مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 8

الموضوع: الـ ( كاوست ) و(هولوكوست) الصحافة السعودية

  1. #1
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    4,165
    معدل تقييم المستوى
    5

    Lightbulb الـ ( كاوست ) و(هولوكوست) الصحافة السعودية

    بسم الله الرحمن الرحيم



    موضوعي هذا سيكون طويلاً نوعاً ما لما يحمله .. من مقالات .. وآراء عديدة .. ترد على الحاقدين من المشككين في وطنية الشيخ د . سعد الشثري
    و من يتبعهم من الأمعآت .. المؤيدين !


    أخترت هذا العنوان ( الـ ( كاوست ) و(هولوكوست) الصحافة السعودية ) ..
    لانه لمقال أعجبني لـ :
    د. عادل بن أحمد باناعمة
    عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى


    يقول فيه :


    فاتحة ...
    لم يكن جلالة الملك المؤسس الموحّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله صحوياً فاقعاً ، ولم يكن " متوتّراً أمام حالات الحراك وعجلة التحديث، يسير عكس التيار متعلقاً بقشّة المتوارَثِ عادة وتقليداً " [ العمرو، عكاظ، 12/10/1430]، ولا "فقيهاً طالبانيّاً يستمرئ التخريب والتشغيب والترهيب" [ السالمي، الرياض، 12/10/1430]، ولا "معولاً في يد الحركيين يهدمون به المنجزات ويقتلون به فرحَ المشروعات" [ عبدالله آل ثاني، الجزيرة، 12/10/1430].
    لم يكن صقرُ الجزيرة – رحمه الله – صاحبَ " نظرة هامشية وتغليبٍ للظن بالإمساك بحجة سد الذرائع"، ولا صاحبَ " نظرة آنية تحكم على المستقبل"[ خال، عكاظ، 11/10/1430] ، ويقيناً لم يكن "من الدعاة الصغار الزاحفين إلى المنابر بعلو أصواتهم وليس بعلو حججهم، الفارغين من العلم وإن ادعوه، والمتعطشين لتحقيق مآربهم في الشهرة ولو على حساب سماحة الدين، ونقاء الشريعة" [ المساعد، عكاظ، 11/10/1430هـ].
    لم يكن الملك الموحِّدُ " يرفع الصوت وعيداً وتهويلاً" [ الصالحي، عكاظ، 11/10/1430]، ولا كان صاحب تصريحاتٍ " لا تخرج عن إطار الفتنة التي لم يكن هناك أي مبرر لها سوى الفتنة ذاتها" [ الجحدلي، عكاظ، 11/10/1430] . ولا كان "يرهب الناس بكلمة الاختلاط ويضيق عليهم حياتهم بتجاهل ضروريات الحياة وسنة الكون " [ أبو السمح، عكاظ، 11/10/1430]
    لم يكن الملك عبدالعزيز شيئاً من ذلك أبداً ..
    ومع ذلك فإنَّ سجلاتِ التاريخ تحفظُ لنا قوله في بيان له عام 1356هـ : " وأقبح من ذلك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وترقيتهن ... هذه طريقة شائكة تدفع بالأمة إلى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج من دينه، خارج من عقله، خارج من عربيته "اهـ. [الدرر السنية 14/404،403].
    وهذا الموقف من الملك عبدالعزيز رحمه الله تجاه الاختلاط شبيه بموقف الشيخ الدكتور سعد الشثري الذي استحقَّ به عند أولئك الكتبةَ كل تلك الأوصافِ .
    فهل سيُلحقُ أولئك الكتبة هذه الأوصاف بالملك عبدالعزيز ؟
    أم سيسحبون كلامهم عن الشيخ الشثري ؟
    أم سيرضون – وهذا المتوقع – بالتلوّن ، واختلاف المعايير ، والكيل بمكيالين مادام ذلك يحقق مآربهم ؟
    أين المؤامرة ؟ ...
    من الطريف جداً أن نجدَ طائفةً من المثقفين والكتبةَ يسوطون الإسلاميين ليل نهار بتهمةِ إغراقهم في نظرية المؤامرة !
    واليوم .. ولأجلِ تصريح يتيمٍ لشيخ جليل انتقد فيه مايراه تجاوزاً شرعياً لا يجدُ أحد هؤلاء الكتبة حرجاً في أن يقولَ : " إنَّ ما جرى على قناة المجد جزء من حملة منظمة ضد الجامعة، وهناك آخرون ينساقون وراء البقية، علماً أنهم يعرفون أن القضية ليست اختلاطاً وإنما هناك مشروع تنموي متكامل". [ خاشقجي، تصريح للعربية نت، 10/10/1430هـ]
    وهكذا بجرة قلمٍ تغدو ( حرية الرأي ) و ( التعبير عن الموقف سلمياً ) ( حملةً منظمةً ) و( مؤامرةً مدبّرة ) من أجل إجهاضِ الحلم التنمويّ الكبير !!
    ولستُ أدري – إن كان لابد من الحديث عن مؤامرة – أين هي المؤامرة ؟
    أهي في تصريح يتيمٍ في قناةٍ واحدةٍ جاء جواباً على سؤال هاتفيٍّ ، أم في 19 مقالاً ، تنشر في يومين فقط ، عبر ستة صحفٍ ، بمشاركة ثلاثة رؤساء تحرير !!
    في يوم الثلاثاء 10/10/1430 وفي تمام الساعة 9.47 مساءً نشر موقع (الشبكة الليبرالية السعودية) موضوعا للكاتب سحابة عطر عنوانه: " غلطة سعد الصغير تتصاعد انتظروا صحف الغد خصوصا الرياض "، والمثيرُ في هذا الموضوع – إضافة إلى عنوانه - قول كاتبه: " يبدو أن لدى الصحف توجيهاً بعدم تمرير ماحصل مرور الكرام، ويقول علي العمري في التعليق (16) : " الحملة التي ستقودها الصحف مرضيٌّ عنها من علية القوم" [ حذف الموضوع بعد نشره بسويعات، ولكن صوره ماتزال محفوظة ].
    أيُّ مؤامرةٍ إذنْ يمكنُ أن نتحدث عنها ؟
    (هولوكوست مكارثي) جديد...
    لستُ مهتماً في مقالي هذا بتحرير مسألة ( الاختلاط ) وما إذا كان هذا المصطلح حادثاً أم قديماً ، وما إذا كان ثمت اختلاطٌ حميدٌ تقرّه الشريعة أم لا ؟ فهذه مسألةٌ فقهيّةٌ يتجادلُ فيها الفقهاء ولعلّ فيها مجالاً للنظر.
    ولكن الذي حملني حملاً على الكتابة هو هذه الانتهازيّةُ الفجَّةُ التي مارسها أولئك الكتاب في تعاملهم مع كلام الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري .
    ولأنَّ هذه الحملة الصحفية بهذه الكثافة والتركيز وبهذه الطريقة هي سابقةٌ فريدةٌ في صحافتنا المحلية، فإنّ من المهم التأمّلَ فيها وفي آلياتِها، وفي وسائلها.
    وأوَّلُ مايلفتُ النظر هنا هو (السرعةُ العجيبةُ) في تناول الموضوع، فقد تكلم الشيخ سعد بما تكلَّمَ به مغرب الأحد 8/10/1430هـ، وبدأت الحملة يوم الثلاثاء 10/10/1430، ثم اشتدت وطأتها يوم الأربعاء والخميس والجمعة، يومٌ واحدٌ فقط كان يفصل بين تصريح الشيخ وهذا (الهولوكوست الصحفيّ)، و(المكارثية الثقافية)!
