نجاح اشاعتي قمت اقرأ اتصفح الإنترنت واقرأ بالمقالات والمنتديات والجرايد ، وفيه مقال من المقالات الي قريتها كان لتركي الدخيل .
كتب الدخيل مقال اليوم وختم مقاله بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا قال الرجل : هلك الناس فهو أهلكهم ) .. فأنا رحت ابحث بقوقل عن معنى اهلكهم وشوي شوي مع البحث لقيت كلمة اهلكهم ودتني لكملة ضيعهم ، وضيعهم وصلتني لأمور وسوالف كثيرة .
طبعاً لما قريت الحديث هذا جاء في بالي امور كثيرة منها قول الإعلامي الشقيري أن 70% من السعوديين والسعوديات لهم علاقات محرمة ، مروراً بالكثير من الناس الي يقولون أن الشباب ضايع وداشر ، ونهاية بأخوان وشيوخ هداهم الله يوصفون المجتمع السعودي بأنه مجتمع إمعة وليس له هويه وتقوده افكار صليبيه و ... إلخ
الآن اشوف كثير من الشيوخ بارك الله فيهم وهداهم يرددون كثيراً بأن المجتمع السعودي مستهدف وهناك مؤامرات تسعى ضده لنشر الفساد والفتنة والإنحلال فيه وانه فسد كثير من الناس بسببهم ، الشيوخ كانوا يقصدون بالي يبون يفسدوننا ويخلوننا مجتمع منحل وما عنده اخلاق هم الكتّاب الي بالجرايد والي بالتلفزيونات وبعض القنوات و حكاية أنهم مفسدين ويسعون للأفساد خصوصاً جريدة الجزيرة والرياض والوطن وقنوات كثيرة mbc و lbc وغيرهم .
المهم انا بصراحه لما تعمقت اكثر بالأمور هذي وردهم على بعض ( اقصد رد الشيوخ ورد الكتّاب الي يقولون عنهم مفسدين ) وسبهم وشتمهم وهمزهم ولمزهم لبعض ، تذكرت الحديث الي قبل شوي وانا ابحاول ابينلكم ليش تذكرت هذا الحديث وما هو وجه الدلالة بينهم وبين الحديث .
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( إذا قال الرجل : هلك الناس فهو أهلكهم ) ، وانا اعتقد أن كثير من الشيوخ الله يهديهم والي انا متأكد أن نيتهم خير ونيتهم طيبة وزينة ، لكن المشكلة أن المجتمع والناس العاديين لما يسمعون كلام الشيخ فلان عن الجريدة الفلانية او الكاتب الفلاني او القناة الفلانية ويقوم الشيخ يقول هذولاء بهم وبهم وهذولاء يبون يفسدوننا ويضيعون هويتنا و .... إلخ من الكلام هذا .
ولما يروح الشخص العادي من هذا المجتمع يقرأ للكاتب الي قال عنه الشيخ او يتفرج على ذيك القناة والي قال عنهم الشيخ يبون يفسدوننا ، فما راح يتبين له أن الكاتب هذا فعلاً يبي يضيعنا ويدمرنا او القناة فعلاً تبي تنشر الفساد بيننا
لكن انا اتوقع ما راح يتبين للشخص العادي أن الجرايد والقنوات تبي تفسدنا وتضيعنا وطبعاً كارثة ومصيبة كبيرة جداً إذا ما تبينله أن الجريدة او الكاتب او القناة ما يبون يفسدوننا ، لأن راح يبدأ يشك بالشيخ بكل شي وبكل كلام او فكر او رأي يقوله الشيخ لأنه راح يفقد ثقته ومصداقيته بالشيخ ، وانا اتوقع ما راح يتبين للشخص العادي الأمور الي قالها الشيخ لسببين :
السبب الأول :
أن الكتّاب او القنوات قد يكونوا فعلاً يبيون يضيعون هويتنا وينشرون الفساد والإنحلال بيننا ، بس طبعاً ما صار كتّاب و إعلاميين ولهم عمود يومي او برنامج يومي إلا لأنهم اذكياء وذهينين ويقدرون يمررون رسايل في كتاباتهم وكلماتهم هدفها نشر الفساد والضياع ، بس المشكلة أن الشخص العادي ما راح ينتبهلها ، ولكن الشيخ إذا كان مطّلع وملاحظ امور وفاهم الكاتب وش يقصد فيطلع الشيخ ويقول هذا يبي يضيعنا ويفسدنا وكذا وكذا بدون ما يبين للناس كيف وليش ومتى هذا الكاتب يبي يسوي اهدافه، وكثير من شيوخنا للأسف ما يردون الحجة بالحجة ويفندون الكلام ويردون ويناظرونهم ويحاورونهم ويبينون اهدافهم بشكل منطقي يقبله المتلقي العادي ، فقط يكتفون بقول أن فلان يبي يضيعنا ويفسدنا و..... إلخ
السبب الثاني :
انه الكاتب ما يبي يضيعنا ولا يدمرنا ويفسدنا ولا شي ولكن الشيخ فهم واستنتج انه يبي يدمرنا ولكن القارئ والشخص العادي ما فهم كذا واحسن الظن بالكاتب .
