سآوي الى جبلٍ يعصمني من الناس .. اقولها كما قالها نيتشه وفعلها حسياً لا روحياً كما سأفعل..
بل قالها ايضاً على لسان زارادشت وارغمه " تقريباً "على فعلها مدرجاً اياها في سرده ضمن "هكذا تكلّم زارادشت"
عموماً لم يعد الاختلاء الفعلي والاعتصام بالاماكن البعيده والعاليه رمزاً مهما كسابق الازمان.. فالعلو والانفراد صفتان حيه بألوف الالوان والاشكال. بينما يفعل نيتشه وصديقه الخيالي زارا كما فعل بعض الانبياء واضعين صفتي الانفراد والعلوّ شرطاً لأنتاج العظيم الجديد المغيّر المحوّل الخالد في قلب التاريخ, يفنى بفناه ويحيا بحياته , مع ان صفة التفكّر هي مهمه واساسيه الا انها كانت ملزمه بأن ترتبط اولا بالصفتان السابقتان معاً .بعكس الاخيريتين التين لا تشترطا شيئا لتكونا مطلباً اساسياً
اصل هنا لاقول بأن مغيري التواريخ انقسمو الى عدة فرق مصنفه ..اغلبها فرقتان ..اولاهما حققت الانفراد والعلو والتفكر فابتكرت وجددت وولدت احداثاً تاريخيه عظيمه ..كصديقينا الحقيقي والمزيّف "الخيالي" ومن سبقهم من حاملي الرسائل الدينيه والفلسفيه . أقول ربما !
واخراهما ثارت وانكرت واعتكفت بلا صعود لجبل ولا غار ..بل ربما توحدت "من التوحد لا الاتحاد" ..ثم بعد كل ذلك احدث ثورة وانقلاباً ربما دعم بقوة بشريه او أخرى خارقه للطبيعه.
ثم ان كلا الفرقتان نقشتا على صدر التاريخ وروحه ..حتى لو تعرضت نقوشها للتعريه الطبيعيه واللاطبيعيه أو اختلفت قراءاتها لا بلغات ولكن بنوايا وآراء وشهوات.
ثم إننا لو لخصنا كل ذلك لوجدنا أن كل من اراد التغيير على مختلف المساحات والعقول كان لزاماً عليه ان ينفرد ويتفرد ويعلو ويتفكر ويعتكف .. ليس شرطاً
أن يُنبّأ أو يُرسل .. بل ليحدث ثورة فكريه فيكون مفكراً لا مكفّراً.
سأوي بأفكاري في مأواي الذي لا يعلمه الا الوحوش والصقور المحلقه في السماء ..وقليلُ من البشر الاوفياء الاذكياء
إنني منفي اختيارياً
مواقع النشر (المفضلة)