    على أيِّ شيءٍ يدلُّ هذا ؟ الله أعلم !
    وبعد ذلك يمكننا أن نتأمّل في (الوسائل) التي توسّلتْ بها الحملةُ التي كانت تهدفُ فيما يبدو إلى أن يصير الشيخ سعد "إلى مزبلة التاريخ"! وأن يكون "عبرةً لكل متطاول"! على حدّ تعبيرِ ( سحابة عطر ) في شبكة الليبراليين السعوديين، وانظر إن شئت التعليقاتِ الكثيرة في الشبكة المذكورة لترى ألفاظاً من نحو " شاف الضرب في الشثري فاعتبر"!! و"لسه ياصحويين ماشفتو شي"!! مما يشي بأحقاد دفينةٍ حرّكت هذه الحملة.
    مراوغة المصطلحات ...
    الوسيلةُ الأولى هي تزييف المفاهيم والعبث بالمصطلحات.
    فالقارئ لكتابات القوم يجدُهُم ينافحونَ عن (اختلاط) " محبَّبٍ دينياً في الإسلام في العبادات والعادات على حد سواء" [ ابن بجاد، عكاظ، 13/10/1430] ، وقع في " عصر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المساجد وفي ميادين القتال وفي الأسواق والأماكن العامة العامرة بالنساء والرجال"[ جهيرة المساعد، عكاظ، 13/10/1430] ، وأقرَّه "غالبية علماء الدين في العالم الإسلامي،" [ أبو السمح، عكاظ، 11/10/1430].
    بينما الاختلاطُ الذي تُخُوِّفَ منه في الجامعة – ونأمل ألا يكون - هو اختلاطٌ من نوعٍ آخر، لايمكن أن يكون قد حصل في عهد النبوةِ، ولا يمكنُ أن يقرّه فقيهٌ واحدٌ من فقهاء الإسلام، بل ولا يرضى بمثله صاحبُ المشروع نفسه؛ لأنّه قال في يوم بيعتِهِ: (أعاهدُ الله ثم أعاهِدكم أن أتّخذ َالقرآن َدستوراً والإسلامَ منهجاً ). اختلاطٌ وصفه نائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الخارجية بأنه يشبه " جيوباً من ضواحي المدن الأمريكية" [وكالة رويترز للأنباء جدة من سايمون ويب - 30 / 10 / 2007م]، حيث يسمح للنساء والرجال -إذا أرادوا- بالنزول معاً للسباحة ( بالمايوهات)[ د.مصطفى السيد في مقابلة مع قناة دريم لاند]، وقد نبَّأنا مقطع الفيديو الذي انتشر بنوعيّةِ الاختلاط الذي يمكن أن يكون هناك.
    هذه هي المفارقة الأولى إذن ! المخادعةُ – عبر لعبة المصطلح – بتقديمٍ محاولات تأصيليةٍ شرعيةٍ لصورةٍ غير تلك التي يُخشى أن يشهدها الواقع ، لكي يظهر الخصمُ بمظهرِ المتشدِّدِ المتنطِّعِ الأحاديِّ .
    ومن هذا الباب أيضاً أنّ القارئ لهم يجدهم يتحدثون عن كون الاختلاط في هذه الجامعة أمراً هامشياً ثانوياً غير مقصود لذاته، ولايمكنُ أن يفضي إلى السماح بالاختلاط في غيرها من الكليات والجامعات [ خاشقجي، الوطن، 10/10/1430هـ] ، على حين أنهم يصرّحون – وفي اليوم نفسه - بأنَّه بدايةُ تحوُّلٍ في النسيج الاجتماعيِّ كلِّهِ! فـ"المشروع ليس مجرد جامعة ومبنى وطلاب، بل فلسفة تعليمية واجتماعية متكاملة. لأنه عندما تسمح للمرأة بالقيادة داخلها، وبالاختلاط، وتدريسها العلوم الحديثة دون هيمنة، فهذه فلسفة مختلفة وهذه بداية لمجتمع وثقافة سعودية مختلفة".[الحمد، تصريح للعربية نت، 10/10/1430].
    فهل ثمتَ مراوغةٌ أكثر من هذه ؟
    الوسيلةُ الثانيةُ : تحريفُ الكلمِ عن مواضعِهِ
    لقد كان الشيخُ واضحاً جداً في تأييدِهِ لتأسيس هذه الجامعةِ باعتبارها "افتتحت من أجل مصلحة الأمة ، ومن أجل إعادتها إلى ما كانت عليه من ريادة العالم في العلوم قاطبة"، وكان واضحاً في تأكيده أن حديثه عن الاختلاط إنما هو حديث عن " بعض المخالفات الجزئية"، التي لا تمنع "من كانت لديه قدرة على المساهمة في هذه الجامعة أن يحتسب الأجر بالمساهمة فيها"، وزيادةً على ذلك دعا الشيخ للجامعة بالتوفيقِ، وكرر وصفها ووصف أهدافها بالعظمة والنبل أكثر من خمس مراتٍ. [كل ما بين علامات التنصيص من كلام الشيخ سعد].
    ومع كل هذا الوضوح فإن قادة ( الهولوكوست الصحفي ) تحدثوا عن موقف الشيخ "المعادي لجامعة الملك عبدالله"، والمثبط والمشكك " لخطط التنمية التي يرفع لواءها ملك الإنجاز عبدالله بن عبدالعزيز" [ ابو السمح، عكاظ، 11/10/1430]، وزعموا أنَّ الشيخَ ومن لفَّ لفَّه قاموا بـ "تضخيم قضية الاختلاط وتصوير الأمر على غير حقيقته"، و"حاولوا تضليل العامة من خلال تقديم صورة مشوهة لهذا الصرح العلمي "[ خلف الحربي، عكاظ، 11/10/1430]، وأنَّ كلامهم يشعر بـ "أن الدولة بكل أجهزتها لم تقم الجامعة إلا تشجيعاً للاختلاط""[ خال، عكاظ، 11/10/1430]، وأنهم باختصار ينتقصون من هذا الإنجاز ويضعون العصا في دواليبه! [ السليمان، عكاظ، 11/10/1430هـ]!!!
    فبالله عليكم أين تجدون كل هذا أو حتى بعضه في كلام الشيخ ؟
    وكيف تجدون هذا (الكذب) و(التحوير) و(الادّعاء)؟
    الوسيلة الثالثة : استعداءُ السلطة .. والملك شخصياً
    فقد حاول هؤلاء الكتاب جاهدينَ أن يوقعوا بين الشيخ والملك، ويظهروه بمظهر المحادِّ له الخارجِ عن طاعتِهِ، المزايد عليه في حياطته للدين، وزجّوا بالملك في مواجهةِ الشيخ وكأنّهما خصمانِ، وقرنوا بين حديث الشيخ عن الاختلاط وحوادث التكفير والتفجير والتدمير، واستخدموا في سبيل ذلك كله عباراتٍ ملغمةً من نحو " الدعوات المحمّلة بغبار تورا بورا" "[ خلف الحربي، عكاظ، 11/10/1430]، و"الفتنةُ تبدأ هكذا" [ الجحدلي، عكاظ، 11/10/1430] ، والفقه الطالباني [ السالمي، الرياض، 12/10/1430] ، وتهماً ثقيلةً كالمخالفة لـ "فعل رسمي واضح من قبل الدولة" [ الغيثي، الوطن، 13/10/1430]. والتنادي "بالتشكيك في كل خطوة إصلاح تبدأ على هذه الأرض المباركة"! [ الشريف، المدينة، 13/10/1430].
    إضافة إلى كثرة الطرق على ( تعيين الملك ) للشيخ سعد وكأن المطلوب منه هو السكوت عما يراه حقاً ثمناً لهذا التعيين !
    على حينِ أنَّ الشيخ سعد قد أكثرَ في فتواه التي شنعوا عليها من ذكر مآثر الملك عبدالله، وشكره "على هذه الخطوة المباركة"، وكشف عن محبته " العظيمة لخادم الحرمين الذي له منزلة عظيمة وعالية في القلوب لما قدمه للأمة من خدمات عظيمة جليلة". [ مابين علامات التنصيص من كلام الشيخ ] .