لذالك في كل الحالتين راح يلقى القارىء والشخص العادي أن الشيخ مبالغ في الأمر وأن الكاتب او الإعلامي اهدافه وكلامه سليم .. وهنا الخطوره .. خطورة أن الشخص وعقله الباطني يقبل كلام الكاتب فلان ويرفض كلام الشيخ ، وهذا هو الي حاصل فعلاً وانا ابوضحلكم كيف ...
الحين لو نلاحظ ما شاء الله مع النت والحركات هذي ، طالع جيل جديد يقرأ ويفكر واذكياء ، هذولاء الأذكياء الآن هم تايهين حقيقة وبدون هويه حقيقية ، لأنهم يقرأون ويسمعون لناس ولكتّاب واعلاميين وتعجبهم افكار الكاتب فلان وآراءه الإعلامي فلان ، بس يتفاجؤن لما يجي الشيخ ويقول : لا تقرونلهم هذولاء مفسدين ولهم اهداف تخريبية و... إلخ من هذا الكلام ، ثمن يجي هذا الشخص العادي ( التايه ) ما يدري وش يسوي ، لا هو قادر يسمع كلام الشيخ لأن عقله مهو مقتنع أن كتابات فلان وآراء فلان تبي تدمرنا وتضيعنا ، ولا هو قادر يرفض كلام الشيخ لأن فيه خليه بدماغه تقول هذا شيخ وماهي زينه بحقك أنك تعاديه او ترفض كلامه .. فيجلس هذا الشخص المسكين بلا هويه ومتشتت ونلاقاه ساكت وما يعبر عن رأيه لأنه خايف يقولون عنه الناس نفس الكلام الي قاله الشيخ لفلان من المفسدين حسب ما يسميهم الشيخ .
وبينما هذا الشخص ( التايه ) جالس بالزاويه وساكت ومتورط ما يدري هو يطيع هذا الي يقول عنه الشيخ يبي يفسدنا ولا يطيع الشيخ وفجأة يطيح بشله بالأنترنت ولا بالمنتدى يعبرون ويقولون عن نفس الأمور الي هو يبي يقولها .. بس الإشكالية ان هذي الشلة مسميه نفسها ( ليبراليين ) ..!
وهم حقيقه مهم ليبراليين ولا يدرون وشهي الليبرالية ، بس لما قاموا يعبرون عن آرائهم للناس ، فشافوا الناس أنهم لهم نفس آراء ذاك المفسد الليبرالي الي تكلم عنه الشيخ ، فمباشرة اطلقوا عليهم ليبراليين ، وهم جازلهم الأسم لأنه يميزهم شوي وبنفس الوقت يريح بالهم ويخليهم يقولون الي يبون بكل راحه مو مثل اول يجلسون بالزاويه ساكتين .
المهم جاء هذا الشخص ( التايه ) وانضم لهم وقال انا ليبرالي وياويل الي يكلمني ... والمسكين لما يقرأ ردود الناس عليه ووصفهم له وسب الليبرالية ، يجيه تأنيب ضمير ، ويوم بعد يوم زاد تأنيب الضمير عنده وراح يحاول يبحث عن تعريف لليبرالية ، ولما قرأ التعريف لقى أن الليبرالية خطيرة وان تودي للمصخره وللفساد وللدشاره وللإنحلال و.... إلخ .
فالحين تورط هذا الشخص ( التايه ) ، لأنه هو ما يبي هذي الأمور حقة الليبرالية ولا يؤيدها ولا يؤمن بها نهائياً .. فقال مالي الا صديقي فلان اروح اسأله وش السوات ( وصديقه هذا كان ملكع محترف ) .. راح هذا الشخص التايه لصديقه وشرحله الموضوع كامل ....
فقال الحكيم الملكع صديقه :
انت ياحبيبي يسمونك ( ليبرالي مسلم ) مو ليبرالي ساده ، يعني انت ما يصير تقول انا ليبرالي .. لا انتبه .. لازم تقول انا ( ليبرالي مسلم ) ، يعني أنت عندك حرية بس تحت ضوابط الدين ..
