السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


» بدااااية

أُصفق أو لا أُصفق
أمامي كل الرؤوس تصفق
وخلفي كل الصفوف تصفق
أتى مارد شدّني من يدي
لـِمَ لا تصفق ؟!!


في بداية الأسبوع كنتُ حاضراً لـِ ندوة بين متنافسين ؛ فظهر الأول وبدأ الحضور بـ التصفيق ؛ والقى بـ خطبته وبعد الإنتهاء صفق الجمهور ....!!

أما الثاني بـ مجرّد بزوغ نجمه إذ بـ سيول من التصفيق تهطل عليه من أُناس ( قبل أن ينطق بـ كلمة واحدة ) وبـ التالي بدأ الباقيين بـ التصفيق بـ نفس الحرارة والحماس بشكل لا إرادي ..!! وأُصبنا بـ الزهول لـِمَ كل هذا التصفيق ..؟! فهو ليس بـ الأكفء ولا يستحق كل هذا التصفيق ...!!


كُلنا على علم بـ أن التصفيق حركة تلقائية / حرة جداً تُصدر حين يُعجب المُصفق بـ المُصفق له . أي فهو حركة تعني الإعجاب بكلمة لـِ شخص أو لعبة لـِ لاعب أو قصيدة لـِ شاعر ... وهكذا

ولكن لـِ الأسف هُناك أيضاً تصفيق مُخطط له سلفاً ...!! ؛ وأصبح وسيلة يلجأ لها أصحاب المناصب والطامعين لـِ إنتزاعها لـِ التأثير على مشاعر الأشخاص الأقل وعياً ـ الناس الطيبين العاديين ـ وجلب ثقتهم بـ طريقة مُزيفة ؛ فـ حينا يروا بـ أن هذا الشخص يُصفق له بـ حرارة وحماس إذن فهو مُميّز وله شعبية كبيرة لذا فهو الأحق بـ تعاطفنا وثقتنا..!! ولا ننكر بـ أنه أصبح صورة من صور النفاق الإجتماعي ..!!



ـ مهنة التصفيق ـ !!

|| المُصفق المأجور || وهو شخص مأوجور يبدأ بـ التصفيق في أوقات مُخطط لها لـِ يُجبر الباقيين لـِ التصفيق معه حتى لا يصابوا بـ الإحراج أو لا يُقال عنهم إنهم لم يفقهوا شيء مما قيل ..!! » مشكلة العرب في إدعاء الفهم دائماً

وكُلنا نعلم بـ أن مهنة التصفيق مهنة قديمة جداً فـ يرجع أصلها إلى القرن الرابع قبل الميلاد بواسطة اليونانيون ؛ وقيلَ أن ( نيرون ) أسس مدرسة خاصة لـِ تعليم أصول التصفيق .


وبـ الطبع هذهـ المهنة وصلت لـِ العرب فـ إستقبلوها بـ صدر ٍ رحب ؛ وبـ الرغم من إن العرب كانوا مُميزين ـ قديماً ـ في مجالات الطب والهندسة وغيرها ومع الوقت تراجعوا عنها ؛ إلا مهنة التصفيق فـ تمسكنا بها بشكل كبير وطوّرناها »» أنظر لـِ البرامج التلفيزيونيه ؛ إنظر لـِ خطابات الساسة .


فـ أصبح من ضروري لـِ كل سياسي و مُمثل ومُغني ولاعب كرة وغيرهم من مشهوري العرب أن يمتلك فرقة من الناس المأجورين يأخذهم معه في كل اللقاءات والندوات كي يصفقوا له بـ حرارة وحماس ويهتفون بـ إسمه حتى يفهم أعدائه بـ أنه الأشهر وأن لديهم مؤيدين ومُعجبين كُثر !! » الحرب بـ إستخدام التصفيق !!


وبـ الأخير لا تجعلوا أصوات كفوفكم رخصية وهي غالية فـ لابد أن تخرج من داخلكم بـ محض إرادتكم ؛ فهي وأمانة في اعناقكم فلا تصفق إلا عن قناعة شخصية داخلية تدفعك لـِ التصفيق ولا تكن تابع لـِ الأخرين ؛ فـ التصفيق وراء المأجورين ما هو إلا صورة مستترة من صور ضعف الشخصية ؛ فـ كونوا أحرار حتى حينَ تقرروا التصفيق .


» النهاية

ومن القهر قمت أصفق

الخمس بـ الخمس !!





خربشات كتبها / غالي الأثمان .