    ثم .. هل خرج الشيخ فعلاً على روح نظام الدولة وقراراتها ؟
    ألم يأتِ كلامه مطابقاً للمرسوم الملكيّ ذي الرقم 11651 وتاريخ 16/5 / 1403هـ والمؤكد عليه بالأمرين الكريمين ذي الرقم 2966 وتاريخ 19/9/1404هـ وذي الرقم 759/8 وتاريخ 5/10/1421هـ والمتضمن ( أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ونحوها في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية؛ لأن ذلك محرم شرعا ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد، وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة بغير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه).
    ألم يأتِ كلامُهُ موافقاً لدعوة الملك عبدالله إلى فتح أبواب الحوار؟ وأن يدلي كل إنسانٍ برأيِهِ في إطار الأدب والاحترام ؟
    ألم يأت كلامه موافقاً لكلام خادم الحرمين الشريفين في خطاب البيعةِ حين قال بالنصّ: " ثم أتوجه اليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وأن لا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء"؟
    بل ألم يأتِ كلامُهُ موافقاً لمُراداتِ مؤسس الجامعة التي نلتمسُها من خلاله سؤاله في إحدى الزيارات عن (عدد المساجد) في الجامعة، وحديثه في كلمة الافتتاح عن العلماء المسلمين ودورهم، وعن أنَّ "العلم والإيمانَ لايمكنُ أن يكونا خصيمين"؟
    وفي المقابل .. ألم يخرجْ هؤلاء الكتبة من قبل على العديد من أنظمة الدولةِ وقرارات الملك ؟
    حين أصدر الملك عبدالله توجيهه للصحفيين بعدم نشر صور النساء في الصحفِ هل التزم هؤلاء الصحفيون به أم كانوا ومازالوا يخالفونه وفيهم صحفيون ورؤساء تحرير ؟
    وحين يدعو هؤلاء إلى الاختلاطِ في الأسواق ومجالات العمل المختلفة – دعونا من الجامعة الآن - أليسوا بذلك خارجين على قرارين ملكيين سبقَ أن أشرتُ إليهما ؟
    وحين يصف أحدهم قرار مجلس الوزراء – الذي كان متوقَّعاً – بتأخير الدراسة بأنّه قرار (لاوطنيّ) يخالف مصلحة الوطن ألا يكون بذلك معارضاً لسياسات الدولة وتوجّهاتها؟
    وحين يندّد أحدهم بقرار سموّ النائب الثاني بإغلاق دور السينما ويعتبر ذلك تراجعاً للوراء ألا يكون بذلك لاوطنياً يتقاطع سلباً مع الإرادة السياسية العليا؟
    وحين تتناول أقلام هؤلاء الكتبة أنفسهم أجهزة القضاء والصحة والتعليم وغيرها من مؤسسات الدولة بالنقد (الجارح)، والمؤاخذةِ (الشديدة) ألا يكونون بذلك – بناء على قانونهم العجيب هذا – محرضين على الدولة؟ لم لايتوجهون بنصائحهم تلك سراً إلى المسؤولين وإلى وليّ الأمر ماداموا قد آمنوا فجأة بما يسمونه (منهج السلف الصالح) في النصيحة؟ ولم لايستقيلون جميعاً من وظائفهم ومهماتهم الحكومية – ومنها رئاسة تحرير الصحف - قبل أن يسطروا مقالاتهم الناقدة تلك، بناء على القانون الذي فرضوه على الشيخ سعد:" إذا أراد الشيخ الشثري التعبير عن رأيه فعليه الخروج من هيئة كبار العلماء وعندئذ يمكن أن يعبر عن رأيه كما يشاء. أما أن يقبل بمنصب حكومي ثم ينتقد سياسة الدولة فهذا لا يجوز إلا إذا تركها، وإلا يُعتبر تنصلاً من العهود التي قطعها"!! [ خاشقجي، الوطن، 10/10/1430].
    وبناءً على القانون (الليبرالي!!) الآخر الذي يقول: إن الشخص إذا كان " موظفاً، ويتقاضى أجراً على وظيفته، لدى جهاز من أجهزة الدولة" فعليه ألا يبوح بكلمةٍ تنتقد تصرفاً من تصرفاتِ الدولة " وإلا كان "تنظيماً أو (حركة) خارج نطاق الدولة"!! [ آل الشيخ، الجزيرة، 10/10/1430]!!
    ويالها من قوانين يأباها العقل والنقل.
    بيان ...
    أشرتُ قبلاً إلى أن هذا المقال يتوجّه بالنقد تحديداً لهذه ( الحملة الهولوكوستية المكارثية ) التي لم تراعِ أخلاقاً ولا مروءةً.
    وعسى ألا يفهم أحدٌ أن المقصودَ هو أنَّ هناك من هو ( فوق النقد ) ، وأن مجرّد انتساب الإنسان إلى ( العلم الشرعي ) يعطيه حصانةً من مراجعة آرائه ومفاتشة فتاواه، كلا .. فالعالم الجليل مع تقدير مكانتِهِ واحترام منزلتِهِ حقيقٌ بأن يُراجَع إذا أخطأ، وأن يناقشَ إذا زلَّ، ولكنّ هذه المراجعة شرطها ثلاثة أمور: كفاءةُ المراجِع العلمية ، وتأدبُّهُ ، وموضوعيتُهُ، وذلك مافشلت فيه هذه الحملةُ بامتيازٍ.
    وأنتهزُها فرصةً لتوجيه الخطابِ إلى ذوي العلم والفضل والدينِ بأن يكونوا أوسع صدراً للمخالفِ إذا جاء بما يستحقُّ النظر، وألا ينكفئوا على اختياراتِهم الفقهية مصادرين حقَّ الآخرين من أهل العلم، وألا ينجرّوا – في سياق حرصهم على الدين والفضيلة – إلى ممارسةِ إقصائيةٍ تلغي من الوجودِ خياراتٍ فقهيةً وسعها تراثنا واحتفى بها على مرِّ السنين، وإذا افترضنا أن ذلك قد حصل يوماً ما فإنَّ الواجبَ العدول عنه، والصيرورة إلى أفقٍ أرحبَ تحتويه مظلة الإسلام الواسعة.
    خاتمة ...
    هل ربحَ قادة (الهولوكوست) هذه المعركة ؟! وهل استقالة الشيخ تمثل ( انتصارا ) لهم؟
    لا أظن ذلك ...
    لقد خسروا مصداقيتهم ، وخسروا مروءتهم ، وتساقطت دعاوى التسامح والحرية والحوار التي ينادون بها . وستغدو حملتهم على الشيخ دليلاً ساطعاً ناصعاً يدمغهم بالإدانة كلما كرروا وأعادوا أسطوانة ( الحريات ) و أكذوبة رفض ( الوصاية ) التي اتهموا بها رجالات الدين طوال السنوات الماضية .
    لن يكونَ في وسع أحدٍ منهم بعد اليوم أن يعظنا في ضرورة ( قبول الآخر ) ، ولا أن يذكرنا بـ ( التسامح ) كقيمة إسلامية إنسانية عظمى ، ولا أن يصدِّعَ رؤوسنا بـ (انغلاقية الإسلامويين)، و(أدلجةِ الصحويين).
    لن يجرؤ أحدٌ منهم بعد اليوم – إن كان إنساناً – أن يتحدث عن حرية الكاتب واستقلاليةِ رأيه وتساميه عن الضغوط.
    لقد سقطت ورقة التوت .. وانكشفت حقيقة معارك ( الحرية ) ..
    وأعان الله (الوطن) على بعض رجالات (الوطن) .