استانس وانسبط هذا الشخص التايه وراح يكتب مواضيع ويعبر عن رأيه وهو مرتاح ويقول انه ليبرالي مسلم ..!
بس تفاجأ أن الناس والمجتمع للحين رافضينه ولا يقبلونه لأنه ليبرالي حتى لو خلاها مركبه وقال ليبرالي مسلم ، لأن الناس المسلمين ما يعرفون ولا يعترفون ويرفضون اي شي يمس لليبرالية حتى لو سمى نفسه ليبرالي مسلم .
المسكين الحين زادت حيرته وما يدري وش يسوي وبدأ يكره كل شي ، يكره المطاوعه والشيوخ والليبراليين والعلمانيين واليهود ويكره كل احد لأنه يحس انه ضايع ، يحس انه يملك آفكار بس مو لاقي تيار او مبدأ يتبى هذي الأفكار ، فرجع لصديقه الملكع الحكيم وبدأ يشرحله المعانات الي هو فيها والوضع السيء الي وصل له ...
فقاله صديقه الملكع الحكيم : مافيه إلا حل واحد قدامك ...
وهو أنك الحين تروح تسأل واحد من أهل العلم والدين عن حالك وتشرحله وضعك وتناقشه وتفهمه وش تحس بالضبط ، وهو اكيد بيدلك على الطريق الصحيح
فأنسبط هذا التايه لأن رجع له الأمل ، وفعلاً راح ودق على احد العلماء وقاله ياشيخ انا يعجبني المبدأ الليبرالي بس مو اليبرالي الي تعرفها ياشيخ .. لا انا اقصد ليبرالي اسلامي بحيث اني اعبر عن الحرية بس تحت ضوابط الدين !
فرد عليه الشيخ وقاله :
يا ولدي أنت كذا اخليت بشرط من شروط الليبرالية وانت كذا مو ليبرالي ياولدي ، ولا ليبرالي مسلم .. يا ولدي انت مسلم معتدل ، انت مسلم وسطي .. انت نهجك اسلامي وليس ليبرالي ولازم تتبرأ من المفهوم الليبرالي ، وحتى الليبرالية نفسها اساساً تتبرأ منك لما تتبنى الأفكار الي تقول انها تعبير عن الليبرالية المسلمة ، هم ما يقبلون بهذي الأفكار لأنهم عارفين ان هذا اسلام وليس ليبرالية .
رح اكتب ياولدي الي تبي والي تفكر فيه وقل انا مسلم وافتخر انك مسلم .. ولا تفتخر انك ليبرالي .
انت حقيقة مسلم ، وتفكيرك اسلامي .. وتأكد أن الأسلام لا يتعارض مع الأمور الي تفكر فيها .. الأسلام الوسطي اليسير الحقيقي لا يتعارض مع ما تفكر به .....
وانتهت رحلة هذا الشخص المسلم بعد ما كان شخص تايه ما يدري هو ليبرالي ولا علماني ولا يهودي ولا مسلم !! كل هذا صار بسبب بعض الشيوخ الي الله يهديهم فيهم كسل شوي ولا يردون على المخالفين لهم ويفندون كلامهم بشكل علمي وبشكل دقيق ، ويكتفون بالأشارة إلى أن فلان من الناس مفسد وليبرالي ، وكسلهم هذا بسبب انه واثقين ومتكلين على أن الناس بتكون معاهم ، لكن للأسف ما حسب حساب أنه بيكون بين الناس شخص مثل هذا الشخص التايه الي قلنا قصته ، لكن ياشيخ أنتبه تقول شخص واحد ولا يضر بشي ، لأنه يمكن يكون ورى الشخص هذا ألف شخص و ورى الألف مليون ، او يمكن يكون كل الناس مثل الشخص هذا ، بس انت ما تدري ، ولا راح تدري الا بعد ما تشوف أن كل الناس صاروا مفسدين .. لكن وقتها ما يفيدك الندم لو ندمت ولا راح تقدر تعدلهم لأنك وقتها ما راح تلقى اساساً احد يسمعلك .
اشكر كل من قرا الموضوع .. واتمنى تكون الصوره وضحت مثل ما ابيها وإن اصبت فمن الله وأن اخطأت فمن نفسي والشيطان .. لكن والله ما كتبت هذا الموضوع إلا بعد ما حسيت أن المرحلة الي حنا فيها خطيرة جداً .
مواقع النشر (المفضلة)