في الأمة خيرٌ كثير
لا تقل: سقطت الهمم، وراج سوق الباطل، وعمَّ الفساد، لا تقل: طٌمِست معالم الحق، وذهبت أنوار الرسالة، لا تكن سبباً في إشاعة اليأس، ونشر التشاؤم في أرض الأمة.
بل الأمة فيها خير كثير، ولازالت الفطرة تصيح لتعود إلى المنهج الحق، وهاهي قوافل الدعاة تجوب البلاد عبر القارات، وانظر في العائدين إلى الإسلام، وتأمل في قصص التائبين والتائبات.
في الأمة أشباه عمر، وخالد، وطارق، وابن تيمية، وابن حنبل، وابن باز، ولكن من يخرجهم لنا؟.
في الأمة الأبطال والقادة وأصحاب العلا والمجد، وستكشف لك الأيام.
ولك أن تفتح صفحات التاريخ لترى أن البلايا والمصائب والفتن خرج من بطونها قادةً للأمة عبقاً من التاريخ وردحاً من الزمن، فابن تيمية يولد في أرض تحيط بها البدع، فيجادل ويسجن، فينتصر بالحق؛ لأن الحق معه ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ))[الروم:47] وابن حنبل، تنزل معه الفتنة العظمى " خلق القرآن " فيقف لها، ويتصدى لمن سار بها.
وهكذا، تنجب الأمهات في ليالي الظلام من يخرج الناس إلى بر الأمان.
فمهما تأخر النصر، وتسلط العدو، وانتشر الفساد، فاعلم أن الله قد وعد بحفظ دينه ونصره (( كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ))[المجادلة:21].
ولكن مع هذا الوعد الرباني لابد من دراسة الواقع، ومعرفة أسباب التأخر، وقراءة التاريخ لنضع بعدها وسائل النصر والتمكين، ليتسنى لأبناء الجيل من التكامل في الرؤية للواقع ليكون العمل على منهج واضح.
ومضة: كُن أنت الأمل، ولاتكن جزءاً من الألم.
مواقع النشر (المفضلة)