    (( للحديث بقية أرجوا عدم الرد ))







  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    4,165
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي رد: الـ ( كاوست ) و(هولوكوست) الصحافة السعودية

    في غضون ذلك , أصدر الشيخ صالح بن فوزان الفوزان بيانا بعنوان" على رسلكم أيها الصحفيون" جاء فيه :

    طالعتنا الصحف المحلية في آخر الأسبوع الماضي بضجة عارمة استهدفت معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري – عضو هيئة كبار العلماء - بسبب إجابته في قناة المجد لما سئل عما يُشاع من أن جامعة الملك عبدالله التقنية سيكون في اختلاط بين الرجال والنساء ؛ كما صرح به بعض منسوبيها ، فكانت إجابته وفقه الله بأن هذا عمل لا يجوز ولا يقره ولاة أمور هذه البلاد وعلماؤها وفي مقدمتهم خادم الحرمين حفظه الله ؛ لأن الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يثير الفتنة أمر محرم بالكتاب والسنة والإجماع .. فماذا على الشيخ سعد – حفظه الله – إذا أجاب بتحريم ذلك ووجوب منعه ونصح لولي الأمر حفظه الله بمنعه ؟

    وقال الشيخ الفوزان : إن هؤلاء الصحفيين المشنّعين على الشيخ سعد لم ينفوا أنه قد يحصل اختلاط في الجامعة وإنما شنعوا على من أنكره وطالب بمنعه وهم كل العلماء المعتبرين وأهل الخير الغيورين وليس الشيخ سعد بن ناصر الشثري فقط ، فلا يرضون باختلاط النساء بالرجال في مقاعد الدراسة وصالات الامتحان واللقاءات والاحتفالات ومجالس الجامعات لما يجره ذلك من الفتنة ويسببه من الشر وما امتازت هذه البلاد حماها الله إلا بتمسكها بالمنهج السليم وإبعاد رجالها ونسائها عن مواطن الفتنة وهو منهج ستبقى عليه بإذن الله لا تأخذها فيه لومة لائم . وإليكم بعض الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط:

    1) قال الله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام : ( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهما امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ) إلى قوله تعالى: ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) فهاتان المرأتان أبت عليهما حشمتهما أن تزاحما الرجال على الماء وانتظرتا حتى يصدر الرعاء حتى يستطيعا سقي أغنامهما من غير مزاحمة ، وحينما أرسل أبوهما إحداهما إلى موسى لتبلغه طلب حضوره إليه جاءت تمشي على استحياء من موسى عليه السلام. وانتهى الأمر بأن اختارها الله سبحانه زوجة لرسوله وكليمه موسى نتيجة لتمسكها بالحياء والحشمة والبعد عن مخالطة الرجال كما قال تعالى : (الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) جاءت هذه القصة في القرآن الكريم لتتخذ منها المؤمنات قدوة صالحة إلى يوم القيامة .

    2) قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة : ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) دل هذا الحديث الشريف أولاً على انعزال النساء عن الرجال في صفوف خاصة بهن منعا لاختلاطهن مع الرجال في أثناء العبادة وفي المساجد فكيف يجوز لهن الاختلاط في الجامعات ؟

    ثانيا: دل الحديث على أن خير صفوفهن آخرهن لأنه أبعد عن الرجال مع ما يلزم من ذلك من بعدهن عن الإمام وعدم تمكنهن من سماع صوته حفاظا عليهن وعلى الرجال من الفتنة ؛ لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة .

    3) كانت النساء تحضر صلاة العيد مع رسول الله في مكان خاص خلف الرجال، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الرجال أولا ثم يذهب إلى النساء في مكانهن فيخطبهن ويأمرهن وينهاهن فلماذا لا يترك النساء مع الرجال ويخطب الجمع خطبة واحدة إلا لأجل منع الاختلاط المسبب للفتنة ؟.

    4) لماذا المرأة إذا صلت وحدها مع الرجال تكون خلفهم منفردة مع أن الرجل لا يجوز له أن يقوم وحده خلف الصف إلا لأن اختلاط المرأة بالرجال لا يجوز . قال أنس رضي الله عنه : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أنا ويتيم خلفه وقامت أم سليم خلفنا) .

