السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكثير منا يقع في أخطاء تجبره على الندم والإلتجاء إلى التوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى

فمن رحمة الله أن جعل لنا شروط للتوبة النصوحة رحمة بنا ألا وهي :

1- الإقلاع عن الذنب ،، 2- الندم على مافات ،، 3- العزم على أن ألا يعود

4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال او غيره .

إخوتي في الله هناك سائل سأل الشيخ ابن باز يرحمه الله عن حديثا سمعه عن الرسول صلى الله

عليه وسلم لمن ارتكب بعض المظالم والأخطاء يقول فيها :

السؤال :

كنت جاهلا ولقد من الله علي بالإسلام، وكنت قبل ذلك قد ارتكبت بعض المظالم والأخطاء وسمعت حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (من كانت عنده مظلمة لأخيه في عرض أو في أي شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم) إلخ . كيف تنصحونني والحالة هذه؟


الجواب :

لقد شرع الله لعباده التوبة من جميع الذنوب، قال الله تعالى:{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}سورة النور الآية 31، وقال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}سورة التحريم الآية 8، وقال جل وعلا:{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى }سورة طه الآية 82، وقال صلى الله عليه وسلم: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)) فمن اقترف شيئا من المعاصي فعليه أن يبادر بالتوبة والندم والإقلاع والحذر والعزم الصادق ألا يعود في ذلك؛ تعظيما لله سبحانه، وإخلاصا له، وحذرا من عقابه والله يتوب على التائبين، فمن صدق في التوجه إلى الله عز وجل وندم على ما مضى وعزم عزما صادقا أن لا يعود وأقلع منها تعظيما لله وخوفا منه فإن الله يتوب عليه، ويمحو عنه ما مضى من الذنوب فضلا منه وإحسانا سبحانه وتعالى، ولكن إذ كانت المعصية ظلما للعباد فهذا يحتاج إلى أداء الحق، فعليه التوبة مما وقع بالندم، والإقلاع، والعزم أن لا يعود، وعليه مع ذلك أداء الحق لمستحقيه أو بتحلله من ذلك، كأن يقول لصاحب الحق: سامحني يا أخي أو اعف عني، أو يعطيه حقه، للحديث الذي أشرت إليه، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كانت عنده لأخيه مظلمة فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)) رواه البخاري في صحيحه.
فالواجب على المؤمن أن يحرص على البراءة والسلامة من حق أخيه، بأن يرد إليه أو يتحلله منه، وإن كان عرضا فلا بد من تحلله منه أيضا إن استطاع، فإن لم يستطع أو خاف من مغبة ذلك كأن يترتب على إخباره شر أكثر فإنه يستغفر له ويدعو له ويذكره بالمحاسن التي يعرفها عنه بدلا مما ذكره عنه من السوء في المجالس التي اغتابه فيها ليغسل السيئات الأولى بالحسنات الآخرة ضد السيئات التي نشرها سابقا ويستغفر له ويدعو له. والله ولي التوفيق.

مصدر الفتوى

وأسأل الله لي ولكم أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا
ويرزقنا اجتنابه ، وأن يوفقنا لكل مايحبه ويرضاه .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

في حفظ الله ورعايته