كَانْ غيَابُك أكبَر مِنْ تَفاصيِل أكتُبهَا ..!
* *
لأنّي أحبُك وَ أكرَهْ أن يَكوُن ألمِي مِنكْ , تَداركْ قلبِي شوقُه الشَديِدْ وَ أتّهمْ نفسُه بِ الجفَافْ
[ كَان غيَابُك أكبَر مِن تَفاصِيِل أكتُبهَا ]
مُنذ ألمِي الأوّل مِنكْ , وَ أنَا أعلَم تمَاماً أنّكْ لا تَعنِي أنْ أتعرّى مِن إبتسَامتِي
و لكنّك أرَدتنِي أنْ أفهَمْ الوَاقِع كمَا تَرَاهْ أنتْ , وَ كَان تمَامْ الوَجَع أنّي أسَأتْ فِهم
الحقيقَه لِ سَنواتْ طَوِيلَه , حتّى أصبَحتْ الوَردَةُ البيَضَاء المُهددّه بِ الذبوُل
كَانت نبضَاتْ قلبِي لا تَعرِفْ مَعنَاً لِ الحُب , لِ ذلكْ عَشقتْ تفاصيلُكْ بِسُرعَه شَديدَه
فَ أصبَحْ كُل شِيء فِي حيَاتِي يتبعُه الجنوُن بِك ..! وَ الهَلاكْ مِن فقدِكْ
كُنتْ أعزِف نفسِي الخَائِفَه طوَال ليلِي , أنتظِر أحَد مّا يفهَم تِلك النوتَاتْ المَرعوُبَه
يُرتّل تِلك العروُق التِي تقطّعت وَ هِي تنزِفْ الخوُف بِ خفيَه مُتقنَة الأوجَاعْ
وَ عزائِي بِ صدقْ , أنّي بقيِت أعزِفهَا كُل عُمرِي , فَ لا أحَد فهمهَا وَ لا أنَا توقّفتْ ..!؟
جفَافْ
وَ لأنّك طلقتْ فُراقِي ثلاثاً و تزوّجه واقعِي رُغماً , كَنت قاسيّه حَدْ الفَزعْ
[ كَان غيَابُك أكبَر مِن تفاصيِل أكتُبهَا ]
وَ لأنّي أعلَمْ تَماماً أن الخيَانَه طعنَه لا تقتُل سِوى الأوفيَاء , رأيتْ جُثتِي و جُثتُك مُتشابهتَانْ
فَ أصبحنَا المَلاذ الذِي أحتَوا بعضُنَا مِن مصقلَة الجحيِمْ التِي بَاتتْ تُرعِب قلوبُنَا علَى الأرضْ
و بِ حُكم أنوثتِي المُهملَه , كَان تعلقي بِ ذكورتِكْ أكبَر مِن تعلّق طِفلَه عطشَى لِ حُضن أبْ
و بِ حُكم رجولتُكْ الشرقيّه , كَنت تحذَر بِ شدّه مِن كُل الأشيَاء التِي تبدَأ بِ حياتِكْ أياً كانَتْ
و مِنْ هُنَا كَانتْ مُعَاناتِي الجميلَه مَعكْ , بِ رغم الألَم المُتخَلل بِهَا ..!
فَ لَم أكُن أعلَم أننّا كُلمّا فهمنَا الحيَاةْ أكثَر , صَار وجعُنَا أضخَمْ , إلا عِندمَا أحببتُكْ
جفَافْ
وَ لأنّي أعلَم تمَاماً أنْ واقعُنَا الغبيّ ليِس بينْ أيدينَا , لَم أحَاوِل ردعُه قَط , و جعلتُه يقتُلكْ
[ كَان غيَابُك أكبَر مِن تفاصيِل أكتُبهَا ]
لطَالمَا دعوُت ربّي أن لا أشتَاق إليِكْ و أنتْ لاهٍ بِ طريِقْ لا يَمُتْ لِ نفسِي بِ صِلَه
كَانَتْ قنَابِل الشوُق تُصيِب مملكَة قلبِي بِ عُنف , فَ يُرهقنِي البَحث عَنكْ , و منَاداتِك
وَ تُصِيبُنِي وسوَسَه تَلعَن قلبِي بِ أفكَار بائِسَه , وَ ألمَح الصَبرْ يصرُخ بِ بكَاء فِي عينَاي
وَ أتسَائَل , كَم مِنْ كلمَة وجَع تحتَاجْ أذنُك , كَي تُدرِكْ أنيِنْ طفلة فِي قلبْ أنثَى مُهملَه ..؟
فَ مِن رحِمْ قلبِي وُلِد حُباً يحمِل عظمَةْ الحُبْ بِ أسرِه , و مِن رحِم حُبّي وُلد شوُقاً
يحمِل معَانِي الجنوُن بِ ذاتِهَا , يَا سيّد العِشقْ وشمتُكْ بِ عينَاي لِ تُفضَح نفسِي أمَام العالميِنْ
وَ كَان العالميِن كلهُم , قَد أقسموُا بِ جنونِي بِ رجُل علَى كوكَب الأرضْ ..!