    واختتم الشيخ الفوزان بيانه مستدلا بالأمر السامي رقم 11651 وتاريخ 16/5 / 1403هـ والمؤكد عليه بالأمرين الكريمين برقم 2966 وتاريخ 19/9/1404هـ وبرقم 759/8 وتاريخ 5/10/1421هـ والمتضمن (أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ونحوها في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية ؛ لأن ذلك محرم شرعا ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة بغير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه ) .

    وقال الشيخ الفوزان إن آخر ما أردت إيضاحه مما يبين أن الشيخ سعداً وفقه الله لم يقل منكرا من القول وزورا حتى تُثار ضده هذه الضجة

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    4,165
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي رد: الـ ( كاوست ) و(هولوكوست) الصحافة السعودية

    متى ينطق عضو هيئة كبار العلماء إذن..؟
    الجمعة 13 شوال 1430 الموافق 02 أكتوبر 2009





    د. يوسف بن أحمد القاسم

    إذا سُئل عضو هيئة كبار العلماء عن مسألة تهم العامة فلم ينطق, فمتى ينطق..؟

    وإذا علم عضو هيئة كبار العلماء عن منكر يشعل فتيل التحرر في البلاد فلم ينطق, فمتى ينطق..؟

    وإذا توجس عضو هيئة كبار العلماء خيفة بخطيئة تحيط بشبابنا وشابّاتنا فلم ينطق, فمتى ينطق..؟

    أم لا ينطق إلاّ حينما يُؤمر بالنطق, أو يُؤذن له بالفتوى, أو يُشار له بالإذن..؟

    إذن.., فما موقفه أمام الله تعالى يوم القيامة, وقد توعّد الله من يكتم العلم, ويشتري به ثمناً قليلاً (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ) وقد عدَّ الله ذلك من أخلاق علماء اليهود والنصارى الذين وصمهم الله تعالى بكتم الله العلم وإخفائه؛ تحقيقاً لمصالحهم, وإشباعاً لمطامعهم الدنيوية(وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ).

    إنك لتعجب حينما ترى بعض الكتَّاب يرفع شعارات لا يُرى أثرها عليه, من أمثال: حرية الرأي, أو احترام التخصص, أو تكريس الوطنية..الخ, ثم حين يتحدث متخصص في المجال الشرعي عن قضية شرعية, إبراءً لذمته, وحباً لوطناً, ونصحاً له, تقرأ لأولئك المتشدقين بتلك الشعارات واللافتات كلاماً مستهجناً يصادر الرأي, ولا يحترم التخصص, ويصيب الوطنية في مقتل, إلاّ إذا كان للرأي الآخر مفهوم مختبئ في بطن الشاعر, أو كان للوطنية مفهوم لا يعقله إلاّ من يتشدّق بها, ويحاكم الناس إليها, ويجرّدها من مفهومها الكبير.

    لقد شنّ بعض الكتَّاب حملة شعواء على د. سعد الشثري لمجرد أنه نبَّه على خطرِ منكرِ الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, فهو لم يستهدف ولاة الأمر, ولم يستهدف الجامعة نفسها, ولم يستهدف ما تهدف إليه من تعليم عالي المستوى, بل حفل بفكرة الرقي بالتعليم, كما حفل بها غيره, ولكنه انتقد ما يهدف إليه بعض المسؤولين في الجامعة من خطط يُراد منها النيل من ثوابتنا الشرعية, وتقاليدنا الأدبية, بل النيل من سياسة بلادنا التي يلهج ملوكها بضرورة احترام الكتاب والسنة, وما جاء فيهما من خصوصية الرجل والمرأة, كما صرح بذلك الملك المؤسس, وأبناؤه البررة من بعده..

    فهل تُشنّ الحملة على من ينادي بالفصل بين الجنسين على مقاعد التعليم, وفي حرم الجامعة..؟

    هل تُشنّ الحملة على من يدعو إلى احترام سياسة الدولة في مراعاة خصوصية المرأة منذ عهد المؤسس..؟

    هل تُشنّ الحملة على من يهدف للالتزام بالدستور الذي ينص على أن الكتاب والسنة هما مصدر التشريع..؟

    هل تُشنّ الحملة على من يفتي بما يحمي مجتمعنا من عوادي التغريب..؟

    هل تُشنّ الحملة على من يفتي بما يسمح لبناتنا المحجبات وأبنائنا بالدراسة على مقاعد الجامعة الجديدة في جو من الخصوصية, بدلاً من إغلاق الباب في وجه المحافظين والمحافظات بفرض الأجواء المختلطة..؟

    من يشن الحملة على الشيخ سعد, فهو يشن الحملة على هدي الكتاب والسنة الداعي إلى ما يعزز الحشمة والعفاف...

    من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنّ الحملة على سياسة الدولة الرامية إلى المحافظة على المرأة وحقوق حشمتها, وخصوصيتها...

    من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنّ الحملة على دستور البلاد الذي ينص على أن الكتاب والسنة هما مصدر التشريع, لا ما يقننه بعض المسؤولين عن الجامعة, بعيداً عن مقاصد الكتاب والسنة...

    من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنّ الحملة ضد الفصل بين الجنسين في أماكن التعليم, ويمهِّد بما يزج ببناتنا في أتون الاختلاط...

    يا سبحان الله العظيم...!

    لا يمكن أن نرتقي في الحضارة إلاّ إذا ارتكسنا في أتون الاختلاط؟

    ولا يمكن أن نتذوق التحضر إلاّ إذا تجرعنا مرارة التحرش؟

    ولا يمكن أن نشعر بتقدّم التعليم إلاّ إذا أحسسنا بحرارة التصاق الأجساد؟!

    كلا...كلا... إنه ببساطة:

    من يشنّ الحملة على الشيخ, فهو يشنها تبعاً للبروفيسور (فرانك رودس) عضو مجلس أمناء هذه الجامعة الذي قال: "إن الجامعة ستكون مؤسسة مستقلة. ستكون محكومة بمجلس إدارة مستقل ملتزم في بيان علني إلى الانفتاح، من أجل تحقيق الحرية، حرية المناقشة، وحرية التعبير. الرجال والنساء سوف يأتون إلى هنا من جميع أنحاء العالم، الرجال والنساء من جميع المذاهب، والمعتقدات، والأديان معاً من أجل الانفتاح". (صحيفة عرب نيوز، Arab news ، الإثنين 22/10/2007م).

    من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنها تبعاً لنائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الخارجية الذي قال: "إن أجواء حرية الحركة واختلاط الجنسين داخل الجامعة ستتشابه مع الوضع القائم حالياً داخل مجمعات أرامكو التي تشبه جيوباً من ضواحي المدن الأمريكية المزروعة في الجزيرة العربية". (وكالة رويترز للأنباء جدة من سايمون ويب - 30 / 10 / 2007م).

    من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنّها طمعاً لما جاء في خبر منظمة (هيومن رايتس ووتش) الذي جاء فيه: "إن افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهي أول جامعة مختلطة في المملكة، سيشكل اختباراً حقيقياً لمدى استعداد البلاد التي تتسم بتطبيق معايير دينية واجتماعية محافظة، لتوسيع الحريات التعليمية, وتعزيز حقوق المرأة".

