موضوعي اليوم مباشر جدا وويملي علي مباشرته حق مفروض

لصاحبه في حواسي بمباركة عقلية ونفسية لن أتحلل منها حتى

بعد الفراغ من تحرير صك بلاغي على هذه الصفحة .

فبين ظرفين من الزمان (ماض و حاضر )لا يفصلهما إلا حرف

الواو وشهقة وردة توثبت لتتفتح وتفتحت لتشهق مستعينة بكل

حروف النداء بعد أن أمالت لقاطفيها طواعية وأدلت لتقول :

عمري قصير وذبولي يسبق نضوجي رغم طموحها الذي يغزو

ممالك الحواس البشرية فتصيب النساء والرجال في :

عيون تكتحل لونها حتى الرواق واكتمال المذاق فتتنافس

ملمسها نعومة الأصابع لتجد نفسها متخشنة بأبعاد إزاء نعومة

الورد وعندها تتواضع الأنوف رغم اشتقاقنا الأنفة منها

لتنتشيها عبقا فتمطر النفس ابتسامات تزخ البهجة إلى انفراج

روحي (فنسبح الله حامدين)


ـ قصير عمرها الوردة في ضمير الزمن البعيد.

ـ طويل أفقها الوردة في ضمير الإنسان السعيد.

ـ بعيد لونها الوردة على وجنات الصبايا وشفاه الحسناوات .

ـ عميق عبقها حتي تفاخرت بها الأوعية والزجاجات .


قليل ما نسوقه في حق الوردة وحسبنا منها حسبنا من الجمال

فمالت إلى النساء حتى غدت ذاتا نسائيا أجبر الواصفين إلى

حيف منطقي فأضحت ميزان القياس التشبيهي وشاهدي الأول

شاعرنا :يزيد بن معاوية حيث صور لنا جمال الورد حالة

استسقائه الدمع المشبه بالمطر وقفوا على هذا البيت:

وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ** وردا وعضت على العناب بالبرد.

الورد هنا الوجنتين وأرجو تحريك كلمة نرجس بتنوين الكسر .

ولعلي اثبت الفرق بين حالين لوصف الورد ومن وجهتين

نسائية ورجالية وأفسح المجال للأخوات في حيز الردود لوصف الوردة من وجهة نظر المرأة ولو بكلمة ما أمكن ذلك.
وأما الرجال فهم يتمتعون بالورد كما يتمتعون بـــ ... ,,

فأعلم أنها تمثل لهم ذاتا لكيان وقد أضيفت لدى شاهدي الثاني

إلى الرجل بل إلى الملك النعمان ::: شقائق النعمان وهو الورد

الأحمر وثابت ذلك في بيت لمحمود سامي البارودي حين قال :

كأن الندى فوق الشقيق مدامع ** يجول بخد أو جمان على تبر.

حبة ندى على شفة وردة تدور كما تدور الجمانة وهي حبة

اللؤلؤ على قطعة ذهب (التبر ) آمل التنوين حفاظا على جمال

البيت في :

مدامع بالضم والكسر في جمان وتبر

ولو توثب قلم ليصف حالة الوردة عند دوران قطرة ندى عليها

لأعياه الوصف وإن نجح .

أطلت وليس طبعي لكنه طموح الورد وترحيبنا المضيفين

لتدفقات جحافل العطاء لوردة .

من هنا أقول :على أمراء الورد النوطرة الدائمة أمام دساكر

الورد رعاية له حتى من حفيف الريح وتطفل الدبابير وحسبنا

من القلادة من أحاط منها بالعنق بالنسبة للنحل .

أما النساء وأقصد الورد ذاته فلا يكفي تعليقها في علو الجسد

فالزينة لا تزيد إلا زينة وقد عشق الأندلسيون النوافذ بالورد

إجلالا للورد (عشق هنا بتحقيق الشدة على حرف الشين وليس

من العشق وهم عشاقه)

شهودي جم على إثبات جمال الورد وإن لم يكن شاعرا أو معبرا

فاسألوا حواسكم .



منقـــــــــــــول