بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوانى وأخواتى / الاعزاء
تحية عاطرة وبعد ،،،
إسمحوا لى أن نناقش سوياً فكرة ومبدأ مهم جداً لراحة الانسان وسمو نفسه ، قد تغلب عليه أمور أخرى ولكن لا ينكر أحدنا أهمية تلك الفضيلة الجميلة التى تزين كل شئ وترفع عن الانسان الكلل والضغط النفسي
إنها فضيلة ( الرضــ ـــا )
أشكر لكم إهتمامكم إخوانى وأخواتى الكرام
سبحان الله
نعم الله علينا كثيرة كثيرة
لا تحصي ولا تعد
فانت عبارة عن كم هائل من النعم تمشي على قدمين
انظر لنفسك ..
لجسدك
كل مليميتر مربع منه
يروى إعجاز الخالق سبحانه فى كل تفاصيل جسدك
أنظر لما تتمتع به من أمور حياتية
ووسائل الرفاهية التى لم تكن معتادة فى زمن أجدادنا
فانت الان تحصل على الماء النظيف
والطعام الجيد والاجهزة المتطورة وتنعم بكل ذلك
وبصرف النظر عما يفرض عليك من أمور ، الا انك تتمتع بقدرة وارادة واختيار لم تكن موجودة لمن قبلك
ومع كل تلك النعم الظاهرة والباطنة الا ان الانسان لا يزال حانق
دائما ثائر وغاضب
دائما متطلع وهو يحوي بين جنبيه تلك النفس التواقة دائما
المشكل يكمن فى الفرد
فى ذاته
فلنطرح عنا التطلعات القاتلة
ولنتعرف على خبايانا
ودفائن انفسنا
لنتعرف على فضيلة جميلة جداً
وهى فضيلة الرضا
الرضا بقِسمكَ من كل شئ
تخيل: إنسان أُوتى الكثير والكثير من النعم التى لا تعد ولا تحصي ، وكثيرا ما يحسده الناس على تلك النعم وما أكثرهم فى الحياة ، تجده ذا جاهٍ ومنصب ومال وعلى قدر عالٍ من التعليم
تراه قد أُوتى الخير من كل شئ وأصبح اقرب الى الاكتفاء من كل شئ
الا انه ولحماقته سُلِبَ نعمة الرضا ، فماذا تفيده كل تلك النعم ؟؟
وتخيل من رزقه الله نعمة الرضا وان كان ورغم رقة حاله او صعوبة أقداره الا انك تراه دائم الحمد دائم البــِشر
مما سبق نستخلص أن الرضا بالمكتوب هو من التسليم بقدر المُقدِّر
أن ترضي برزقك فهذا ايمانا بحكمة ربك ، فلتقل : الله أعلم بي وبحالي ، قد يكون القليل من الرزق مع الرضا والحمد أفضل لى من الرزق الكثير مع الاحساس الدائم بالقلق او ما تجلبه سعة الرزق من المنكرات والمعاصي فى كثير من الاحوال الا من رحم ربي
أقول لنفسي : لا تتطلع الى من هم اعلى قدراً منك فى اي شئ ، وإلا أن فعلت فلسوف أضمن لك ان تصير حياتك عذابا وايامك شقاء مستمراً فى محاولات مستميتة منك لان تكون مثل فلان او احسن من فلان
حجر العثرة الذى يقف فى طريق سعادتك هو التطلعات القاتلة المميتة التى تجعلك دائما تشعر بالتقصير
وانك لم تؤدي ما عليك وتنتزع منك راحتك النفسية وترهق اعصابك وبالتالى تنهكك جسدياً
وبلسم النفس الذى يريحها ويرطبها ويرققها هو الرضا ، تخيل أن تنعم بلحظات هانئة وأنت تقول لنفسك:
( الحمد لله قد رزقنى الله الكثير من النعم فانا بالتاكيد افضل من غيري)
أتدري كيف ذلك ؟
حينما تنظر الى من هم دونك أو أقل منك
انت تمشي على قدميك وترى بعينيك وتستخدم يديك وتسمع بأذنيك
فلتنظر فقط الى من حُرِم نعمة واحدة من تلك النعم ، ولتحاول ان تتخيل نفسك فى مكانه (لا قدر الله ذلكـ)
فكيف وانت بتلك النفس الساخطة دوماً ، الغاضبة أبداً أن تعيش فى هدوء مع انتقاصِ بعض النعم منك ، فقط بعضها وليس جميعها ؟
الله يختار لنا الافضل دائماً ، ودائما ما تحضرني الاية الكريمة التى تقول ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) صدق الله العظيم
بلىَ : هو يعلم بحكمته وبلطفه سبحانه وتعالى ، فيضعنا فيما نصلُح له ، وييسرنا لما خُلِقنا له
فارضى بما قسمه الله لك تكن اغنى الناس كما قال رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
جميل جداً ان تزدان كلماتنا بحمد الله الدائم المتواصل ، فنِعمَه سبحانه وتعالى لا تُعد ولا تُحصي ، ظاهرة وباطنة
وكما أن شكر النعم مُدعاة لزيادتها ومباركتها من الله سبحانه وتعالى
يقول عز من قال ( لإن شكرتم لأزيدنكم ) وكيف يكون الشكر الا بعد الرضا ؟
فلنتعلم سوياً أن نرضي ، فالرضا من افضل صفات العبد الشاكر لأنعُم الله ولا يخفي على أحد ارتباط الرضا بالصبر على قضاء الله وحسن أدب العبد مع ربه ، وحمده الدائم على كل نعمه
وأخيراً : رضينا أم لم نرضى فقدر الله نافذ لا محالة ، فقد رُفعت الاقلام وجفت الصحف
اللهم رضينا بقضائك ، وشكرنا نعمائك ، وشهدنا بألآئك فاغفر لنا ولوالدينا وارحمنا
دمتم إخوانى وأشكر لك من مرى من هنا
مواقع النشر (المفضلة)