    فهل نستغرب هذه الحملة الشرسة على الشيخ, وقد قال (دو ستورك) نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط كما في قناة (CNN ): "إنه مع افتتاح الجامعة، يبقى السؤال الأساسي: هل ستكون المنشأة الجديدة, جزيرة من الحرية وسط محيط من الكبت؟ وهل سيكون بإمكانها المساعدة على نشر الحرية في أجزاء أخرى من السعودية؟".

    كيف نستغرب هذه الحملة, ومِن قادة هذه الحملة الشعواء مَن يتطلع إلى اليوم الذي يتحقق فيه ما جاء على لسان إذاعة (BBC ): "وتسمح الجامعة بالاختلاط بين الرجال والنساء في الحرم الجامعي, وفي قاعات الدراسة، وقيادة النساء للسيارات داخل الحرم الجامعي, ولن يُسمح لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدخول هناك, كما لن تكون الطالبات ملزمات بارتداء الحجاب".

    أليس من الوطنية أن ينصح الشيخ لوطنه, ولأبناء وبنات وطنه..؟

    أليس من الوطنية أن يحرص الشيخ على فسح المجال للمحافظين والمحافظات من أبناء الوطن وبناته للدراسة في الجامعة بأجواء محافظة, وخصوصية مطلقة لكلا الجنسين..؟

    أليس من الوطنية أن يفتي الشيخ بما يحمي بنات وطنه من التحرش الجنسي, الذي لا تتسع دائرته إلاّ في أماكن الاختلاط بين الجنسين, كما يدل عليه سائر الإحصاءات المنشورة في وسائل الإعلام..؟

    أليس من الوطنية أن يفتي بما يختصر المسافات على من يضطر للابتعاث من الموهوبين, بما يمكن أن يُهيَّأ لهم في بلادهم من أجواء علمية سالمة من الاختلاط, عوضاً عن ابتعادهم عن أرض الوطن..؟

    إنه ليس من الوطنية ولا من الوسطية أن يُمارس القمع الفكري في جرائد محلية ضد رجل يدافع عن أبناء وبنات وطنه..!

    إذن... فليكفّ اللسان, وليُكسر القلم..

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    4,165
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي رد: الـ ( كاوست ) و(هولوكوست) الصحافة السعودية

    الحملة على الشثري: الوطن ينزف.. والديماغوجيون يرقصون!
    السبت 14 شوال 1430 الموافق 03 أكتوبر 2009





    د. أحمد بن راشد بن سعيّد

    الزمان: مساء الثلاثاء التاسع والعشرين من أيلول (سبتمبر) 2009. كنت عائداً للتو من لقاء ساخن في فضائية "الاقتصادية"، حول مفهوم "الوسطية" و"الاعتدال"، وقد ألقيت أثناء المقابلة بعض الشكوك حول هذين المفهومين، لا سيما "الوسطية"، فبالرغم من أن أصل المفهوم ورد في القرآن الكريم إلا أنني زعمت أن ظهور خطاب "الوسطية" والترويج له وتسمية منتديات إلكترونية وبرامج تليفزيونية باسمه وإنشاء مراكز بحث تكرس جهدها لترسيخه ونشره – كل ذلك لم يحدث إلا بعد أحداث 11 سبتمبر التي أريد لها أن تكون حدثاً مفصلياً في تاريخ البشرية. ماذا يعني أن أقول عن نفسي إنني "وسطي"؟ لماذا لا أقول بدلاً من ذلك إنني مسلم؟ ثم من الذي يحدد أنني في المنطقة الوسطى؟ أنا أم من يختلف معي؟ ربما وجدت من يصفني بأنني "متطرف" مثلاً أو "منبطح"؟ وكلٌ يدعي وصلاً بالوسطية، وربما لا تقر له الوسطية بذاكا.

    في ثنايا اللقاء دعوت الأستاذ جمال خاشقجي، رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية، والذي كان قد اتصل هاتفياً بالبرنامج واعظاً المشاهدين بالوسطية والاعتدال، إلى أن تكون الصحيفة التي يقودها "وسطية" في ليبراليتها، وأن تشكل أنموذجاً للوطن الذي تحمل اسمه، وأن ينأى بها عن ما يسيء إلى الوطن بأقداسه ورموزه وتاريخه. دعوت في اللقاء أيضاً إلى أهمية أن يحرص الكتَّاب والمعلقون على توحيد الصفوف وتقريب الفجوات، والكف عن التحريض والتصوير النمطي للأشخاص والظواهر.

    لم أكن وقتها قد اطلعت على عدد ذلك اليوم من جريدة "الوطن"، ولذلك لم أخاطب رئيس تحريرها بشأن ما نشر على صدر صفحتها الأولى، إلا أن الضيف الآخر في الاستديو، الشيخ محمد النجيمي، تحدث عن الأمر بوضوح، وأبلى في التعبير عن رأيه بلاء حسناً، وهو أمر يحسب له، ويحسب لقناة "الاقتصادية" أيضاً التي تدرك أن صدقيتها تنبع من اهتمامها بالتعددية والتوازن.

    عدت مرهقاً إلى البيت، فرأيت "الوطن"، أو بتعبير أدق: الجريمة التي ارتكبت بحق الوطن. رأيت على يسار الصفحة الأولى صورة عالم شاب، هوعضو في هيئة كبار العلماء بالسعودية، وعلى يمين الصورة تعليق يقول: "غبار الشثري و"المجد": لم يشوش الشيخ والقناة على حلم الملك؟". كان الشيخ الشثري واجماً في الصورة لا مبتسماً، وهو ما يؤكد أنه تم اختيارها بعناية لتتسق مع التعليق/ الإدانة، ومع "فظاعة" الجرم الذي ارتكبه الشيخ. بدا الشثري كأنه "مجرم حرب" أو قاطع طريق أو متهم بعملية اختلاس كبيرة. عاد التفكير بي إلى الوراء ثلاثين عاماً عندما اقتحمت جماعة متطرفة الحرم المكي، وعاثت فيه فساداً، ثم بعد القبض على ما تبقى منهم، نشرت الصحف المحلية صور زعيمهم وهو متجهم الوجه عابس المحيا. عادت بي الذاكرة أيضاً إلى الفترة نفسها تقريباً عندما نشر الصحافي اللبناني سليم اللوزي، رئيس تحرير مجلة "الحوادث"، سلسلة من المقالات ضد النظام السوري توّجها بموضوع غلاف، وظهرت صورة كرتونية (كاريكاتورية) للرئيس الراحل حافظ الأسد على الغلاف، بعنوان يقول: "لماذا يكذب النظام؟"، وكان أن دفع اللوزي ثمن ذلك غالياً؛ إذ اختطفته الاستخبارات السورية في الخامس والعشرين من شباط (فبراير) 1980 ووجد فيما بعد مقتولاً مسلوخ اليد.

