السلام عليكم


بقلمHaIseII Grace
ترجمة مي بنداق (عن الإنكليزية )

موضوع حديثي, "ما لا يعرفه مسيحيو الولايات المتحدة عن إسرائيل" ويمكن أن يُسمى أيضاً، لأني أمريكية وربما كأكثرية الأمريكيين، "ما لا أعرفه عن إسرائيل، ولماذا لا أعرف ذلك؟".
إذن هذا الكلام، في قسم منه، عن مدى علمي بالأمر. كيف عرفت إسرائيل؟ وكيف عرفت الصهيونية؟

عندما كنت في العشرينات من عمري ، بدأت العمل في صحف تكساس، وبعد ذلك بدأت أكسب عيشي من العمل مراسلة وكاتبة تسافر حول العالم، وبالنسبة إلى رغبتي في التجوال، أدين بالشكر لوالدي الذي كان راعي بقر وصاحب مزرعة. كانت حياته مليئة بالمغامرات، يعيش مثل رعاة البقر والهنود في الأيام الغابرة، يسوق قطعان الماشية على درب (تشيزهولم)، وقد حثني منذ نعومة أظافري على الذهاب إلى أبعد من بلدتنا الصغيرة، كما حثني دائماً على السفر "سافري يا أبنتي". كان يقول: "استفيدي من الأمر".

في البدء سافرت إلى "أوروبا"، وعشت هناك ،وبعد ذلك سافرت إلى الشرق الأقصى، وعشت في اليابان لمدة سنة، وفي (هونغ كونغ) لمدة سنة، ومن ثم إلى أمريكا الجنوبية، وعشت في (البيرو) لمدة ثلاث سنوات.

عندما عدت إلى الولايات المتحدة، كان عملي كصحافية تغطي أخبار البيت الأبيض، بعدها استخدمني الرئيس (جونسون) للعمل لديه كاتبة، وقد عملت في البيت الأبيض لمدة ثلاث سنوات وإنه لأمر عجيب أنني طوال هذا الوقت لم أكن أعرف الشرق الأوسط، أو أستطيع القول إن الذي اعتقدت أنني أعرفه لم يكن صحيحاً، كنت نموذجاً للعديد من المسيحيين الأمريكيين، كانوا يرون أنفسهم مسيحيين بنوايا حسنة، ويشعرون بالارتباط مع "إسرائيل" والصهيونية وشعورهم هذا يعود غالباً إلى ما رباهم عليه أهلهم، وفي بعض الحالات منذ الطفولة.

ولقد كبرت وأنا أسمع قصصاً عن "إسرائيل" الصوفية والروحية والرمزية، هذا كان قبل الكيان السياسي الحديث وبالاسم نفسه الذي يظهر على خرائطنا.

كنت أحضر مدرسة الأحد وأراقب المعلم يرسم خيالات مثل الشبابيك ليعرض خرائط لأرض المقدسة.

سمعت قصصاً عن الشعب المختار الذي حارب الأعداء الأشرار "وغير المختارين".

وبالنشوة على هذه الطريقة، حُجب عن نظري وفهمي، ما حدث منذ أيام الوصايا القديمة والأكثر أهمية ما حدث منذ اضطهاد النازيين لليهود، الذين بدأوا بالوصول إلى فلسطين.

وأنا طفلة، قرأت عن (اليهود الطيبين) وأعدائهم الأشرار، ومن دون تفكير بدلت الإسرائيليين القدامى في التوراة إلى الإسرائيليين الجدد.

هذا بالطبع ما أراد صهاينة القرن العشرين أن أفعله، لم يكونوا يهوداً متدينين ولكن عنصريين، اهتمامهم كان بالأرض التي صادروها من الآخرين، ولكنني لم أعرف ذلك، لم أعرف الوقائع على الأرض، ولا أحد شرح لي الأمر، هذا حال الكثير من المسيحيين الأمريكيين، صدقت الصهاينة الأوائل عندما قالوا بأن فلسطين كانت أرضاً من دون بشر، وعندما اضطهد اليهود بواسطة هتلر، بدأوا بالتوجه إلى فلسطين.

تخيَلت بسذاجة أنهم يذهبون إلى نسخة من إسرائيل الروحية والصوفية التي سمعت عنها وأنا طفلة.

وفي أحد الأيام سمعت إحدى الشقيقات تدلي بتصريح بسيط، كلماتها المختصرة كانت البذرة التي جعلتني أريد معرفة ما أجهله.