جفَافْ
وَ لأنّ القسوَه تربّت فِي أعمَاقِي , أهمَلتْ أشواقَكْ و مُتْ
[ كَان غيَابُك أكبَر مِن تفاصيِل أكتُبهَا ]
أكرَهنِي جِداً عِندمَا أتذكّر أنّي هويتُك بِ لا عَقلْ , و أنّي جَمعتْ أحلامِي كُلهَا بِ عينيِكْ
ليِس لِأنّك أنت صدقنِي , و لكنّك علمتنِي أنّك لَن تبقَى لِي علَى طوُل حكَايتنَا الغريبَه
و أخبَرتنِي أن الحيَاة تُرغمنَا دائِماً علَى أشيَاء لا نُريدُهَا , و بِ الرُغمْ مِن ذلِكْ
أحببتُكْ , وَ رأيتُك الأفُق الذِي أبصَر بِ عينَاي آمَال واسِعَه , كُل الأشيَاء التِي تنفسّتْ
فِي حيَاتِي أصابهَا الجنوُن بِكْ , عِندمَا علمّتنِي عيِنَاكْ كلامْ لا يحمِل كلِمَاتْ , كتَبتْ لِي
بِ مَا ضخّه قلبَك كُلْ معَانِي أحبُكْ , فَ أخبرنِي بِ ربك ..! مَا الذِي سَ أكتبُه إن كَان
قلبِي يحتضنُك وَ حيَاتِي لا تَمتلِكْ مِن وجهِكْ مَلامِح ...!؟
جفَافْ
و لأنْ مَا ضخّه قلبُك دائِماً هوُ أحبُك , كَان عقلِي دائماً لا يضُخ سِوى فُراقاً ..!
[ كَان غيَابُك أكبَر مِن تفاصيِل أكتُبهَا ]
وَ لأنْ قلِقِي أحتّل كُل الأمَاكِن التِي تسكُننِي , رأيتُ نفسِي تركُض خلف شمسْ
لَن تُشرِق لهَا يومَاً و كَان خيَالاً منعوُت بِ الغبَاء , وَ لأنّي أعلَمْ أنْ غيَابُك أكبَر مِن تفاصيِل أكتبُهَا
أخبرتُكْ أنْ قلبِي الغَارِق مُتهَم بِ الجفَافْ فِي عتَابِه القَاسِي لكْ
فَ أخبرنِي بِ أي فُراق أوهَمت أصابعِي الخمسَه ..!؟ عَن أي لحظَاتْ كَانت دموعِي تنهَمِر
وَ مَا يعنيِكْ رجَائِي عِندمَا أقولْ لكْ : لا تجعلنِي أُشفِق علَى نفسِي و أرتّل أن لا تترُكنِي وسَطْ
قَواقِعْ الظَلامْ فَ غيَابُك أكبَر مِِن تفاصيِل أكتبُهَا , و ربّك أكبَر ..!
جفَافْ
و لأنّي أعلَمْ أن لا أرضْ تشكوا الظمأ ما دامَت فِي البحَر , جعلتْ أرضُك علَى اليابِسَه
[ أحبُكْ قَدراً لوُ يعلَموُنْ ]
وَ لأنّي أعشقُكْ و أمقُت أن يكوُن وجعُكْ منّي , إقتُل قلَمِي المجنونْ بِك , و أتهِم يدِي بِ الجريمَه
هَكذا فقَطْ , أنظُر لِ قلبٍ مُكتّل بِ الجفَاف لِ تثبُت التُهمَة كُرهاً , فَ والله أنّك أحبْ مِن نفسِي إليّ
و أحَب مِن البشريّة كلهُم لِ نفسِي ..!
مْ , بَ
يقوُل أحدهُم : الصبَاحْ لا يكتمِل إلا بِ إبتسَامَه
و أنَا أقوُل أن أحدهُم ذاكْ يُشبِه قلبِي تمَاماً , أيضاً أنَا لا أكتمِل
إلا بِ إبتسَامتكُم , إنزعوُ الألَم : ) و دعوُنِي أُعانِق ثَغرَ الخيَالْ
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)