    شدني التشابه بين العنوانين، ويبدو أن رئيس تحرير الوطن، كان يستحضر عنوان اللوزي وهو يصوغ عنوانه التحريضي البائس: "لم يشوش الشيخ والقناة على حلم الملك؟". قفزت إلى ذهني تلك الصور، وطفقت أتأمل الخيال الشيطاني الذي أفرز هذا التناول المروع لجريمة مزعومة ارتكبها الشثري ضد الوطن وضد الملك وضد المجتمع السعودي برمته. تمنيت وقتها لو رأيت المشهد قبل اللقاء في "الاقتصادية" (من أسف أنه لم تتم دعوتي إلى المشاركة في البرنامج إلا قبل موعد بثه على الهواء بدقائق، وهو ما جعلني أتأخر عن الحضور قرابة ربع ساعة)، ولو رأيت ما فعله محرر "الوطن" لكنت عبرت عن موقفي عندما تحدث خاشقجي إلى القناة. تمتمت في نفسي: "كم هو حزين هذا اليوم.. يوم حزين للصحافة السعودية".

    في صباح اليوم التالي تداعى لمقال خاشقجي جسد حماة الوطن بالسهر والحمى، وتبارت حروفهم تقوِّل الشثري ما لم يقل، وترميه عن قوس واحدة. بل طاول الهجوم قناة المجد التي بثت اللقاء مع الشيخ ضمن حلقة من حلقات برنامجها "الجواب الكافي"، وكل القنوات الدينية الأخرى بذريعة أنها تحصر الدين في قنوات بعينها، ما يفضي إلى التطرف والانغلاق. لن أخوض في أسماء الكتَّاب، الذين حصدوا أوسمة كشف المجرم، الشاغب على "الحلم"، المعطل للمشروع، المتنكر للحداثة، العاشق للركود، وأكتفي بإيراد بعض الأمثلة: "ما قاله الشيخ..لا يعدو كونه رأي بعض الناس الذين يمسكون بذنب البعير ويتركون بقيته.. وسيُعَدٌ كلامه.. تثويراً شعبياً لمن لا يعرف من الحياة سوى.. (ذيل البعير)"، "إن سبب تخلف المسلمين من قرون هو هذه الأفكار الظلامية"، "الإرهاب ليس فعلاً إجرامياً حركياً فقط، بل هو أيديولوجيا وخطاب فكري.. والمتابع لمسار الحركات الإرهابية سوف يجد أن شرارتها الأولى كانت رأياً متطرفاً.. وفي هذا السياق خرج الشيخ سعد الشثري هذه الأيام برأي لم يكن هناك داعٍ له.. وحاول تحريك الفتنة... ولهذا فإن السكوت عليه هو سكوت على فيروس أخطر من أنفلونزا الخنازير.."، "ظهرت بعض الدعوات المحملة بغبار تورا بورا للتشويش على هذا الإنجاز الوطني.. ومن ذلك حديث الشيخ سعد الشثري.. هكذا تقاس الأمور عند بعض شيوخ المسيار والمسفار.. نحن نعرف أن بعض المنغلقين فكرياً لا يروق لهم إلا نموذج إمارة طالبان المنقرضة"، "يأبى التطرف - بكل تشدده وتخلفه وظلاميته - إلاّ أن يكون حاضراً.. حتى في بيئات إنسانية وحضارية خالدة.. إذا أردت أن تتقدم خطوة إلى الأمام، فتذكر أن التطرف يقف لك بالمرصاد دائماً، عندها ليس أمامك إلاّ أن تتحرر من عبودية (الفقيه الطالباني)، وعليك إذن أن تكسر القيود"، "[إننا] نشهد تنطعاً وتطرفاً وتشدداً ورفضاً لتواجد الأنثى ليس في مستشفى أو مطار أو طائرة.. بل في جامعة.. في الأثر الشعبي يقولون: "كل يرى الناس بعين طبعه"، رافضُ الاختلاط ضعيفٌ هش أمام الاختلاط ويتوقع أن الجميع بما في ذلك (العلماء والعالمات..) ليس لديهم ما يكابدونه سوى اختلاطهم وماذا يثمر عنه، وبعض وسائل الإعلام راع رسمي للتطرف.."، قناة المجد وغيرها من القنوات الإسلامية وسائل للمرابحة والتكسب من خلال التطرف والانغلاق، والبحث عن عالم منغلق ومتخيل.. [و] تسعى إلى محاربة حركة المجتمع والتشكيك فيها.." "ما هكذا يا سعد تورد الإبل"، "غلطة سعد الصغير"، كنا نربأ أن يكون عالمنا معولنا الهدام.. شيخنا الشاب الفقيه.. قل خيراً أو اصمت".

    الملاحظ في هذه الكتابات التي أشبهت حملة منسقة (orchestrated campaign ) أنها كانت متوترة ومتشنجة ولذا فقدت التوازن ووقعت فيما تزعم أنها تحاربه، وهو التطرف. تجاهل هؤلاء الحراك الإصلاحي ومناخ حرية التعبير الذي وفره هذا الحراك في السنوات الأخيرة، ومكَّن هؤلاء الكتاب وغيرهم من إبداء آرائهم بحرية، بما في ذلك قدرتهم على نقد جهات رسمية عدة، ونشر تقارير تسائل أداء بعض المؤسسات الحكومية، كوزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس الشورى، وهيئة الأمر بالمعروف.. وغيرها. يسهب هؤلاء في الحديث عن ضرورة حرية التعبير، وعندما يحاول من يختلفون معه أن يعبر عن رأيه، ولو بطريقة مهذبة وغير مباشرة، يثورون ويشرعون سيوف التخوين والاتهام باللا وطنية وتبييت النية على تدمير "الحلم" والانقضاض على المشروع الوطني ووأد الحداثة واغتيال الحضارة... هكذا ببساطة، يتحول عضو في هيئة كبار العلماء، له مواقف مشهودة في خدمة وطنه والدفاع عنه في وجه من حملوا السلاح لزعزعة استقراره وتدمير مكتسباته، يتحول إلى "خارجي" من الصنف إياه.. "متطرف" على شاكلة أولئك.. لا فرق.. تغيرت السحنات فقط.. وبقي المزيفون الملتحون المربدة وجوههم من غبار تورا بورا، الذين يتلكؤون في إدانة "الإرهاب"، وتعجبهم عبارة "بلد الحرمين" بدل "السعودية"، ويفرغون الاحتفال باليوم الوطني من مضمونه.. هكذا نطق المشهد الحزين على صدر صحيفة "الوطن"، وهي وجهة نظر لا وجهة وطن، وهكذا صورت الأمر ردودُ الفعل المتعاطفة معه. لماذا لا يكون كلام الشيخ، الذي أثنى طويلاً على جامعة الملك عبد الله ودورها المأمول في إرساء نهضة علمية كبيرة في البلاد، لماذ ا لا يكون تعبيراً حراً أو رأياً آخر، يمكن أن يستوعبه النقاش المتداول و"الحوار الوطني" الخلاق والمبدع الذي استهله خادم الحرمين الشريفين ودعمه، وحرص على تحويله إلى ثقافة مجتمعية تتجاوز الأطر التي تدور في فلكها ملتقيات هذا الحوار؟ لماذا لا يكون إسهاماً في التنمية والإصلاح؟ لماذا اعتبر كلامه "بعيداً" عن توجهات الملك، أو "منشقاً" عن الإجماع، والشيخ أصلاً من أبناء هذا الوطن، وهو عضو في هيئة كبار العلماء، وكيف أمكن أن تكون عضويته في هذه الهيئة سبباً في رميه بالتطرف والظلامية والتشويش؟

    اتهم الشيخ "بالتحريض" على العنف. حسناً، ماذا يمكن أن نسمي حملة رئيس تحرير الوطن ومن تبعه منهم غير التحريض في أبشع صوره، وغير التحامل البعيد عن المنطق والمنبت الصلة بأخلاقيات الصحافة؟ إن الحراك الثقافي والأدبي والصحافي الذي ازدهر في المملكة خلال السنوات الأخيرة يجب ألا يتحول إلى ظاهرة سلبية تقوم من خلالها فئة محددة بإقصاء فئة أخرى أوتهميشها أو وصمها بالعنف أو اللا وطنية لمجرد أنها تختلف معها. إذا كان الأمر كذلك، فلا يمكن أن يكون هذا الحراك إيجابياً، بل هو ظاهرة مرضية تنذر بمزيد من الاستقطاب والاحتقان والتوتر. بل يمكن القول إن اتهام الشثري أو غيره من الفقهاء بضعف الانتماء الوطني أو "اللين" مع ظاهرة العنف هو شنشنة نعرفها من القاعدة التي لا تكفر الحاكمين وحدهم، بل تكفر أيضاً "علماء ذيل بغلة السلطان". إن التخوين والاتهام با اللا وطنية هو الوجه الآخر للتكفير, وكلاهما سلوك إقصائي استبدادي ضار بالوطن (في التاسع من أيلول/ سبتمبر كتب خاشقجي في "الوطن" متهماً الداعين إلى تأجيل الدراسة باللا وطنية, وبعدها صدر القرار الملكي بالتأجيل..هكذا استسهل الرجل تخوين قطاع كبير من الشعب بجرة قلم, ومع أنه عارض إرادة ملكية وشعبية فإن أحداً لم يتهمه باللا وطنية). لا أرى فرقاً كبيراً بين من ينال من هيبة الحاكم، وبين من يشتم علماء الدين، فالهجوم على هيئة كبار العلماء والتعريض بأنها "هيئة للمشاغبين والمحاربين" هو هجوم ينال من هيبة الدولة السعودية ذاتها، ويضع شرعيتها موضع تساؤل.

    ثمة نقطة أخيرة حول علاقة الليبرالية بهذه الحملة. كثير من الذين دخلوا في معركة ضد الشيخ الشثري يصدرون عن ما يزعمون أنها منطلقات ليبرالية. ببساطة، لا علاقة لليبرالية بكل هذا. الليبرالية تعني في أبسط مفاهيمها تعدد الرؤى والاحتفال بالتنوع. الليبرالية مظلومة في السعودية، بل مختطفة من قبل مجموعة (ولن أقول "عصابة" لأني لن أسفَّ كما أسفَّوا) تريد احتكار منافذ التعبير وحرمان أكثر الناس منها، بمن فيهم النخب الدينية كالعلماء والدعاة الذين يحظون بمكانة اجتماعية كبيرة. إن الذين يسمحون لأنفسهم بقول كل شيء ويمنعون الآخرين من قول أي شيء ليسوا ليبراليين، بل فاشيين.

    أخيراً، لم تولد الحملة على الشثري من دون ارهاصات أومقدمات جعلت هذا الوضع الخطير ممكناً. لقد انطلقت الهجمة على التدين ورموزه ومظاهره منذ أحداث 11 سبتمبر، باسم محاربة التطرف الديني، فكان أن حل تطرف مكان تطرف، وحورب الشر بالشر، واتُّخذ العنفُ المستتر بالدين ذريعة للانقضاض على الدين نفسه، باسم تجفيف منابع الإرهاب فيما زعموا، أو ربما "سداً للذرائع" على الطريقة الليبرالية (الجديدة)، واستخدمت "الوسطية" ستاراً لتمييع المواقف والقفز مما طاب لهم أن يسموه "ثقافة الكراهية" إلى أحضان ما اصطلحوا على تسميته "بثقافة التسامح"، ووجد السعوديون أنفسهم أمام خطاب ديماغوجي مقرف يتصيد الأخطاء ويضخمها منتجاً ومطوراُ شبكة من الصور النمطية أفرغت كثيراً من أعمدة الرأي في الصحف السعودية من العمق والتحليل، وحولتها إلى مساحات للافتراء والتعميم وتصفية الحسابات.

    لن يتبلور إصلاح حقيقي في البلاد، ولن يكون هناك معنى للحوار، ولا جدوى ألبتة من العزف على سيمفونية التسامح من دون تمتع جميع شرائح المجتمع بحقها في التعبير تحت مظلة الدستور. ولن يتشكل حراك مجتمعي إيجابي نحو الإصلاح والحداثة من دون مشاركة جماعية في صناعتهما بعيداً عن التشويش والتهميش والتهويش. إن الحملة (المكارثية) على الشيخ الشثري ليست لها علاقة برأي أو فتوى صدرت منه على شاشة فضائية دينية، بل كان الشيخ ببساطة كبش فداء لحسابات ترمي إلى أبعد من النيل من وطنيته واستقامته. إما أن تكون الحملة (الشرسة وغير الأخلاقية) "خيراً لكم"، فتكون بداية لنقد ذاتي عميق ومداواة للجراح النازفة التي خلفتها في الجسد السعودي، وإما أن تكون منذراً بمزيد من التداعي وفقدان البوصلة والانحدار إلى المجهول.

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    4,165
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي رد: الـ ( كاوست ) و(هولوكوست) الصحافة السعودية


المواضيع المتشابهه

  1. &&بنت السعودية &&
    بواسطة &&بنت السعودية && في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 10-12-2006, 09:53 PM
  2. *** كل شي إلا السعودية وأهل السعودية ***
    بواسطة درة الزين في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 21-08-2006, 06:56 PM
  3. يوم الصحافة الإسلامية!
    بواسطة لايفووووووتك في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-05-2006, 02:48 PM
  4. شاهد سخافة وحقارة الصحافة الدانماركية ....صور الكاريكاتير
    بواسطة رائد الاحزان في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 04-02-2006, 03:49 AM
  5. مبروك زايد وظلم الصحافة؟؟!!! رايك في مبروك زايد
    بواسطة ليان&ليونه في المنتدى الرياضة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-08-2005, 12:22 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •